كتب - حجاج إبراهيم مع إعلان وزارة الخارجية التركية، عن مشاركة طائرات تركية لأول مرة في ضربات للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، الإرهابي، أصبحت أنقرة عضوا أساسي في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وبهذا تكون واشنطن قد نجحت في جذب المزيد من الحلفاء لإثارة الفوضى في المنطقة تحت زعم محاربة الإرهاب الذي قام بدعم من واشنطن، ولتؤكد أن دول المنطقة هي التي تحارب الإرهاب الذي يهددها، وأن امريكا هي مجرد عنصر داعم لدول الشرق الأوسط. أول طلعة جوية الطيران التركي شن غارات ضد داعش في سوريا، وهي الأولى ضمن التحالف الدولي، ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية فإن "المقاتلات التركية باشرت شن عمليات مشتركة مع طائرات التحالف على أهداف لداعش الذي يشكل تهديدا كذلك لأمن بلادنا". راعي الإرهاب يتجرع من نفس الكأس تركيا في بادئ الأمر، ومع انطلاق المخطط الأمريكي كانت ترفض المشاركة في التحالف الدولي، إلا أن الهجوم الإرهابي الذي وقع في بلدة سروج بكوردستان تركيا على الحدود مع سوريا والذي أدى إلى مقتل 30 شخصًا وإصابة العشرات، وتبني تنظيم داعش الإرهابي للعملية، تسبب في تفجير الغضب التركي، وأذاق أنقرة مرارة الإرهاب الذي ترعاه على أراضيها، وتدعمه ضد مصر.. وبعد الهجوم بأيام قليلة أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن أنقرة باتت جاهزة من الناحية التقنية للمشاركة في الغارات الجوية ضد داعش في سورياوالعراق. وكان لوصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن يجري في سورياوالعراق ب"نظام سايكس بيكو جديد" ينفذ خطوة تلو أخرى متهما قوى خارجية بمحاولة رسم مستقبل المنطقة بأسرها بما فيها تركيا وذلك عبر مشاريع تتعارض مع تاريخ المنطقة وتركيبتها المجتمعية، وهو ما أثار غضب الولاياتالمتحدة. وطالب وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر من تركيا بضبط حدودها مع سورياوالعراق لقطع الإمدادات عن داعش، وبمشاركة أكبر في الحرب ضد التنظيم، مطالبًا تركيا بأن تشارك بشكل أكثر نشاطا في الحرب ضد تنظيم داعش، وبداية ذلك يكون بفرضسيطرة على الحدود مع العراقوسوريا الأكراد والضمانات المزعومة مع إعلان تركيا عن أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن سيشن قريبا حربا شاملة ضد "داعش" انطلاقا من أراضيها، طالبت في نفس الوقت بدعم أمريكي لسياستها إزاء الأكراد، وبدأت المشاركة التركية الفعلية مع المخطط الأمريكي، بعد أن وافقت أنقرة على السماح لمقاتلات أمريكية باستخدام قاعدة انجرليك الجوية قرب الحدود مع سوريا لشن غارات على تنظيم "داعش". ويأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من مقتل 32 شخصا في تفجير انتحاري ببلدة سروج جنوب شرقي تركيا، وتعهد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بأن تتخذ حكومته كافة الإجراءات الضرورية لحماية أمنها القومي، وأعقبها تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وتناولا سبل منع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا وتأمين الحدود التركية السورية. إدانة مصرية وأثار التدخل العسكري التركي في سوريا، ومحاولات إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، غضب القاهرة، وأصدرت وزارة الخارجية بيانًا أكدت فيه أنها تتابع بقلق شديد الأوضاع في سوريا، معلنة عن رفضها للتصرف التركي الأخير. ضربات فشنك الخبراء أكدوا أن الغارات الجوية التي يعلن عنها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة يوميًا، ما هي إلا طلعات وهمية، ليس الهدف منها ضرب مواقع الإرهاب كما يزعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، سيرًا على خطى من سبقوه وعلى رأسهم جورج دبليو بوش، كما أن التحالف المزعوم الذي تشارك فيه تركيا يعكس المخطط الأمريكي لإثارة الفوضى في المنطقة، تحت مسمى القضاء على الإرهاب، ليعيد إلى الأذهان المزاعم الأمريكية والحرب التي شنتها على العديد من دول المنطقة، تحت نفس المسمى.