الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    3481 طالب يؤدون امتحانات نهاية العام بجامعة حلوان التكنولوجية    قفزة قياسية في عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم الأحد 15 يونيو 2025 محليًا وعالميًا    المصرية للاتصالات وي تتلقى عروضاً لتزويد عدة مؤسسات بتكنولوجيا الجيل الخامس    إعلام عبري عن مصدر: لا نستبعد اغتيال خامنئي لكن الأمر مرتبط بأمور كثيرة    إعلام إيراني: نهيب بالمواطنين الابتعاد عن مخزن النفط المستهدف غرب طهران لتسهيل عمليات الإغاثة    سوريا تغلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    مجدي الجلاد: نتنياهو وسّع أهدافه لتشمل إسقاط النظام الإيراني    هيئة البث الإسرائيلية: اعتقال إسرائيليين للاشتباه فى تجسسهما لصالح إيران    أبرزهم زيزو.. 3 صفقات جديدة بين بدلاء الأهلي أمام إنتر ميامي    جماهير إنتر ميامي تصطف أمام ملعب مباراتهم مع الأهلي (صورة)    "مضمار للسيارات وبطولة تنس".. أبرز المعلومات عن ملعب مباراة الأهلي وإنتر ميامي    "كانوا في طريقهم لفرح".. إصابة 10 أشخاص في حادث تصادم بالبحيرة    تحرك عاجل من الأزهر بعد شكاوى طلاب العلمي من امتحان الفيزياء    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    الفن المصري ينصف المرأة عبر كل العصور    المهرجان القومي للمسرح يعلن عن برنامج ندوات الدورة 18 بالإسكندرية    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    «الإصلاح والنهضة» ينظم صالونًا حول المستهدفات الحزبية في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    سعر الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الأحد 15 يونيو 2025    رسميًا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 15 يونيو 2025    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    شهادة أم وضابطين وتقارير طبية.. قائمة أدلة تُدين المتهم في واقعة مدرسة الوراق (خاص)    بالخطوات.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في الجيزة عبر الرابط الرسمي المعتمد    خبير تربوي عن الثانوية العامة 2025: السنة دي فرصة ذهبية لتحقيق نتائج متميزة    إصابة سيدتين وطفل في انقلاب ملاكي على طريق "أسيوط – الخارجة" بالوادي الجديد    يديعوت أحرونوت ترجح استهداف محمد العمري رئيس هيئة الأركان الحوثيين    إسرائيل تقصف مستودع الوقود الرئيسي في طهران وسط انفجارات ضخمة (فيديو)    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    نتناولها يوميًا وترفع من نسبة الإصابة بأمراض الكلى.. أخطر طعام على الكلى    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    وزيرة التخطيط تلتقي بمجموعة من طلاب كبرى الجامعات بالمملكة المتحدة    «السما بتنور كل شوية ليه؟».. عمرو أديب يطالب الجهات المعنية ببيان رسمي    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    أسرار صراع المحتوى «العربي - العبري» في الفضاء الاصطناعي    بث مباشر مباراة الأهلي ضد إنتر ميامي اليوم (0-0) في كأس العالم للأندية    هشام حنفي: بالميراس أقوى فريق في مجموعة الأهلي.. ومواجهة إنتر ميامي ليست سهلة    فرصة للراحة والانفصال.. حظ برج الدلو اليوم 15 يونيو    العناد قد يتسبب لك في المشاكل.. حظ برج القوس اليوم 15 يونيو    التسرع قد ينتهي بالتراجع.. حظ برج العقرب اليوم 15 يونيو    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    هانى عادل لبرنامج من إمبارح للنهاردة: أول جيتار جابتهولى أمى ودماغى بتغلى أفكار    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    النيابة تدشن المرحلة الأولى من منصتها الإلكترونية "نبت" للتوعية الرقمية    إصابة 10 أشخاص إثر حادث تصادم 3 سيارات في دمنهور (صور)    أدعية مستجابة في شهر ذي الحجة    الهلال الأحمر المصرى: تنظيم حملات توعوية لحث المواطنين على التبرع بالدم    محافظ كفر الشيخ يُدشن حملة «من بدري أمان» للكشف المبكر عن الأورام    غدا.. بدء التقديم "لمسابقة الأزهر للسنة النبوية"    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الروائي فؤاد قنديل في حوار الساعة عن الرئيس القادم وأهم التحديات
صوتي للسيسي رئيسا فليس لدينا رفاهية الاختيار
نشر في أخبار اليوم يوم 26 - 02 - 2014


الروائى فؤاد قنديل اثناء حواره مع « الأخبار»
لاعودة للإخوان حتي وإن كانوا يحملون مفاتيح الجنة
مواصفات الرئيس : يؤمن بالديمقراطية ودور الشباب ويتمتع بحسن القيادة ويقدر العلم والعلماء
ليس هناك مايسمي حكم العسكرالأحزاب السياسية
خرجت ولم تعد!
