ليبيا السمحة وبلد المختار، شقيقتنا على حدودنا الغربية، وأمنها ركيزة أساسية فى أمن مصر القومى، وتوتر الأوضاع بها يخلق عدم إرتياح فى الوضع المصرى، وانهيار ليبيا يمثل تهديداً صريحاً للوطن العربى بصفة عامة ومصر بصفة خاصة. بعد اندلاع ثورة "17 فبراير" فى الجمهورية الليبية، قام حلف شمال الأطلسى "الناتو" بتوجيه ضربات موجعة وقاسية للأراضى الليبية، ومعروف أن الدول التى لا تستطيع مقاومة أى عدوان يستهدفها تعتبر سقطت نظرياً ولا يبقى إلا السقوط العملى، والناتو وجه الضربات لليبيا ليس من أجل الثورة كما يُعلن، ولكن أملاً فى إقامة علاقات تجارية والحصول على عقود مميزة فى البترول الليبى وإحلال قيادة جديدة لليبيا تخدم مصالح الناتو. حلف شمال الأطلسى بضرباته الهوجاء والغاشمة ترك ليبيا مباحة الأركان، يرتع ويتجول فيها الإرهاب كما يشاء، مهدداً هذا الإرهاب ليبيا فى المقام الأول ثم جيرانها بما فيهم مصر ثم الحلف ذاته وأوروبا وتحديداً دول حوض المتوسط الأوروبى. ولكن ليبيا المختار بها رجالها الذين لديهم إرادة قوية فى عودة ليبيا السمحة، وهناك تفويض شعبى للواء "خليفة حفتر" فى مواجهة الإرهاب المتفشى فى ربوع ليبيا، وهذا التفويض جاء لتأييد عملية "كرامة ليبيا" العسكرية التى يقوتها اللواء خليفة حفتر. وأنا على يقين أن أبناء ليبيا سوف يقفون خلف كرامة وطنهم حتى يتحقق المرجو لليبيا، وهو كسح ومحو كل إرهاب غاشم يستهدف ليبيا ويستهدف العرب، وسوف تعود ليبيا من جديد بسلامة وفيض من السلام يحفها، وقالبةً هى السحر على الساحر، ومعرقلةً مخطط الناتو الذى دمر وكدر وأزهق وأباح كل أركان الدولة الليبية. وبالتأكيد مصر ستقف بجانب كل وطنى وشريف حريص على أمن واستقرار ليبيا، وربما تساند مصر ليبيا عسكريا إن لزم الأمر وطلبت ليبيا المساعدة، ومصر سوف تقف بكل عزيمة وثبات فى مواجهة كل إرهاب وكل تهديدٍ يمس أمن ليبيا والوطن العربى أجمع. حفتر مُلقى على عاتقة مسئولية خطيرة، ننتظر نحن فى مصر نائجها بفارغ الصبر، حتى تتخلص المنطقة من كل ما يؤرقها من خلايا إرهابية وعدم استقرار سياسى وعدم استقرار اقتصادى، والمعركة الكرامة التى يقودها حفتر هى "المعركة التاريخية" لليبيا كما أسماها، وأصر حفتر فى الكلمة التى وجهها للشعب الليبى على أنه لن يعود ضباط وجنود جيش ليبيا الوطنى والثوار الوطنيون الصادقون حتى ينهزم الإرهاب هزيمة ساحقة، فهى كرامة إبقاء وطن، وحفظ أمن دولة ينعكس تبعاً على أمن المنطقة ككل. حفتر يريد ألا تتحول ثورة "17 فبراير" من وعد للحياة والحرية إلى وعد للموت والظلام، لذا هو يقف خلف دولته، ونحن نشد على يده من أجل سلام شامل وعادل ووأد للإرهاب بمختلف أنواعه فى المنطقة العربية وشمال أفريقيا.