انتخابات مجلس الشيوخ 2025، توافد المصريين على مركز الاقتراع في ألبانيا    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    جنوب سيناء تستعد لانتخابات الشيوخ ب15 مقرًا و18 لجنة فرعية    وزير قطاع الأعمال يزور طنطا للكتان ويلتقي محافظ الغربية وأعضاء النواب    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    المحكمة الدستورية العليا تقضي بعدم دستورية الرسوم المفروضة على رسو العائمات السياحية    وزير الإسكان يتفقد وحدات «سكن لكل المصريين» بمدينة برج العرب الجديدة    الجيش الأوكراني: استهدفنا منشآت نفطية في عدة مناطق بروسيا    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    كل ما تريد معرفته عن وديتي الأهلي غدا أمام منتخب الشباب وبتروجيت    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    بعد اتهامه بالاغتصاب.. أول تعليق لمحاميه أشرف حكيمي    جوردون يتعاطف مع إيزاك: الناس تنسى أنك إنسان في هذا السيناريو    هايد بارك ترعى بطولة العالم للاسكواش للناشئين 2025 تحت 19 عامًا    صحة كفر الشيخ تحرر 302 محضر مخالفة للمنشآت الغذائية في يوليو    التحقيقات تكشف سبب وفاة طفل منشأة القناطر بعد العثور على جثته ببركة مياه    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    جامعة أسيوط تقيم ندوة بعنوان علم المناعة بين الأمراض الجلدية وأمراض الروماتيزم    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم ب الشرقية    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات لعام 2024-2025    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    في 16 قرار.. تجديد وتكليف قيادات جديدة داخل وحدات ومراكز جامعة بنها    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مدبولي يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات بمجلس الوزراء خلال يوليو 2025    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    "صحة غزة": شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية ستدخل القطاع اليوم عبر منظمة الصحة العالمية    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    ابحث عن طريقة لزيادة دخلك.. توقعات برج الحمل في أغسطس 2025    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    الهيئة الوطنية للانتخابات: سفراء مصر بالخارج يدعمون التصويت    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    وفاة والد معتمد جمال مدرب الزمالك السابق    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    محافظ سوهاج يقرر غلق محلين بسبب مشاجرة بعض العاملين وتعطيل حركة المواطنين    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر عبدالرحمن الأبنودي في حوار عن لحظة تاريخية للوطن:
عمنا نجيب محفوظ تنبأ بسطوع نجم الإخوان في السياسة
نشر في الأخبار يوم 15 - 07 - 2012

هي لحظة تاريخية علي جانب كبير من الأهمية ما تمر به مصر الآن من أحداث تتقلب وتتغير ربما في اليوم عدة مرات. هكذا أكد لي الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي عندما ذهبت إليه في منزله بالإسماعيلية من أجل إجراء هذا الحوار معه.. بعد فترة هدوء نسبي أعقبت وصول الدكتور محمد مرسي إلي كرسي الحكم ممثلا للإخوان المسلمين. ورغم انشغاله بالشأن العام ومتابعته إياه لحظة بلحظة.. فإنني فوجئت به يطلب مني أن نبدأ رحلة هذا الحوار بالحديث عن الشعر الذي توقف عنه مؤقتا لأنه وعلي حد قوله لا توجد الآن لحظة صادقة ومتوازنة لخلق قصيدة صادقة متوازنة. وقد لبيت طلبه مع إصراري في الحديث القادم ومن خلال اسئلتي علي ضرورة أن نقترب إلي مسافات نراها من المشهد السياسي الذي نعيشه، وقد أكد لي مجددا ان ذلك أيضا يلتقي مع ما فكر فيه خاصة في ظل هذه الصراعات والتصارعات التي تتم في اللحظة الواحدة. عندئذ شعرت بأننا قد وقفنا معا علي أرض مشتركة سوف تسمح لي بالبدء فوراً في قذف اسئلتي ناحيته، وتلقي إجاباته وتسجيلها فكان كل هذا الحوار وبتفاصيله:
عشوائية أفگارهم أوحت لهم بالفگرة المضحگة عن إصلاح حال مصر في مائة يوم
ليس لدي شعور بعاطفة حقيقية نحو الرئيس مرسي بسبب وعوده غير العملية
أمريگا تلعب الآن دوراً جوهرياًفي إعادة تفنيط الگوتشينة المصرية
مضت فترة ليست بالقليلة لم نستمع فيها لقصيدة جديدة، ما الذي حدث؟
لا توجد لحظة صادقة متوازنة الآن لخلق قصيدة صادقة متوازنة نحن نعيش لحظات شديدة الاضطراب كل لحظة بمزاج فكري مختلف، وقد يكون مناقضا تماما لما عشناه من دقائق. علي الرغم من وعينا الشديد بما يحدث إلا أن مفارقات الأوضاع السياسية وانعكاساتها الفكرية والعاطفية تبتعد بنا عن ذواتنا وبالتالي عن الشعر الذي مصدره الذات، ولأن الذاتي والموضوعي صارا شيئا واحدا، وتطابقا لحد عدم قدرتنا علي التمييز بينهما، وهو أمر لم يعد ملكا للمبدعين فقط، بل إنه حق الإنسان العادي صار يحمل هم بلاده علي كتفه ويتنقل في ثوان من الأمان للأمان، فمن أين تمرق القصيدة من بين كل هذه التناقضات لنكتبها وننشرها أو نلقيها بثقة.