الإقتراب من عالم الأدباء خاصة الروائيين منهم يصيبك بكثير من السعادة وقليل من الحزن!.. ذلك لأن هؤلاء دائما ما تجدهم يعيشون بأقلامهم وأحلامهم في المستقبل.. ومن ثم يقدمون لنا حلولاً للعديد من المشاكل والتي لا يقدر علي معرفة قيمتها إلا من له قلب حليم وعقل سليم. هنا تكمن السعادة، أما الحزن القليل فقد يصيب بعضنا لما يتصوره من أن هؤلاء الأدباء يعيشون دائما في أبراج عاجية وعالية.. وهو تصور قد يكون صحيحا شكلاً ولكن في الحقيقة نراهم معنا دائما سواء وهم داخل عالمهم الخاص أو عالمنا نحن أيضاً
من كل ذلك أجد نفسي دائما أدور في حلقة الاقتراب من كل هؤلاء سواء من خلال أفكارهم أو احلامهم ولعل ذلك يبدو بكل وضوح فيما اقدمه للغالبية منهم من اسئلة وانتظر اجابات غير متوقعة، وهي تحمل في طياتها آمالاً كثيرة، سواء لما نعيشه في الحاضر أو ما نأمل أن نراه في المستقبل القريب أو البعيد
وفي سياق كل ذلك دائما ما أطلب من الروائي الكبير فؤاد قنديل أن يكون ضيفا معنا في حوارات الأخبار، ودائماً ما أجده يرحب بذلك، عندئذ أنتقل إليه حيث هو.. فأسأله وهو يجيب، بصدر رحب وعقل راجح. ولعل كل ذك سوف يبدو بوضوح عندما نقرأ ما دار بيننا سواء من اسئلة واجابات
أين أنت الآن سواء مما يدور حولنا من أحداث أو مما تسمع عنه مثلنا.. أم أنت صحيح تعيش حالة من الصمت؟!
هذه الفترة أعتبرها من اكثر فترات عمري من حيث اندماجي مع الأحداث الجارية خاصة منذ أن خرجت مشاركاً في احداث ميدان التحرير يوم 28 يناير 2011، وإلي الآن. حيث لم أتوقف ولا ساعة واحدة عن الاستماع والمشاهدة والرصد والسؤال والتحليل لما يحدث حولنا من أوضاع سائدة بكل هالاتها وتجلياتها وحتي بكل ما فيها من سلبيات وايجابيات.
وما السبب في ذلك؟!
السبب طبعاً أنني منذ نشأتي كصبي صغير قد ارتبطت بالسياسة وهنا تكمن المشكلة. وأنا أتذكر في هذا الوقت المبكر من حياتي أن أخي الكبير فوزي قد أيقظني من نومي وقال لي كيف تنام وعبدالناصر يطلق عليه الرصاص وكان ذلك في أكتوبر عام 1954. ومنذ ذلك اليوم وأنا مفتوح العينين والأذنين لكل ما يخص مصر بالذات.. ومن ثم تابعت الاحداث يوماً بيوم وليس سنة بسنة خاصة منذ حادث محاولة اغتيال عبدالناصر وما تبعه من احداث سياسية عظيمة شهدها تاريخ مصر بعد هذه الفترة.
معني ذلك انك ربما تعقد بعض المقارنات .. أم ماذا؟!
