سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة البيت الأزرق .. شراكة كاملة بين مصر وكوريا الجنوبية السيسي: الاستثمار بمصر يحقق النفاذ لأسواق إفريقيا والشرق الأوسط
جون هيه : زيادة الاستثمارات الكورية بالقاهرة في الصناعات التحويلية و الطاقة
عقدت امس بالعاصمة الكورية الجنوبية سول مباحثات القمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وبارك جون هيه رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية التي كانت في استقباله بمقر رئاسة الجمهورية الكورية المعروف باسم البيت الأزرق. وقد وقع الرئيس في سجل الزيارات المخصص لكبار الشخصيات الدولية التي تزور القصر الرئاسي. وصرح السفيرعلاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات موسعة مع رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بحضور وفدي البلدين، استهلتها الرئيسة بالترحيب بالرئيس السيسي في زيارته الأولي إلي سول، معربة عن سعادتها بلقائه للمرة الثانية بعد لقائهما في نيويورك علي هامش أعمال الجمعية العامة عام 2014. ووجهت الرئيسة الكورية التهنئة للرئيس علي استكمال استحقاقات خارطة الطريق وتشكيل مجلس النواب الجديد، وكذلك لإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط مما يعكس الإرادة القوية للشعب المصري وتصميم القيادة المصرية علي مواصلة عملية التنمية الشاملة. كما أعربت عن سعادتها بالاتفاق خلال زيارة الرئيس علي إصدار إعلان مشترك للارتقاء بالعلاقات إلي مستوي الشراكة الشاملة والتعاون بين البلدين. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب عن سعادته بزيارة كوريا الجنوبية، مشيراً إلي أن مصر تنظر إليها باعتبارها قصة نجاح وتجربة تنموية مهمة تتطلع للاستفادة منها، منوهاً إلي أهمية العمل علي الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلي آفاق أرحب من التنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلي أنه بالتوازي مع العملية السياسية، فقد تمكنت مصر خلال الفترة الماضية من تحقيق نجاحات اقتصادية كبيرة من أبرزها قناة السويس الجديدة، وإدخال العديد من الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي جعلت المناخ الاقتصادي أكثر جذباً للمستثمرين. وأكد الرئيس في هذا الصدد علي تطلع مصر لاستقبال المزيد من الاستثمارات الكورية، ودعوة الشركات الكورية للاستفادة من المشروعات العديدة المطروحة للاستثمار في مصر، وفي مقدمتها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، ومشروع إنشاء عاصمة إدارية جديدة، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، وأعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بالاستثمارات الكورية، مؤكداً حرص الحكومة المصرية علي تذليل كافة العقبات التي تواجه الشركات الكورية في مصر، ومشيراً إلي مزايا الاستثمار في مصر، وما يوفره من نفاذ لأسواق أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا التي ترتبط مصر مع عدد من دولها باتفاقيات للتجارة الحرة. وأشار الرئيس إلي ترحيب مصر بعودة السياحة الكورية إلي مصر لسابق عهدها، مؤكدا علي تحسن الأوضاع الأمنية في مصر والاستقرار الذي تتمتع به في الوقت الحالي. وقال السفير علاء يوسف إن الرئيسة الكورية وجهت الشكر للرئيس علي إشادته بالتجربة التنموية الكورية، مؤكدة علي توافر الإرادة السياسية لتطوير التعاون بين البلدين والارتقاء به إلي آفاق أرحب، لاسيما في ضوء الاجراءات والقوانين الجديدة التي اتخذتها وأصدرتها مصر لتحسين بيئة الاستثمار. وأكدت الرئيسة الكورية علي اهتمام بلادها بزيادة الاستثمارات الكورية في مصر، لا سيما فيما يتعلق بالصناعات التحويلية مثل البتروكيماويات، فضلا عن التعاون في مجال الطاقة، وخاصة الطاقة المتجددة، في ضوء التزام كوريا بتعهداتها الواردة في اتفاق باريس لتغير المناخ. وأشارت الرئيسة