هل تعني أن من يكتب الآن يثبت في الكادر لحظة واحدة ويكتبها، متجاهلا كامل المشهد؟
حتي هذا يبدو هزليا، فإذا أردت أن تكتب قصيدة عن والدك هذا علي سبيل المثل طبعا فهل تكتفي مثلا بكتابة آنفة، متجاهلا حسناته وسيئاته، أو علي الأقل متجاهلا كامل الوجه؟ في هذه الحالة تحوله إلي كاريكاتير، أو تكتبه في فرقعة صوتية جوفاء متجاهلا الدمدمة الملحمية لما يدور في داخله ومن حوله، ان تضادات اللحظة صارت لا تصلح معها سوي الكتابة السياسية.
ميدان تحرير السياسة
أريد شرحا أكثر لما تسميه التضادات والتصارعات التي تتم في اللحظة الواحدة؟
- لنرجع إلي »ميدان تحرير الثورة« و»ميدان تحرير السياسة«. الميدان واحد بينما المضمون اختلف بصورة لا حدود لها ولا يمكن الامساك بها وسجنها في قصيدة مثلا أو قصة قصيرة، وبين الميدانين صعدنا وهبطنا آلاف المرات بلا مبالغة بين الأمل واليأس، والفرح والحزن، والتشاؤم والتفاؤل، وأنت تري أناسا مبتهجين يرقصون ويهتفون وقد قبضوا علي جائزتهم، بينما انت متوتر متحير تضحك تارة ويغشاك الهم حتي يغشي عينيك.
انظر وتأمل كيف كنا نخوض معركة »غزة« ضد النظام السابق، ونطالب بفتح المعبر ونسعد بالأنفاق التي تهرب إليهم المؤن »بأنواعها« وانظر إلي »تقلقل« الفكرة وتململها بعد مجئ الإخوان المسلمين ليصبح هناك امتداد لهنا والاسترابة من المخططات المقبلة، وكيف كنا نحس بعد سرقة السيارات وتهريبها إلي هناك، وتهريب السلاح من ليبيا وأنت غير واثق فيما إذا كان يتسلل إلي غزة أو يستقر في بلادك، وأنت تفكر في مستقبل هذا السلاح.
أي شعر يا أخي من الممكن أن يرصد ولو شيئا قليلا مما تحسه وكيف تعلن عن بعضه وتخفي معظمه.
لذلك فنحن الآن نقرأ سياسة ونقتات سياسة، وانحرفنا بالثورة إلي السياسة، سياسة قد نحبها وقد نكهرها، ولكنها صارت قدرنا، جُل المبدعين اتجهوا إما لاصطياد اللحظات الحلم التي تبخرت في محاولة للقبض عليها مثل كتابات إبراهيم عبدالمجيد وحوارات »بهاء طاهر« وانزعاجات جمال الغيطاني، وأحزان القعيد المختبئة تحت رثاءات من رحلوا والحكايات عمن سوف يرحلون.