ة هذا طبيعي جدا لأن صفحات التاريخ في تصوري انما تشبه المرايا.. حيث تشير بعضها إلي بعض وتظهر بعضها البعض الآخر وبزوايا حسب وضعية المرآة.. وفي ذلك قد تختلف بعض المشاهد والقضايا عن الأخري بقليل من الاتجاه ناحية الماضي أو الحاضر ولكن الأصل في الغالب يكون متسقاً. ودعنا في هذا السياق نأخذ مثالاً وهو موضوع الاخوان المسلمين.. فإن هذا المشهد الحالي وفي أعلي صوره قد سبق وعشناه عام 1954
اذن كنت علي وعي كامل بهذه الاحداث.. فهل هذا صحيح؟!
ة تصور انني في هذه الفترة لم أكن أعي ما كان يحدث امامي من احداث ولكن وفور وقوع هذا الحادث بالذات بدأت أحاسيسي وعيناي تدور في فلك كل ذلك، وكما قلت لك من قبل لقد كان الفضل يرجع إلي اخي والذي نبهني بشدة وبقوة، ذلك لأنه كان من المعجبين بجمال عبدالناصر وكان في ذات الوقت من الجيل الجديد الذين إلتحقوا بالاخوان المسلمين من الشباب المصري. ولذلك
فإنني اعتبره مصدري الأول والذي نبهني إلي خطورة هذه الجماعة
كيف؟
لقد أخبرني وقتها وكنا في عام 1955 أن الجماعة انما كانت تستعد لتفجير كوبري قصر النيل وكوبري بنها ثم القناطر الخيرية. إذن تشعر هنا بأنهم قد مارسوا من قبل نفس السيناريو الذي يمارسونه معنا الآن ولكن بشكل طفيف من الاختلاف، وليس ذلك فقط، بل انني مازلت اتذكر أنه اخبرني أيضا في هذا اللقاء بأنه سمع من شخص أكبر منه في هذه الجماعة بأن الاخوان هم الذين حرقوا القاهرة في يناير عام 1951 وانت تعرف ان المؤرخين قالوا في ذلك كلاماً كثيراً منهم من قال ان حريق القاهرة يقف وراءه الانجليز ومنهم من قال الملك والبوليس السياسي. ورغم أنني لا أملك دليلاً علي ما قيل لي إلا أنني عرفت وقتها ان الاخوان هم الذين كانوا يقفون وراء حريق القاهرة في هذه الفترة.
وهل استمر أخوك عضوا بالاخوان؟!
طبعا انفصل عنهم فوراً.. خاصة بعدما عرف بما سمع به وشاهده أمام عينيه.. بل وقال لي بالحرف. لولا انني قد تأهبت للانسحاب من هذه الجماعة لما قلت لكل هذه المعلومات لأن من الخطر ان يخبرني بذلك وهو عضو بالجماعة.
وهل كتبت رواية صورت فيها ما حدث آنذاك؟!
نعم..
ما اسم هذا العمل؟!
اسمه دولة العقرب.. هذه الرواية طبعت منذ عدة اشهر.. وقد تناولت في أحداثها كل ما وقع وما قام به الاخوان من أعمال ارهابية في قالب قصصي
وماذا عن تفاصيل رواية دولة العقرب باعتبارها تحدثت عن وقائع مازلنا نعيشها؟!
الرواية اتناول فيها فترة ما قبل تنحي مبارك بعدة سنوات وكنت أطمع أن أتنبأ فيها بقيام ثورة في وقت قريب، لأنني توصلت إلي هذه النتيجة وأوضحتها في رواية اخري صدرت قبل ذلك بعنوان «قبلة الحياة» هذه الرواية الأخيرة كتبتها في عام 2003. والغريب ان الثورة قامت وانا اكتب في روايتي الجديدة «دولة العقرب» فتوقفت وانشغلت عن اكمالها بالمشاركة في الاحداث، ودام هذا التوقف عامين حتي شهر يونيو عام 2012 والذي أصبح فيه مرسي رئيساً.
مفاهيم مغلوطة
واذا ما تركنا الأدب وهموم النقد ونسألك.. ماذا يشغلك الآن؟!
