في ظل مواجهة العالم لخطر الارهاب المستشري وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط، تجد تركيا أنه من الضروري حماية أراضيها من خطر الحرب القائمة علي حدودها الجنوبية مع سوريا، وانطلاقا من مبدأ "عدو عدوي صديقي" قررت تركيا التحالف مع امريكا بشتي الطرق في مواجهة خطر داعش. يبدو أن اشتراك تركيا في التحالف الدولي لضرب داعش لم يكن كافياً فكان من الضروري أن تنطلق الطائرات الأمريكية من القواعد الجوية التركية. في سياق مواجهة تركيا لاتهامات بتدفق المقاتلين خلال أراضيها للحرب في سورية، باتت تركيا الآن تواجه خطورة هذا التدفق علي حدودها الجنوبية، مما أدي الي بحث الرئيس التركي ونظيره الامريكي خلال الهاتف آلية للتصدي لتدفق المقاتلين الأجانب. ونظراً لتنامي خطر "داعش" واتهامه بالوقوف وراء التفجيرات التي حدثت داخل تركيا وآخرها الذي ضرب منطقة سوروج، بالإضافة إلي تبني تركيا لسياسة التحالف مع أياً من كان لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، اتفقت تركياوالولاياتالمتحدة علي منع تدفق المقاتلين علي الحدود التركية السورية. أضف إلي ذلك قلق أنقرة من تزايد نفوذ الأكراد قرب حدودها بخاصة بعد تهجير "داعش" القسري للأكراد من مناطق سكنهم داخل سوريا واتجاههم لمواجهة خطر الإرهاب، وإمكانية إجراء انتخابات مبكرة في تركيا والضغوط الداخلية على حزب العدالة والتنمية الحاكم من معارضيه التقليديين كالحزب الجمهوري والجدد كجماعة فتح الله غولن ، وتراجع حلف داعمي المعارضة المسلحة في مقابل نجاح طهران الداعمة لدمشق بتوقيع اتفاق مع الغرب كما جاء في موقع "روسيا اليوم". في سياق متصل قالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها الجمعة الماضي، إن تركيا وافقت على استخدام طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لقواعدها الجوية ضد تنظيم داعش. وسمحت أنقرة بشكل نهائي للمنسق الأمريكى آلين باستخدام قاعدة "إينجرليك" لشن عمليات جوية لضرب تنظيم "داعش" بشكل محدود النطاق، مقابل إعلان أنقرة المنطقة الممتدة من "جرابلس" بجنوبى تركيا حتى "آفرين" بشمالى سوريا خطوطا حمراء للجانب التركي، وإلا فستعلن أنقرة تشكيل منطقة آمنة أو اتخاذ تدابير مختلفة. وقد فتحت أنقرة الطريق لطائرات التحالف الدولى لمواجهة "داعش" شريطة ألا تشارك المقاتلات الحربية التركية فى الضربات الجوية ضد داعش فى سوريا، طبقا لصحيفة "آيندلك" التركية . وفي هذا الصدد يقول وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو :"إن غاية تركيا هي القضاء على وإزالة خطر "داعش" من الوجود، خاصةَ في سوريا والعراق، مما سيؤدي إلى تشكيل مناطق آمنة من تلقاء نفسها"، مضيفاً : " لقد أكدنا منذ البداية على ضرورة تشكيل مناطق آمنة في سوريا، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وهناك رغبة مشتركة من أجل عودة النازحين واللاجئين السوريين إلى أراضيهم".