نوع من النظم
إذا لا يوجد شعر تماما في هذه الأيام.. ولماذا؟
هناك أنواع من النظم يعتقد أصحابها انها شعر، وهي مجموعة من أفكار تبحث لها عن صياغات لفظية صوتية، وكان الوزن ورص الطوب هو كل ما يلزم القصيدة، وكأن البعض يحاول ان يوقع في »دفتر الحضور والانصراف«. قصائد تغمز وتلمز عن المجلس العسكري أو الاخوان، تنتهي بانتهاء كتابتها، ذلك لأن الأحداث متلاحقة ولا تنتظر أحدا وأحداث الغد تنسخ وتتجاوز كتابات اليوم، لذلك فإن الشكل الأمثل للكتابة الآن هو العمود السياسي اليومي الذي يقدم »بضاعته« طازجة وساخنة أولا بأول، وإن كان من المحال وأنت تقرأ عمود هذا الصباح ان تتذكر ولو بمعجزة عمود الصباح السابق، لا لنقص في موهبة أو لتعجل في الكتابة وإنما لتواتر الأحداث التي تخلف مشاعر تختلف وتتناقض من ساعة إلي ساعة.
إذا كيف تري المشهد السياسي الآن؟
لست عالم سياسة، وإنما أنا مواطن مهموم بوطنه مثل كل عشاق هذا البلد الذي نعشقه ولا نتخيل الحياة خارج بحره الهادئ تعبيرا عن صبر تاريخي عظيم، والهادر المائج الرهيب كما رأينا في ثورة 52 يناير التي شاء حظنا ان نعيش حتي يرتد إلينا يقيننا بأصالة هذا الوطن الذي آمنا دائما بأنه يختلف عما حوله، بل ودائما هو أكثر أصالة من حكامه الذين ما ان يعتلي احدهم كرسي السلطة حتي يبدأ في الاستذكاء والتآمر عليه، وأردد دائما ان العيب ليس في الحكام بقدر ما هو في خشب كراسيهم التي علي ما يبدو انها مصنعة من خشب خاص علي الرغم من قطعه من شجرته فإنه يظل ينمو ويرتفع ليعزل الحاكم عن شعبه ثم ينفضه عن ظهره في غير رحمة.
ملامح المشهد السياسي
مازلت أكرر عليك نفس السؤال، كيف تري المشهد السياسي في مصر؟
- لست أشطر أو أنبه من غيري، الجميع يستطيع أن يجيبك نفس الإجابة، من فجروا الثورة تاهوا في حواريها السياسية ولم توحدهم قيادة،واعتقدوا جميعا ان أمهاتهم ولدتهم »جميعا« زعماء، فراعنة، كلهم حكام، للمجلس العسكري إطاره التاريخي وقوته وللإخوان المسلمين تاريخهم في العمل والتضحية يستقوون بتاريخهم أيضا وللفئة التي كانت تحكم أهل مصالح ومواقع اقتصادية أو لنقل يوحدهم ويقوي رغبتهم في استعادة صولاتهم القديمة ولأنهم ليسوا تنظيما كالجيش والاخوان فشلوا في الاستعادة وهزموا في أكثر من موقعة وموقع.
ماعدا مفجري الثورة، لم يستطيعوا قصدا أو غفلة ان يتوحدوا في قوة فدخلوا معتركها أفرادا مستقلين أحيانا، أو علي هيئة تنظيمات عديدة وقليلة الحيل أو الحيلة، أو تحت عباءة الاخوان الذين مصمصوا طاقاتهم واستفادوا منها لأبعد الحدود وألقوا بهم علي أرصفة المسيرة التي ساروا إلي غاياتها منفردين، ليحكموا منفردين، ويحاولون كما هو واضح تشكيل الحياة السياسية علي هواهم، مستعينين بالسلفيين الذين عادوا الثورة وثوارها إلي أن نجحت فقفزوا علي مسرحها مثل غيرهم يكفرون ويقصون ويحرمون الثوار من الجنة، أو يقودونهم غصبا إليها كما فعلوا مع »أحمد حسين« شهيد السويس.
هذا هو ما آلت إليه الثورة من وجهة نظري، وهذا هو مسرح الغرابة والعبث الذي يصعب علي الفن رصده الآن وربما في الغد القريب.
ومازالت أري أن صيغة »دستور البرادعي« التي أسماها حلفا والتي هي أشبه بالجبهة، هي الصيغة المناسبة لانخراط التكوينات السياسية كبيرة الأسماء زهيدة العدد والعدة فيها، وان كنت أعلم ان الغرور المتوارث من أحزابنا »الثورية« القديمة، سوف يلحق بالأبدان الجديدة، ولذلك سيظل الشعر واقفا علي الأبواب في انتظار »هدنة« يسترد فيها أنفاسه التي تقطعت لينشد من جديد.