- تشغلني عدة أمور، يأتي في مقدمتها ضرورة ان نوضح للاجيال الجديدة بعض المفاهيم المرتبطة بالاحداث من حولنا. ومن ذلك علي سبيل المثال ضرورة التأكيد علي ان ما حدث في 25 يناير ليس ثورة، بل هو انتفاضة، وان بدت ملامح هذه الثورة في ايامها الأولي فقط. وهي تختلف هنا مع انقلاب 23 يوليو الذي حوله جمال عبدالناصر إلي ثورة شعبية شعر بها الناس في كل مكان.. واما 30 يونيو فأنا اعتبرها حركة شعبية أزاحت الحاكم ايضا كما فعلت 25 يناير ولكن وحتي تكتمل عناصر هذه الثورة فلابد هنا من ان يحدث التغيير الذي قامت من اجله!، وهذا التغيير لم يحدث منه الا نقطة أو نقطتان فقط.
وما هما؟!
أولاً انجاز الدستور ومن قبله تمت ازاحة الحاكم.. هذا الدستور الذي لم يكتب مثله من قبل.. حيث قرأته عدة مرات في مقابل دستور الاخوان والذي اكتشفت فيه اكثر من 90 ثغرة.. اضف إلي ذلك اننا نعيش الآن في المشهد الملتبس والذي اصبح يفرض عدة علامات استفهام كثيرة وكبيرة.
وما هي ملامحها؟!
اولا.. لقد اكتشفنا فجأة ان النخبة السياسية غير موجودة وكانوا من قبل من اصحاب الاصوات العالية التي تسببت في ضجيج غير مسبوق. هؤلاء أين هم الآن؟!
وهل هناك اسماء بعينها؟!
فأين أيمن نور وأبو الفتوح والبرادعي وغيرهم؟ هؤلاء أين هم الآن؟!
وما الذي تخاف منه الآن في مصر؟!
ما يجب ان نقوله ان المشهد الحالي لكل ذي عينين انما هو مشهد صعب، وتستعد فيه عربة مصر لاجتياز كوبري عال جداً. ومن هنا تظهر كافة الصعوبات، لأن المطلوب الآن هو ازاحة جبال من الفساد والبلطجة. ومن ثم فإن ما لدينا من معدات سوف تجد صعوبة كبيرة جداً في ازالة هذا الفساد. ورغم ذلك فإنني اري انه وفي ظل وجود قادة من الشرفاء يمكن لنا ان نزيل كل ذلك وننظف مصر مما تراكم لدينا منذ 40 عاماً.
أنا متفائل
بصراحة شديدة هل انت متخوف من الرئيس القادم؟!
أنا متفائل، لأني اري الاشخاص جيداً ودعني هنا احدثك بصراحة، حمدين صباحي بادر بترشيح نفسه لمنصب الرئاسة وربما سوف يترشح أو تِرُشح الناس المشير السيسي، ولا اعلم اخبارا عن الآخرين. ومهما كان هذا المتقدم لهذا المنصب فإنني اري ان الافضلية تكمن في جلباب كل من حمدين والسيسي. ومن ثم فإنني مطمئن لكلا الرجلين لأنهما شرفاء ولديهما عشق للوطن، وأنا اعتبر ذلك هو رأس المال الأول لدي كل منهما. بل ولدي أي رجل يريد ان يقود هذه الامة بعد طول معاناة امتدت الي الاف السنين.
وألا تخاف ممن سوف يحيطون بهذا أو ذاك من اجل ايقاف ما يريد ان يحققه؟
يقلقني هذا قليلا ولكنني اصبحت اعرف ان الشعب المصري الآن لم يعد هو الشعب المصري في الماضي خاصة بعد احداث 25 يناير وطوال هذه السنوات الثلاث، حيث اعادت تشكيل هذا الشعب. لقد كان من قبل ذلك يتسم بالتسامح والطيبة وسهولة الانقياد واما الآن فقد اصبح مستعدا للعصيان حتي ولو لم يجد رغيفا في الصباح أو سيارة تقله الي عمله.
وهل لديك اسباب خاصة كروائي ساهمت في هذا التغيير الكبير لدي كل الشعب المصري؟!
