كما كان متوقعا وتناولته في أكثر من مقال من عدة شهور تصاعدت الصراعات والصدامات بين التنظيمات المسلحة في الجارة الشقيقة ليبيا. مسئولية ما تشهده ليبيا من انفلات أمني وسياسي تتحمله القوي الغربية المتمثلة في حلف الناتو. لم يكن تدخله لصالح الانتصار لثورة الشعب الليبي علي نظام القذافي الاستبدادي وإنما كان لهدف واحد هو خدمة مخططات تفتيت العالم العربي. انه نفس السيناريو الذي حدث في العراق والسودان واليمن وسوريا ولم يلق النجاح في مصر. وتعد مشاركة النظام القطري في هذه المؤامرة الاجرامية شهادة ادانة بالعمالة للقوي الأجنبية والسير في ركاب تآمرها علي العالم العربي. كانت عملية توزيع السلاح في ليبيا دون ضابط أو رابط مخططة لتكون دعوة إلي التقاتل واتاحة الفرصة لقوي التطرف الإرهابي المتربصة للعمل علي إنهاء تماسك الدولة الليبية. تضمن هذا المخطط امتداد نشاط المنظمات الإرهابية الليبية العاملة علي زرع القلاقل داخل ليبيا إلي الحدود المشتركة مع مصر لدعم التسلط الإرهابي الإخواني. تركز هدف هذه القوي الغربية علي تسهيل عمليات تهريب السلاح عبر هذه الحدود إلي امتداد الجماعات الإرهابية في سيناء.تحدد الهدف في مساندة الدور التخريبي الذي كلفت به جماعة الإرهاب الإخواني بعد اسقاط حكمها لمصر. ولم تكن العمليات الإجرامية التي قامت بها تنظيمات ليبيا المتطرفة التي تدين بالولاء لجماعة الإخوان ضد المواطنين المصريين سوي حلقة من حلقات زيادة المشاكل في مصر ما بعد عزل الإخواني مرسي. كما هو معروف فانه يوجد علي الأرض الليبية ما يقرب من مليون مصري يساهمون بجهدهم وعرقهم في استمرار عجلة الحياة في هذه الدولة الشقيقة. وكما يقول المثل فان العمل «الرضي» لابد ان يرجع بأي صورة من الصور إلي من كان وراءه وهذا ما حدث بالفعل. تمثل ذلك في الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بني غازي وراح ضحيته السفير وثلاثة من الأمريكيين. انطلاقاً من هذه التطورات المأساوية في ليبيا فقد كان طبيعيا ان يكون هناك ترحيب بمعركة الكرامة التي يخوضها اللواء المتقاعد حفتر الذي سبق له محاولة الانقلاب علي حكم القذافي. لقد تمكن من الهرب إلي الخارج بعد فشل محاولته. هذه المعركة مُرحب بنجاحها من أجل التصدي لجماعات الإرهاب التي تحترف المتاجرة بالدين علي هوي جماعة الإخوان. المعلومات المتوافرة تؤكد اتساع انطلاق التأييد والمساندة يوما بعد يوم لأهداف حفتر المعلنة والتي تستهدف ليبيا من تخليص المنتمين للفكر الإرهابي الإخواني. كان طبيعيا وفي إطار متابعة كل ما يمكن أن يكون له تأثير علي الأمن القومي المصري ان تحظي الأحداث التي تشهدها ليبيا بالاهتمام والمتابعة. من المؤكد أن تطهير ليبيا من قوي الإرهاب هو من متطلبات حماية مصالحنا العليا.