وما قصة البرنامج اليومي الذي سوف تقدمه في إحدي الفضائيات خلال شهر رمضان؟
- هو انطباعات نثرية عن كل ما يدور من حولنا الآن، كلام بسيط لأن الجماهير أرهقت من الكلام المجعلص وهربت إلي من تفهم كلامه حتي لو كان فيه خديعة لهم. آفة المثقفين المصريين انهم قادمون من قري وبنادر ومدن بعيدة كلهم نسوها ولم يعودوا يذكرون أهلها أو يذكرهم أهلهم. انهم مرضي بِسُرة المدينة وقلبها، وصاروا لا يعرفون شيئا عما يدور في قراهم أو مدنهم، لقد »عبدوا« الجريدة التي لا تصل إلي من يعتقدون انهم يعبرون عنهم. أنا الوحيد الذي يشتري هذه الجرائد في كل هذه القرية التي أعيش فيها الآن. هم يخاطبون من ليسوا في حاجة لخطابهم، ويهملون العطاشي والجوعي لهذا الوعي، لقد استبدلنا بالمحسنات اللفظية الصيغ اللغوية التي لا يستطيع النفاذ إليها سوانا، وكأن وعي الجماهير الذي سيسهم في جعلهم يزيحون كل طبقات مستغليهم سيسهم في إزاحتنا نحن أيضا، من هنا برز الخوف من وعي الجماهير.
وبرنامجي عشر دقائق يوميا أناقش الأحوال ببساطة، وأرجو أن يجد قبولا عند الناس فأنا لا أدعي انني مختلف عن رفاقي وأهل وعي وفكري!
دعنا نعود ونسألك عن ارتباط عالم الشعر لديك بالسياسة.. فهل هناك علاقة؟!
- أعود وأؤكد لك انه لا يجب عليك أن تنسي أني شاعر، كما انني أكثر من عبر عن الثورة في أشعاره، وكما قلت لك أيضا من قبل انني الآن عندما أبحث عن الشعر لا أجده. ولسوف أقولك عن أسباب ذلك، من هنا سوف ندخل طبيعي للحديث عما سألتني عنه من قبل، خاصة انني لم أصبح مثل من أصبحوا يكتبون كل يوم في السياسة، وفي نفس الوقت بدأت من أرضي، لذلك عليك أن تقول انها أحاسيس ممزوجة بأحداث. رغم انني شاعر ومع ذلك ليس هناك ما نسميه بالشاعر فقط، ان الشاعر يأكل خبز الناس أيضا وهو هنا مثل العامل الذي يصنع سلعة، ومثل الفلاح الذي يزرع القمح ومثل النساج الذي ينسج لنا الثوب الذي يسترنا وبالتالي لابد أن يكون للمبدع عمله والذي يسهم في إعادة خلق الحياة وتجميلها ويكون له دور ملموس.
لقد حدثتنا أيضا ومنذ لحظات عن وجود عدة تيارات في الشارع المصري أصبحت تتصارع.. فما نتائج هذا التصارع؟!
- النتائج حدثت بالفعل بسيطرة الإخوان علي ماكينات إدارة هذه الأمة، وقد تجلي ذلك في محاولاتهم الانفراد بكل شيء.. عندك البرلمان ومنصب الرئاسة بعد ذلك. والرئاسة هنا ليست هي الرئيس فقط، بل الرئيس ومن حوله. ثم هذه المحاولة الخبيثة في استعادة البرلمان وكسر أنف القضاء، وثالثا محاولات مجلس الشوري الاستحواذ علي الصحف القومية ورؤساء التحرير، واستبدال دور هذه الصحف لخدمة الجماعة، ورابعا ما يحدث داخل الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور من معارك دائرة وهم يعلمون أهمية أن تصنع دستورا للزمن المقبل في خدمة تثبيت أقدامهم وأركانهم في حكم مصر. إضافة إلي ذلك محاولات التضييق علي المجلس العسكري وما نراه من تراجع في مواقفه إما حقا أو تكتيكا. وللأسف فقد قرأت اليوم فقط ان مسلسلات رمضان المقبلة حرام!