هناك اسباب كثيرة منا اولا ارادة الله سبحانه وتعالي. لأن الله تعالي قد خدم هذا الشعب خدمة عظيمة في 3 تجليات أولها انني كنت أحد أفراد الشعب الذين لم يكن يتصور انه بالامكان ازاحة مبارك بسبب ضخامة هذا السقف السميك الذي كان يقف تحته كبار رجال المال والاعمال حتي وجدنا انه بدءا من خفير القرية وحتي مبارك كانوا جميعا فوق هذا الشعب!! ومن ثم كان هذا السقف في غاية السماكة والضخامة، وقد أراد الله تعالي ومن خلال هؤلاء الشباب البسطاء أن يتغلبوا علي هذا النظام العتيد. كما اراد الله تعالي.. من ناحية أخري أن يكرمنا في السياق نفسه بأن أتاح للاخوان بأن يحكموننا من اجل ان نراهم علي حقيقتهم ونقسم بالله العظيم اننا لن نجعلهم يعودون الينا مرة أخري حتي ولو كانوا يحملون لنا مفاتيح الجنة! وثالثا ان الله تعالي اراد كذلك، ان يخرجنا من حكم الاخوان في 30 يونيو عندما قيد الله لنا هذا الفتي المغوار واقصد به المشير عبدالفتاح السيسي ورجال الجيش من حوله
وهل انت مع من يقول ان مصر سوف تعود إلي الحكم العسكري إذا ما نجح المشير السيسي في انتخابات الرئاسة أم ماذا؟!
هناك الكثير من اصحاب الحظوة وبعض المؤلفين والمفكرين الذين يرون هذا الرأي والذي لا يدل علي انهم قد اعطوا لانفسهم دقائق فقط كي يفكروا فيما يقولونه لأنه وبالمناسبة ليس هناك ما يسمونه بحكم العسكر. وهذا يؤكد ان هذا النوع من الحكم لم يكن موجودا في مصر وحتي في ظل ثورة يوليو. وما اريد ان اقوله لك في هذا السياق انه بالنسبة للمشير السيسي فهو يعرف الآن كل النخب السياسية والمفكرين في مصر. لانه في اعتقادي كان يذاكر كل ذلك ومنذ ان حكم الاخوان ويمكن الكثير منا لا يعرف ذلك. من هنا بدت عليه امكانيات كبيرة فيما يتعلق بفهم كل من حوله، وهذا بالنسبة له ليس قاصرا علي الشخصيات فقط، بل شمل ايضا الاحوال في مصر مما جعله يفكر ايضا في حل مشاكلها وكيفية الخروج بها الي بر الامان.
خرجت ولم تعد
أين الاحزاب السياسية في مصر الآن؟!
هي وكما يقولون خرجت ولم تعد! لانها في الاصل بدأت كرتونية. وان كان لها بصمات قليلة.
وفي رأيك لماذا هذا الخروج؟!
لأنها كما قلت لك من قبل بدأت كرتونية كما لم تتح لها الفرصة حتي في ايام مبارك لكي تتأسس جيدا، والتجربة الحزبية لدينا ومنذ بدايتها تجربة مخادعة. بدءا من تجربة السادات والمنابر التي اتسمت بالوهم وحتي اليوم.
صفات خاصة
من خلال ما تتمتع به من افكار مستقبلية.. نريد ان نعرف منك كم من الوقت يلزم لمصر كي تخرج مما هي فيه؟!
لن تخرج مصر من هذه الكبوة والمستنقع الرهيب الذي تعيشه الآن الا اذا كان من سيتولي القيادة يتسم بعدد من الصفات والسمات التي تعينه علي تشكيل منظومة انسانية وعلمية علي اعلي درجة من الاتفاق لأن التحديات امامه اثقل مما نتصور ولذلك فإن المطلوب منه اولا ايمانه المطلق بالديمقراطية وتعدد الآراء ثم يؤمن بالشباب، ويدرك حجم هذه المشكلات بل ولديه ثقافة عميقة عن تاريخ هذا الشعب وادراك دقيق للتحديات الدولية، خاصة بعد حكم الاخوان لانهم لم يتسببوا في ضرر للشعب المصري فقط في الداخل، وانما استنفروا الاعداء من كل مكان، وتركونا كالحمل امام الذئاب، ويأتي في مقدمة هؤلاء منظمة حماس واخرهم امريكا وبل وهي اكبرهم ايضا وما بين هذين كل من تركيا وقطر وبعض الدول الاوروبية وبعض المنظمات الدولية. من كل ذلك فإنني أري ان مجموع الصفات التي يجب ان تتوفر في القائد أو الحاكم القادم ضرورة ان يتمتع بالارادة وان يقدر العلم والعلماء.
