لم تعد اسرائيل وحدها المسئولة عن كل مصائب وبلاوي الشرق الاوسط.. وانما وفي سنوات حكم أردوغان دخلت تركيا علي الخط للمشاركة في اشعال جذوة هذا الخطر الذي اصبح يهدد أمن واستقرار دول هذه المنطقة. وكما تقف امريكا دولة القطب الواحد وراء اسرائيل فانها واستمرارا لمخططها التآمري تستغل أطماع وطموحات هذا الاردوغان لدفعه بالدعم والتأييد لمساندة التنظيمات الارهابية المأجورة لنشر الخراب والدمار والعمل ضد وحدة وسيادة الدول العربية. ليس هناك ادني شك في الدور الذي تولته وتتولاه اسرائيل وتركيا - اردوغان.. بسياساتها وارتباطها في تأسيس ورعاية التنظيمات الارهابية في الشرق الاوسط وفي مقدمتها تنظيم داعش وامتداد خطرها الي دول العالم. ليس من وسيلة فعالة وناجحة لمحاصرة هذا التنظيم الدموي سوي تجفيف منابع التمويل والتوقف عن تقديم المأوي الآمن. يضاف الي ذلك اتخاذ الاجراءات الجدية والحازمة لمنع تسهيلات العبور الي ساحات نفوذهم وتواجدهم في سورياوالعراق. تقديم الدعم والمساندة يعدان سر قوة هذا التنظيم الارهابي الذي صنعه الغرب ومعه الدول التي يتصف بعضها بالقزمية وبعضها الآخر واقع فريسة لنزعة الانتقام وغياب بعد النظر والافتقار الي الادراك السياسي. ان تركيا اردوغان الانتهازي الخبير في الخداع والتضليل والمتعاطف مع جماعة الارهاب الاخواني وكل التنظيمات الارهابية هي المسئولة عن دعم وتفعيل كل هذه المتطلبات التي اتاحت «لداعش» الاستمرارية لتشويه الدين الاسلامي وخدمة مصالح عمالتها للقوي الخارجية بشكل مباشر وغير مباشر. بداية فقد فتح اردوغان حدوده لعبور الشباب الضال المغامر من كل انحاء العالم من اجل الانضمام الي هذا التنظيم وعمل علي تأمين تواجده داخل الاراضي السورية والعراقية. سعي الي استغلال جرائم «الدواعشية» للاستيلاء علي ثروات كل من سورياوالعراق البترولية التي وقعت منابعها اسيرة لداعش والتنظيمات الارهابية الأخري. لقد عمدت اجهزة اردوغان المتخصصة في السرقة والرشوة والتزوير الي شراء هذا البترول المسروق بأبخس الاسعار للاستهلاك الداخلي أو لبيعه للاسواق العالمية بالاسعار المعلنة. بهذا التواطؤ يكون اردوغان قد ضرب عصفورين بحجر واحد بالعمل علي توفير الدعم المالي اللازم لداعش الذي ينفذ سياساته وسياسات امريكا الي جانب تدمير مقومات دول العراقوسوريا وليبيا استجابة لاحقاد بقايا فكر الدولة العثمانية التي مازالت تراود احلامها بمجدها الغابر. هذه الحقيقة تؤكدها كل التقارير والمتابعات التي يعلم بها حلفاء تركيا الغربيون ولكنهم يغضون الاعين تعبيرا عن التأييد والتوافق ارضاءا لامريكا. نفس التقارير فضحت هذه السياسة التركية المتحالفة مع الارهاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم. تمثل ذلك بشكل اساسي من خلال فتح الحدود التركية لعناصره للتواجد في الاراضي التركية ملاذا وهربا من عنف الغارات الروسية المدمرة علي مواقعه في سوريا. من ناحية اخري سيطرت نزعة الانتقام علي اردوغان وحلفائه تجاه دول اوربا بسبب رفضهم القبول بعضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي . حالة الاحباط المتولدة عن هذا الموقف دفعته الي قيادة مؤامرة تدفق اللاجئين السوريين الذين شردهم بعد ان قام بتخريب وتدمير وطنهم.. الي دول اوروبا وبالاخص المانيا التي ترفض قبول تركيا بالاتحاد الاوروبي. ليس ادل علي عدم جدية ما يقال ويذاع عن وهمية محاربة داعش من هذه الغارات التمثيلية التي يقوم بها التحالف الذي تقوده امريكا في العراق. لم يعد خافيا ان هذه المسئولية اصبح يتحملها وحده الجيش العراقي الذي قضت عليه واشنطن عقب احتلالها للعراق. ان هذه القوات العراقية ومعها قوات الحشد الشعبي تعاني من مشكلة الحصول علي السلاح المدفوع ثمنه من امريكا التي لا تريد لهم الانتصار في الحرب ضد داعش. في هذا الشأن هل يمكن ان يتصور احد عدم قدرة ترسانة السلاح الامريكي المهولة علي الحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» الارهابي رغم مرور اكثر من عام علي بدء اكذوبة الحرب ضده. هذه المؤامرة النابعة عن هذا المخطط الامريكي يجري بدأ تفعيله بعد حربي العراق وافغانستان. انه يقضي بان تقوم اطراف اخري لا مانع من ان تكون تنظيمات ارهابية بخوض الحروب التي تخدم مصالحها نيابة عنها. هل يمكن النظر الي استهداف الطيران التركي لاحدي القاذفات الروسية التي كانت تقوم بالاغارة علي مواقع «داعش» انه جزء من هذا المخطط الامريكي التركي الذي يعمل هذا التنظيم الارهابي في خدمة اهدافه؟. هل الهدف من وراء هذه العملية اشاعة اجواء من التوتر التي تؤدي الي وقف او تعطيل الغارات الروسية الفاعلة ضد هذا التنظيم؟!