إذن نراهم هنا كما قضوا علي السياسة يريدون القضاء علي الابداع وهذا الفن هو شعلتنا في العالم العربي، شعلة الاضاءة الخاصة بنا للعالم العربي وتجارتنا التي لم نعد نملك غيرها. وأعتقد انهم سوف يكونون ضد الثقافة بالمعني الذي عرفناه وكذلك الفن، بالاضافة إلي محاولاتهم الهيمنة علي وزارة التربية والتعليم والإعلام والثقافة، إذن فنحن بذلك قد دخلنا في العصر الإخواني.
ذكرت لي في بداية هذا الحوار أن عمنا نجيب محفوظ قد تنبأ بما يحدث في مصر الآن خاصة ما يتعلق بالتيار الإسلامي.. فماذا عن التفاصيل؟!
- أقولك.. عمنا نجيب محفوظ تنبأ بذلك حين سأله بعضنا في جلساتنا الخاصة وقبل أن يرحل عنا.. يعني تقدر تقول يعني منذ سبع سنوات مثلا: كيف تري مستقبل مصر؟! قال: أظن ان الشعب المصري قرر ان يجرب حكم الإخوان المسلمين. وهو فعلا سوف يجربهم. وكان تعليقي علي هذا الكلام أنه نعم ولكن إذا ما اكتشف الشعب المصري ان الإخوان غير صالحين، فهل يستطيع أن يعزلهم من الأمة..؟!
وماذا قلت ردا علي هذا السؤال آنذاك؟
- قلت إن هذه هي المعركة الكبري التي يدفن الكثيرون رءوسهم في الرمال اختباء منها أو من الاحساس بأنها قادمة، وهي لن تأتي قريبا، ولكنها قادمة.
لا أوافق
وما رأيك فيما يقال بشأن وقوف جهات أجنبية وراء الإخوان للوصول إلي ما وصلوا إليه؟!
- أنا أوافق علي هذا الرأي تماما. وأري ان أمريكا تلعب دورا جوهريا في تفنيط أوراق الكوتشينة المصرية ومثل بعض الذين يشككون في نجاح الإخوان تتباين هذه الأفكار أحيانا تروح وتأتي. وعلي الرغم من أنني لم أنتخب هذا أو ذاك ولكن كنت أشعر انه علي الرغم من الإخوان المسلمين هم أقوي تنظيم في مصر لأني كنت أعرف بل وكان لدي احساس بأن الأصوات التي حصلوا عليها بها شبهة اليد الأمريكية. والإخوان كما تعلم لهم مصالحهم الاقتصادية الضخمة وأمريكا تجيد اللعب في هذه المنطقة. وأما إذا جاء أمثالنا من البلهاء الثوريين وأصحاب الحلم الذين لا يملكون غيره فكيف يمكن أن تتعامل معهم هذه الدولة. فهم لا يتعاملون مع أصحاب الأحلام، بل مع أصحاب الدولارات. ولكن هناك عشوائية في السلوك الإخواني وفي أفكاره. ولعل ذلك تجلي بشكل واضح في تلك الفكرة المضحكة إلي حد البكاء والخاصة بإصلاح مصر في مائة يوم. ولما سمعت ذلك اعتبرتها نكتة وضحكت منها كثيرا. عارف لماذا؟ لأن لو خرج كل شباب الإخوان والمتعاطفين معهم لجمع القمامة فقط من أنحاء الجمهورية فهم يحتاجون إلي ألف يوم. وسوف يلوثون بحرقها البيئة لدينا وكل البيئات المجاورة. مع ان الوضع الصحيح في مثل ذلك هو أن نقيم مصانع لتدوير القمامة والاستفادة منها بعد تحويلها إلي مواد صالحة للاستخدام. مثلما يحدث في كل بلاد الدنيا. وأنت وأنا نعرف ان الصين تشتري هذه القمامة، فهل سوف نبيع القمامة للصين مرة أخري ونظل كما كنا أيام الرئيس السابق والحزب الوطني أم أن هناك فكرة لخلق مصر من جديد. وكان هذا هو هدف الثورة الأول والأخير.
إذن.. هل أنت تشك في تحقيق هذا المشروع؟! ولماذا؟!
