كنا علي يقين بأن ممارسات العقيد معمر القذافي في ليبيا سوف تؤدي إلي ثورة الشعب الليبي من أجل الحصول علي حقوقه المهدرة. وبعد قيام هذه الثورة والاطاحة بهذا القذافي واستبداده نجد أنفسنا لا نترحم علي هذا النظام وانما نترحم علي دولة ليبيا التي أصبحت مرتعا للفوضي والهيمنة التي تفتقد الولاء والانتماء لهذا الوطن. هذا الذي يجري في ليبيا الجارة والشقيقة هو من صنع المخطط الامريكي الاوروبي الذي سعي وساهم في تدمير مقومات هذا البلد بحجة التخلص من القذافي لصالح الاحتكارات البترولية دون ان يوضع في الاعتبار ما قد يحيط بمستقبله من دمار. لقد سعوا إلي تخريب هذا البلد ليصبح بعد ذلك في حالة الضياع التي يعيشها الآن. وليس خافيا أننا كعرب ومن خلال الجامعة العربية كان لها دور في هذا الذي جري بشكل غير مباشر من خلال القرارات التي اعطت أمريكا والناتو شرعية التدخل العسكري أما فيما يتعلق بالدور غير المباشر فقد تمثل في المباركة العربية لتدخل دويلة قطر بالمال والسلاح لمساعدة هذا الحلف التآمري في تحقيق الهدف الامريكي الاوروبي لدعم اهدافه الاستعمارية. هنا.. علينا ان نعترف بان ظروفنا الداخلية وقتما قامت ما يسمي بالثورة الليبية التي كانت تقف وراءها امريكا وذيلها المتمثل في حلف الناتو الاوروبي كانت عنصرا فاعلا فيما وصلت إليه الاحوال الليبية. كل الدلائل تؤكد ان الأمن القومي المصري كان من ضحايا ما حدث في ليبيا انطلاقا من الحدود المشتركة الممتدة لآلاف الكيلومترات. ونتيجة لهذا المخطط التآمري الذي استهدف حدوث هذا الانهيار كانت الدولة الليبية اختفت من الوجود بعد سيطرة العصابات والميليشيات المسلحة والعميلة للقوي الاجنبية. نعم.. كان من الطبيعي ونتيجة لموقع ليبيا الجغرافي بالنسبة لمصر ان تكون لهذه التداعيات انعكاساتها السلبية علي الاوضاع في مصر وهو أمر يبدو أنه كان موضوعا في الحسبان سلفا من جانب الذين خططوا لهذه المؤامرة . يتضح ذلك علنيا في استخدام الحدود الليبية الشاسعة مع مصر لتهريب السلاح والإرهابيين الموالين للنظام الارهابي الاخواني الذي كان يحكم مصر بما يمثل أحد أهم السلبيات التي ارتبطت بهذه الثورة الليبية. كما كان من نتيجة ذلك أيضا قيام القوي المسيطرة علي المشهد الليبي بممارسة كل أنواع الانتهاكات ضد العمالة المصرية التي تقدر بمئات الآلاف. وعلي ضوء ثورة الشعب المصري يوم 30 يونيو التي أطاحت بالحكم الارهابي الاخواني فقد جاء متوقعا لجوء الجماعات المسلحة التابعة للتنظيم الاخواني إلي عمليات استهدفت المصريين استغلالا لغياب سلطة الدولة الليبية. ألم أقل من قبل ان القوي الاجنبية تتآمر علينا وتعمل علي محاصرة مصر بالمشاكل سواء من جانب الجنوب حيث السودان ومن جانب ليبيا حيث الغرب ومن جانب سيطرة جماعة الاخوان علي غزة من ناحية الشرق. إن ما يحدث ليس سوي تفعيل مؤامرة الفوضي الخلاقة التي خططت لها واشنطن لضرب وتفتيت العالم العربي داخليا.