وأين الناس؟
إنني أراك ومن خلال حديثك السابق تلقي بكل المسئوليات علي الرئيس القادم ولذلك أسألك وأين دور الشعب؟!
رئيس الجمهورية لن يكون له أي دور الا كما يكون الدور الذي يلعبه منسق اي دورة او ندوة ثقافية او سياسية. اذن هو رجل منسق ما بين العلماء والعباقرة والمفكرين الذي لابد ان يستعين بهم ويكون أقل واحد فيهم في منزلة العالم المصري احمد زويل. هؤلاء الذين سوف يقع عليهم مسئولية التفكير واقتراح المشروعات والتخطيط لها. وأنا أري ضرورة ان يكون لهؤلاء العلماء والمفكرين الي جانب رئيس الجمهورية مجلس استشاري يقدم رؤيته الدائمة للرئيس وعليه من جانب اخر أن يأخذ بما يقولونه ويشيرون اليه. وهذا ضروري ان يحدث مع اي رئيس قادم. والذي يجب عليه ان يستعين وفورا بكل الخبرات المصرية سواء من كان منهم بالداخل او بالخارج

وأين النخبة السياسية والثقافية داخل هذه المنظومة؟1
هذا سؤال مهم للغاية ودعنا هنا نتحدث فقط عن النخبة الثقافية. هذه النخبة التي تم اخراجها من السباق مبكرا. واقصد هنا سباق المشاركة في تنمية هذا المجتمع. وقد اخرجت عنوة خاصة في عهد الرئيس الاسبق مبارك!! الذي كان يكره فعلا المثقفين، وانا شخصيا كانت لي معه مواقف عنيفة وطبعا غيري من كبار المثقفين. ثم اعود وأقول في هذا السياق انني اري ان المثقف لابد ان يكون في طليعة هؤلاء الذين سوف يشاركون في صنع مستقبل هذا البلد ولكن المشكلة هنا تكمن في اختيار هذا المثقف علي اعتبار ان هؤلاء المثقفين لديهم عقول مشحونة بالفكر وبالمتابعة ولذلك فإن من حق الشعب عليهم ان يشاركوا بآرائهم لانهم دائما اصحاب نظرة مستقبلية ونظرة جمالية تحمل في طياتها نوعا من التحضر.
عودة المثقف
وفي هذا السياق.. هل من الممكن ان يستعيد المثقف المصري مكانته المرموقة مرة اخري؟!
اذا كان الحاكم القادم مثقفا فسوف يأخذ المثقف مكانته الطبيعية من جديد. لذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
وأخيرا نسألك.. من الذي سوف تنتخبه رئيسا لمصر.. ولماذا؟!
انا في الماضي انتخبت حمدين صباحي ولكنني في المرة القادمة اعتذر لهذا الصديق العزيز والذي اقدره تقديرا كبيرا. لانني سوف انتخب المشير عبدالفتاح السيسي. ذلك لاننا نعيش في فترة ليس لدينا فيها رفاهية الاختيار. ومن ثم فأنت مرغم علي ذلك من ناحيتين.. الاولي اكراما لما فعله هذا الرجل وتقديرا لشخصه وما قام به، وهذا التقدير لابد وان يترجم الي وضع ثقتك فيه وثانيا: أنت تري أن الوضع الملتبس الذي نعيشه الان والحالة المتفسخة للعمارة المصرية والتي تأثرت بهذا الزلزال الاخواني العنيف. ومن ثم فنحن في حاجة الي هذا الرجل لكي يعيد لنا مرة اخري اساسات هذا العمارة، وهذا البناء. بالاضافة الي قيامه بلم شمل الجدران وحتي يمكن ان يصلح للسكن مرة اخري وللامل في المستقبل. اذن انا وهذا رأيي الشخص مضطر الي اختيار هذا الرجل لأنني اشعر بأنه رجل مصري ووطني ولا جدال في ذلك، كما نراه قد دفع عربون محبته لهذا الشعب مسبقا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.