- طبعا.. وهل تري أننا نعيش في بلد آخر.. إننا مصريون ونعرف مصر جيدا. أما إصلاح المرور فهذه قضية لا شأن للداخلية أو للشعب المصري فيها، وبالتالي إذا ما زرعنا الأرصفة والأسفلت بشرا لكي ينظمون المرور فسوف تكون هبة أو ضجة مثل التي كانت تحدث أحيانا من الداخلية أيام النظام السابق. ثم سرعان ما تعود الحالة كما كانت عليه وتصبح هذه الفكرة تحت أقدام العشوائية المصرية المعروفة وقانون الحياة الذي لا يسمح بتطويرها، لأنه في الواقع ان مصر تحتاج إلي إعادة بناء وبالتالي تحتاج إلي تصور كبير لعلماء عظام يحبون مصر ويعشقون ويعرفون طبائعها وخصائصها.. ويجعلون الشعب جزءا من تجربتهم من أجل إعادة صياغتها من جديد.
وماذا عن رغيف العيش والصحة والأمن؟!
- أقولك انه قبل ذلك وبعد ذلك، هناك قضية فقراء مصر الذين يشكلون العصب الأساسي لهذا الشعب، وفكرة الكرتونات بالزيت والمكرونة والأرز، هذه فكرة بالية لأنها حولت الشعب المصري إلي متسول وتعمق هذا الاحساس لديه. وبالتالي لا نحب لهذا الشعب أن يأتيه الاصلاح علي طريقة الاحسان. نحن نريد شعبا عظيما كما فعل عبدالناصر بقرارات فوقية تنزل إلي الفقراء. من أجل أن يرفعوا رءوسهم في السماء مثلهم مثل كل الناس. وخاصة أن فكرة الدين الإسلامي قائمة علي أساس النظر إلي هذه الطبقة التي تصنع كل شيء ولا تأخذ أي شيء، وعليك أن تتخيل كم المعاناة في الريف المصري.
إذا ما طلبت منك أن توجه رسالة إلي الدكتور مرسي باعتباره رئيس مصر الحالي.. فماذا تقول له؟!
- لا.. لا.. ليس لدي رسالة أوجهها إليه..
ولماذا؟!
- لأنني لا أشعر بعاطفة حقيقية مانحوه وعوده أري أنها وعود غير علمية، وأنا لست من النوع الذي ينام وهو يحلم بأن ربنا سوف يحل المشاكل كلها غدا. لأن هذا بلد يجب أن يعتمد علي العلم والعلماء والمثقفين الذين لا يعرف الإخوان أو السلفيون عنهم شيئا، بسبب أنهم عاشوا طوال تاريخهم تحت الأرض، والآن وهم علي سطح الأرض أيضا لا يعرفون هؤلاء المثقفين وتستطيع أن تستشهد بكتابات كبار هؤلاء المثقفين.
يقال ان لك تجربة مع بعض الإخوان خاصة عندما دخلت السجن في الستينيات.. فما تفاصيل هذه التجربة؟!
- عندما دخلت السجن وتم وضعنا في أحد العنابر، وقيل إن هناك معتقلين جددا، وقال البعض أننا شيوعيون وناصريون. كان الاخوة من الإخوان المسلمين يعتلون ظهور بعضهم البعض في الشباك المقابل، وينادون علينا: هو الأبنودي معاكم؟! فيقول أصدقائي من حولي: نعم هو معنا. وهذا هو الأبنودي، فتنهال علينا علب السجائر لأن هذه انهالت العملة التي كان معترفا بها داخل السجن. أقولك ان علب السجاير هذه تنهال علينا كالمطر لدرجة أننا حين رصصناها كانت تشكل هرما كبيرا. وكل ذلك هدفه تحيتي الشخصية. وهذا حدث لأن فيهم الجزء الذي لا يستطيعون فيه الانفصال فيه عن المواطنة، وأن كل الذين أحكيه لك قد عاشوه ولكن الإنسان في السلطة يصاب بحالة من الانفصال الشبكي فلا يري ما كان يراه بالأمس. ولقد رأيت في الميدان من خلال الصور التي كان يبثها التليفزيون شبابا من القري المحيطة بقريتي وأنا أعرفهم ليس شخصيا ولكن طبائعيا وثقافيا وتكوينيا. يتحدثون خارج العقل من خلال ما يطالبون به. وما يشيرون إليه بشأن الملحدين والشيوعية وهكذا. هؤلاء عندما يعودون إلي قراهم مرة أخر يتحولون إلي أتباع. لأنني أفهم انه عندما تجمع رجالك بالتليفون وتصرفهم بالتليفون فأنت قد حولتهم إلي قطيع.
ولماذا تراهم يقبلون ذلك؟!
