والله العظيم كانت أيام سودة ومنيلة بستين نيلة!! كان كل شيء في مصرنا المحروسة بالطابور.. طابور للعيش وطابور للأنابيب وطابور للفراخ المتلجة وطابور للبيض.. طوابير للحصول علي قطن التنجيد أو قماش كستور من شركة بيع المصنوعات. وطابور عشان التقديم للتليفونات وطابور للناس اللي مش لاقية طابور تقف فيه!! وطبعاً في أي طابور لازم تشوفلك واسطه وإلا مش هتلحق تاخد حاجة!! لو الواحد دلوقتي بيحكي لولاده عن الأيام السودة دي مش هيصدقوه.. لان كل حاجة الأيام دي بقت ديليفري.. حتي التليفونات بقت توصيل للمنازل وحاجة آخر دلع.. والله يرحم أيام زمان كان الواحد يقعد من خمس لعشر سنين عقبال ماييجي له التليفون وبعدها بكام سنة تيجي له الحرارة.. بس الظاهر إن احنا دايماً بننسي والظاهر إن الدلع والحياة المرحرحة اللي معظم المصريين عايشنها دلوقتي خلتهم فافي مبيستحملوش حاجة... لو الكهربا انقطعت ساعة... دقي يا مزيكا وهات يا شتيمة في الحكومة وفي أيامها السودة. نسينا ازاي كانت فيه مدن وقري وكل النجوع عايشة علي لمبة جاز مقاس خمسة أوعشرة.. نسينا برك المجاري وانقطاع الحرارة عن التليفونات شهور وسنين. العربيات دلوقتي آخر موديلات ومن كل صنف ولون.. محلات الوجبات السريعة دخلت دلوقتي كل الأحياء الشعبية وبقت كلها أحياء شبسي ودايت. صحيح الأسعار مولعة بستين نيلة!!.. لكن برضه البلد والناس معاها فلوس وبتصرف.. قولولي فيه مصري دلوقتي ممعهوش موبيل إشي زيرو 21 واشي زيرو 01 و11 و71. لسه الناس كتير بتشكي من أسعار اللحمة والفراخ والسمك.. ونسينا كلنا إنه جت علينا أيام مكناش لاقيين فيها لحمة الجمعية، وكانت الناس المبسوطة هي اللي بتشوف اللحمة مرتين في الاسبوع وفي المحافظات كانوا بيشوفوها بس يوم السوق مش زي دلوقتي كل يوم لحمة أو فراخ أو سمك ونسينا الاكل الأرديحي!! بصراحة لازم مننساش الأيام دي عشان نحس بالنعمة اللي احنا فيها واللي احنا كلنا مطالبين بأننا نحافظ عليها بعيد عن اخوانا البعدا اللي مش عاجبهم حاجة خالص وعايزين يخلوا حياتنا سودة زي وشهم!! صدقوني من شاف بلوة غيره هانت عليه بلوته وفي أمريكا ومعظم دول أوربا شفت بعيني ناس بتاكل من الزبالة... ومش معني كلامي إننا بقينا آخر حلاوة.. لكن عايز دايماً زي مابنبص لفوق ونتحسر علي حياة الناس المبسوطين.. نبص برده لتحت هنلاقي فيه ناس أقل مننا بكتير. ولازم نحمد ربنا علي اللي احنا فيه ونزرع دايماً الأمل في نفوسنا وصدقوني بكرة دايماً أحسن من النهاردة.. والنهاردة أكيد أحسن من امبارح!!