الكورية إلي أن تاريخ التعاون في البنية التحتية يعود إلي عام 1976، وخاصة الطرق والموانئ والسكك الحديدية. وأعربت الرئيسة الكورية عن تطلع بلادها لتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية، في ضوء التوقيع خلال زيارة الرئيس علي اتفاق إطاري لتمويل المشروعات الكورية في مصر يقدر بنحو3 مليارات دولار. وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لأن تشهد الفترة القادمة البدء في تنفيذ مشروعات التعاون التنموي الجاري التباحث بشأنها حالياً بين الجانبين، خاصة أنها تتعلق بمجالات مهمة بالنسبة لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، مثل مشروعات الطاقة والنقل، إلي جانب مجال التعليم الذي تأمل مصر في الاستفادة من الخبرة الكورية فيه. وعلي الصعيد الإقليمي، أكد الرئيس علي أهمية التوصل إلي حلول سياسية للأزمات التي تواجه دول منطقة الشرق الأوسط للحفاظ علي سلامتها الإقليمية وسيادتها علي أراضيها وصون مقدرات شعوبها. ونوَّه الرئيس إلي مخاطر الإرهاب التي تضاعف من معاناة دول المنطقة، مؤكداً أنه علي الرغم من اختلاف مسميات الجماعات الارهابية، فإن كافة هذه الجماعات تستقي أفكارها المتطرفة والمغلوطة من ذات المصدر. وأكد الرئيس علي أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة لا تقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني ولكن تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للقضاء علي الظروف الصعبة التي تمثل بيئة خصبة لنمو الارهاب، علاوة علي أهمية الأبعاد الفكرية والدينية من خلال تصويب الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة التي علقت به، ونشر تعاليم الإسلام السمحة التي تحض علي التسامح والرحمة وقبول الآخر. وأشاد الرئيس في هذا الصدد بالجهود التي يبذلها الأزهر الشريف باعتباره منارة للإسلام الصحيح بقيمه الوسطية المعتدلة. وفيما يتعلق بالأوضاع في شبه الجزيرة الكورية والتجربة النووية الكورية الشمالية، أكد الرئيس اهتمام مصر ومتابعتها للتطورات، خاصة في ضوء عضويتها الحالية بمجلس الأمن، حيث وافقت مصر علي قرار مجلس الأمن الصادر مساء أمس الاول بشأن تشديد العقوبات علي كوريا الشمالية. وأشار الرئيس إلي موقف مصر الذي عبرت عنه إزاء تجربة التفجير النووي التي قامت بها كوريا الشمالية في يناير 2016، حيث اعتبرت مصر ذلك تهديداً صريحاً لجهود منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وللسلام العالمي، مؤكداً علي ضرورة العمل علي تخفيف حدة التوتر في العالم ووقف سباق التسلح بين الدول. ومن جانبها أعربت الرئيسة الكورية عن تقديرها للمواقف المصرية الداعية إلي إحلال السلام والأمن والاستقرار. وفي ختام المباحثات، وجَّه الرئيس الدعوة للرئيسة الكورية لزيارة مصر، وهوالأمر الذي رحبت به الرئيسة الكورية، وتم الاتفاق علي تنسيقه عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين. وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيس ورئيسة كوريا الجنوبية مراسم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في الكثير من المجالات، ومنها اتفاق إطاري لتنظيم إتاحة القروض الكورية إلي مصر، ومذكرة تفاهم بشأن اتاحة حزمة تمويلية لمصر بقيمة 3 مليارات دولار، ومذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة التعليم العالي المصرية ووزارة التعليم الكورية، وأخري بين وزارتيّ العدل، وكذلك بين وزارتيّ الصناعة والتجارة في البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون بشأن تطوير ميناء الاسكندرية، وإنشاء الكلية المصرية الكورية للتكنولوجيا، واتفاق قرض بين سكك حديد مصر وبنك التصدير والاستيراد الكوري، ومشروع تطوير نظم إشارات السكك الحديدية من نجع حمادي إلي الأقصر. وقد أقامت رئيسة كوريا الجنوبية مأدبة غداء تكريماً للرئيس والوفد المرافق له.