- هذا تنظيم قائم علي السمع والطاعة. بالاضافة إلي التسهيلات التي يقدمها الإخوان لأعوانهم من سيارات لإحضارهم من هنا وهناك. فهي تأتي بهم من قنا مثلما تأتي بهم من المنصورة، بالاضافة إلي الوجبات الجاهزة.. وبقية المصاريف. ثم ان هذا يجبرني علي ابتلاع موقف سياسي لا أريده ولا أوافق عليه.
لن يستطيعوا
ما رأيك فيما يتردد الآن وبشكل متسع عما تسعي إلي تنفيذه أمريكا حاليا بشأن تقسيم مصر.. بعد دعمها للإخوان؟!
تقسيم مصر.. لأ.. لأنهم لن يستطيعوا تحقيق ذلك. لأننا وقتها سوف نستشهد بكل رضا لأنك يجب ألا تنسي بأن الإخوان قد جاءوا بشهدائنا نحن، وليس بشهدائهم. لقد احتسوا دماء شهدائنا نحن. وعايز أقول في السياق نفسه ان أصحاب الثورة الحقيقية هم الذين ضاعت أبصارهم وقطعت أوصالهم، ومنهم من استشهد أيضا.
ليس ذلك فقط، بل لقد أثروا في حياة أهليهم تأثيرا كبيرا. ونحن نري الآن في مقابل ذلك حالات الكذب المستمرة.. بدليل عليك أن تنظر إليّ وأنظر إليك، فهل تستطيع ألا تكذب عليّ وأكذب عليك؟!. عندئذ لابد أن تنقطع علاقاتنا. وعلي ذلك أقولك نحن المتهمين بأننا علمانيون وملحدون، وكل هذه القائمة الطويلة من الاتهامات، ورغم ذلك لا نستطيع أن نكذب بينما هم أهل الدين واللحي يكذبون، وينافقون، انهم يكذبون علي أنفسهم وعلي تنظيماتهم. وخذ عندك قضية البلكيمي والشيخ ونيس وهكذا. وهذا جزء من كل وهذه هي النماذج التي كشفت المصادفة عنها. وهنا لابد أن أقولك أيضا أن الصدق لا يتجزأ، وعندما نعود للإجابة علي سؤالك السابق. أقولك ان الرئيس محمد مرسي هو ليس الرئيس الذي جاءت به الثورة. بل هو الرئيس الذي جاء بعد الثورة.
وهل هناك فرق؟!
إن لي أصدقاء أمسك قلبي لكي لا أخسرهم، هؤلاء الذين أعتقدوا ان الوقوف مع الإخوان ضد العسكر وضد شفيق. ولكن أري الآن كيف مرق الإخوان إلي الأمام وكيف أنهم لم يروا ما فعله هؤلاء الأصدقاء. وبالتالي فإنني أري أن هؤلاء الأصدقاء في حالة ما اتضح سلوك الإخوان، فسوف يعدلون عن مواقفهم في الحال.
وهل تري أن هناك إعدادا يتم الآن ولو بشكل عفوي للإنسان المصري في الشارع لكي يدافع عن ثورته إذا ما رأي ان ما يقدمه الإخوان غير صالح لهم؟!
إنني أري ذلك شيئا طبيعيا، ذلك لأن مصر محروسة.. واسمها بالفعل مصر المحروسة. انها محروسة بالضمير الوطني. ليس ذلك فقط بل باعتبارها محروسة لضمير البشرية. وأنا علي ثقة من ذلك.
نريدك أن توجه رسالة في هذه الظروف إلي المثقفين المصريين فماذا تقول فيها؟!
أنا لا أوجه رسالة.. أنا يا دوبك همي علي أدي.. وأنت فاكر بأنني ومن أول حديثي معك في هذا الحوار وأنا أقول انني مواطن بسيط ولا ادعي علما. وبالتالي عليك أن تسألني كمواطن له رؤية ومسئول عن نفسه وعن الآخرين وعن مصر وعن اخواني وأصدقائي هذه الرؤية دفعت ثمنها غاليا من شبابي ومن حياتي سواء في عهد عبدالناصر أو في عصر السادات.. ومع ذلك فإنني لست شكاء ولا أبحث عن بطولة ولكني اتخذ موقفي كما يمليه عليّ ضميري الذي هو جزء صغير من الضمير القومي.
باعتبارك مراقبا جيدا للأحداث.. أسألك.. كيف استقبل كل المصريين النظام السياسي الجديد؟! وكيف يراقبون الأحداث؟!
