لقد كانت 'كلاوديا روت' نائبة رئيس البرلمان الألماني علي حق حين دمغت سياسة تركيا بالقذارة في معرض انتقادها للموقف التركي الداعم لتنظيم 'داعش' عبر إمداده بالسلاح وعلاج مقاتليه في المستشفيات التركية. ولهذا طالبت 'كلاوديا' الناتو باتخاذ موقف حاسم إزاء تركيا وسياستها القذرة. وكذلك كان 'جو بايدن' نائب أوباما علي حق حينما خرج في الثاني من أكتوبر الحالي أمام جامعة 'هارفارد' ليتحدث عن تركيا وينعي عليها سياستها الداعمة لداعش قائلا: 'مشكلتنا الكبري كانت حلفاءنا في المنطقة. الأتراك أصدقاء كبار لنا ولكن كان همهم الوحيد إسقاط الرئيس السوري لذلك شنوا حربا بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا الملايين من الدولارات وآلاف الأطنان من الأسلحة إلي كل من يقبل بمقاتلة الأسد'. ولا أدري علام استاء أردوغان من هذا الكلام وهو الذي يعلن جهرًا شروطه لمحاربة داعش ويتصدرها فرض منطقة حظر جوي لمحاربة القوات الجوية السورية، وإقامة منطقة عازلة بين تركياوسوريا، ودعم المعارضة المعتدلة لإسقاط النظام السوري؟!. ليس سرًا ما تقوم به تركيا ضد سوريا، فلقد أفصح أردوغان وأوغلو عن أن الهدف الأساسي لهما هو القضاء علي النظام السوري وليس القضاء علي تنظيم داعش الارهابي الذي تقوم تركيا بدعمه حتي الثمالة لتنفيذ مخططها في المنطقة والذي عكسته مذكرة الحرب التي أصدرها البرلمان التركي مؤخرًاعبر مشروع قانون يمنح تفويضا للجيش التركي للقيام بعمليات عسكرية في كل من سوريا والعراق، وهو ما رحبت به أمريكا. ويحمد لمصر موقفها الذي أعلنته ورفضت فيه المس بمبدأ وحدة وسيادة الأراضي السورية والعراقية. ولاشك أن صمت الدول العربية حيال هذا من شأنه أن يلحق بالمنطقة تداعيات خطيرة. إذ أنه سيشكل سابقة يمكن لتركيا القياس عليهاوتكرارها بعد ذلك في أي دولة عربية. الغريب عندما رحبت فرنسا بهذا التفويض علي أساس أنه سيعني مشاركة تركيا في التحالف الدولي ضد داعش سارع مصدر تركي ليصحح لفرنسا فهمها موضحا أن التفويض لايعني مشاركة تركيا في عمليات التحالف ضد داعش.!! ولاشك أن دعم تركيا لداعش واضح للجميع وهو مايفسر موقفها منذ البداية وإحجامها عن المشاركة في التحالف الدولي المناهض لداعش، فهمها يظل منحصرًا في إسقاط النظام السوري، ولهذا كانت الحاضنة لكل الجماعات الإرهابية تمويلًا وتسليحًا وتدريبًا وإيواء لتنفيذ المهمة. ولاغرابة، فتركيا لاتريد ضرب داعش الذي دعمته ودعمت معه التنظيمات التكفيرية الأخري لاسيما بعد صمود سوريا الدولة وجيشها النظامي وبعد سقوط مشروع الإخوان في مصر. تركيا ضلت الطريق وتركت نفسها نهبا لسياسة حمقاء قد تقودها في النهاية إلي تنفيذ التفويض الذي منحه البرلمان التركي لقواتها للقيام بعمليات عسكرية في كل من سوريا والعراق. وهي إن فعلت ذلك ستكون قد أقدمت علي مغامرة غير محسوبة ستدفع بها نحو المزيد من الأزمات وستعرض المنطقة لعواقب وخيمة. تركيا بسياسة أردوغان المريضة هذه ستندفع دون أن تدري نحو حريق يشعل المنطقة كلها ويطيح بتركيا وبحلم أردوغان المجنون في دولة الخلافة العثمانية. ولهذا يتعين علي مجلس الأمن التحرك لوضع حد لمغامرات تركيا التي تشكل تهديدا للأمن والسلم الاقليمي والدولي وأن يقف موقفا حازمًا مسئولًا لوضع حد لنهج أنقرة المدمر.