الحاكم الذي يقع في خطأ تصديق الشعب المصري نهايته طين! فقد اعتقد حسني مبارك كما اعتقد من قبله السادات ان الشعب المصري في جيبهما! وبالتالي قتلوا الأول وخلعوا الثاني وألقوه في مزبلة التاريخ. ولكن بغض النظر عن رأي الدكتور محمد مرسي في فترة الستينيات وما أدراك ما الستينيات. فنقول له: أطال الله في عمرك وأتمني أن تجد لك وبعد عمر طويل جنازة مثل جنازة عبدالناصر.. صحيح سوف يمشي وراءك أعضاء حزبك. ولكن أتمني أيضا أن يمشي وراءك كل المصريين كما مشوا خلف عبدالناصر. وعليك بالتالي أن تدقق في كلامك بصرف النظر عن موقف عبدالناصر من الإخوان، ولأن ذلك لن يلغي زعامته للأمة العربية وتاريخه بشأن إعادة صياغة مصر التي تباع حتي الآن ولم ينته إنجاز عبدالناصر.
عندما نعود للابداع ونسألك.. هل يمكن أن يعود الشاعر إلي دوره كحامل ناقوس يدقه في حال الخطر؟! وكيف؟!
- هذه هي وظيفة الشاعر الأساسية، لأنه يؤذن بالصلاة التي سوف تأتي وأن وقت الاحساس بالخطر يزعق، والتاريخ يقول لنا ذلك حتي في تاريخ شعراء العرب القدامي. وكما تعرف فإنني قد ولدت شاعرا في معركة عام 6591 ولم أكن أعتقد ان الزمن سوف يستمر بي إلي هذه اللحظة وهذا الزمن. ولسوف أتم في 11 ابريل القادم خمسة وسبعين عاما، ورأيت ما يجعلني أثق في ان الزبد يذهب جفاء وأن ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، لأن شعري قد بدأ بديلا للبندقية التي دربنا عليها أنا والراحل أمل دنقل. وعندما حرمونا من الذهاب لجبهة القتال. كتبنا قصائد بديلة للبندقية.
أقوال أخري
دعنا نختتم هذا الحوار بالسؤال التقليدي.. هل لديك أقوال أخري؟!
انه قدرنا ألا يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب، لقد ولدتنا أمهاتنا لنظل في المعارضة، وربما هذا هو السبب الجوهري لاسترابة الحاكم في المبدع محاولة شرائه أحيانا، وتهديده ولي ذراعه في أحيان أخري. لعلي كنت من أكثر من فرحوا بالثورة واحتفوا بها شعرا في قصائد ملحمية متوالية لدرجة انني أحسست بالعافية الجسمانية كأني لم أكن مريضا، ردت لي الثورة روحي وبدني، ولعلني من أكثر من يحسون بالفقد، وبأننا أدرناها بطفولة ونقاء نية وجهل ولم نحسن جيدا الانصات إلي مرور الزمن، فكانت أقرب إلي رقصة زار رائعة نفضنا فيها كل دهون السنين وسموم الماضي، ثم جلسنا في ظلها بعد أن أنهكتنا الرقصة، ليستولي عليها من هم أكثر تنظيما، ومن أفنوا أعمارا انتظارا للحظة الانقضاض التي جاءتهم سائغة.
وكما ذكرت لك من قبل فإنه ومنذ حوالي ست أو سبع سنوات، حين سأل أحدنا عمنا نجيب محفوظ عما يتوقعه لمصر في السنوات المقبلة، أجاب بوضوح: »علي ما يبدو، فإن الشعب المصري يريد أن »يجرب« الإخوان. وصدق«.
لكن أكثر ما يزعجني هو فرض الحق والباطل بالميدان، وبالحشود التي تجمعها مكالمة تليفون، وتصرفها في دقائق مكالمة أخري. هذه الجموع التي تؤمر فتضرب وتهدر رموزنا الوطنية الرائعة أمثال حمدي الفخراني، ونجاد البرعي، وأبوالعز الحريري. هذه الرموز التي لا تعرف الجحافل المأمورة عنها شيئا، الجحافل التي لا تعرف سوي الطاعة وتنفيذ الأوامر.
لكننا ننتظر ونعطي الفرصة ونكبت مخاوفنا الموضوعية.
أما ان مشكلات مصر المزمنة سوف يحلها الإخوان في مائة يوم هذه أكثر النكات إضحاكا لحد البكاء في زماننا!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.