هل تتمكن البورصة من استعادة مستوى 27 ألف نقطة بجلسات الأسبوع؟    الرئيس التركي يرحب بقبول حماس مقترح الهدنة    بث مباشر مباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري سوبر لكرة السلة (لحظة بلحظة) |    الأهلي يختتم تدريباته استعدادًا لمباراة الاتحاد السكندري    أسرة الشاب أحمد مفتاح: صاصا حطم أسرة وفرض اليتم على 4 أطفال    مواعيد قطارات عيد الأضحى 2024 «الثالثة المكيفة»    أول تعليق من نقابة الموسيقيين على حادث دهس عصام صاصا لشاب على الدائري (خاص)    ليلى علوي تطل ب«الوردي» في أحدث جلسة تصوير احتفالاَ بشم النسيم (صور)    الصحة تعلن عدد حالات التسمم بسبب تناول الأسماك المملحة    مائدة إفطار البابا تواضروس    "خارجية النواب": الجنون الإسرائيلي في إدارة ملف حرب غزة بسبب الخوف من المحاسبة    خاص| مستقبل وطن: ندين أي مواقف من شأنها تصعيد الموقف ضد الشعب الفلسطيني    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    دورنا مجتمعي ولسنا حزبًا سياسيًا.. مصطفى بكري يكشف أهدف اتحاد القبائل العربية    فقرات فنية ترفيهية وتوزيع الشيكولاته ضمن احتفال استاد المنصورة بشم النسيم (صور)    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    غداً.. «التغيرات المناخية» بإعلام القاهرة    المخلفات الصلبة «كلها خير»| فرص استثمارية واعدة ب4 محافظات    إزالة الإعلانات المخالفة في حملات بمدينتي دمياط الجديدة والعاشر من رمضان    فرقة وادي النطرون تقدم «ونيسة» ضمن مسرح قصور الثقافة    قبل عرضه في مهرجان كان.. الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "شرق 12"    "القارب" فيلم نادر لعمر الشريف يعرض في الدورة الثانية لمهرجان الغردقة لسينما الشباب    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    زيادة في أسعار كتاكيت البيّاض 300% خلال أبريل الماضي وتوقعات بارتفاع سعر المنتج النهائي    صحة الإسماعيلية.. توعية المواطنين بتمارين يومية لمواجهة قصور القلب    الأهلي يُعلن تفاصيل إصابة عمرو السولية    لسهرة شم النسيم 2024.. طريقة عمل كيكة البرتقال في المنزل    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    توقف خط نقل الكهرباء بين السويد وليتوانيا عن العمل    متضيعش فلوسك.. اشتري أفضل هاتف رائد من Oppo بربع سعر iPhone    وزير النقل يتابع إجراءات الأمن والسلامة للمراكب النيلية خلال احتفالات شم النسيم    أفراح واستقبالات عيد القيامة بإيبارشية السويس.. صور    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    أمير قطر ورئيس وزراء إسبانيا يبحثان هاتفيًا الاجتياح الإسرائيلي المرتقب لرفح    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    نانسي عجرم توجه رسالة إلى محمد عبده بعد إصابته بالسرطان.. ماذا قالت ؟    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    إصابه زوج وزوجته بطعنات وكدمات خلال مشاجرتهما أمام بنك في أسيوط    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    المستشار حامد شعبان سليم يكتب :الرسالة رقم [16]بنى 000 إن كنت تريدها فاطلبها 00!    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    شاهد.. الفنادق السياحية تقدم الرنجة والفسيخ للمترددين في الغردقة    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    غدا.. إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    طارق السيد: لا أتوقع انتقال فتوح وزيزو للأهلي    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر الكبير الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق:
أتمني أن يشعر الناس في الشارع بأن الرئيس مرسي هو رئيس لكل المصريين
نشر في الأخبار يوم 19 - 07 - 2012

د. جابر عصفور أثناء الحوار مع الأخبار ذهبت إليه في مكتبه كي أسأله عن أشياء كثيرة.. تتعلق بواقعنا الذي نعيشه، وعن مكانة المفكرين والمثقفين الذين لاحظنا أن دورهم قد بدأ في الانحسار، فأخرج من درج مكتبه كتاباً ألفه منذ أربع سنوات وعنوانه: »مقالات غاضبة« وأخذ يقرأ لي منه بعض الأسطر التي رأي فيها تصويراً دقيقاً لمحنة المفكرين والمثقفين ليس المصريين فقط بل والعرب أيضاً.
لذلك آثرت أن أبدأ حواري مع الناقد الكبير الأستاذ الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق من واقع بعض الكلمات التي قرأها عليّ وأنا مازلت أسمع صوته وهو يقرأ ويقول: »المحنة علي مثقفي هذا الزمن العرب أكثر وطأة من المحنة التي مر بها غيرهم في عصور سابقة، فهم واقعون بين مطرقة التعصب الديني وجماعات الارهاب من ناحية، وسندان الدولة التسلطية التي تستمد شرعيتها من القوة وتخترق مؤسسات المجتمع التضامنية والأحزاب كي لا يبقي صوت سوي صوتها، أو لا يعلو صوت علي صوتها من ناحية متوازية«.
وبعد أن أنتمي من تلاوة هذه الكلمات التي فتحت طريقاً وعراً أمامنا للنقاش والمحاورة، بدأ شريط التسجيل يدور في اتجاه نقل الأسئلة والاجابات وكانت كل هذه التفاصيل...
في البداية نريد أن نعرف تعليقك الشخصي عما يحدث في مصر الآن؟ فماذا تقول في هذا التعليق؟
مصر الآن في حقيقة الأمر تسير في طريق خطر، ومسلك رئيس مصر الذي ينتمي تماماً إلي الإخوان المسلمين لا يبشر بالخير ويؤكد أنه ممثل لجماعة الاخوان ولا يمثل كل المصريين.
وكيف توصلت إلي هذه النتيجة؟
يعني مثلاً أنت رئيس وقد رحبنا بك علي أساس أنك قد أتيت من صناديق الانتخابات، ونحن علي علاقة سوء ظن أو موقفنا مبني علي سوء الظن تجاه جماعة الاخوان لتاريخهم وما فعلته في الماضي وحتي ما فعلته في عصر مبارك.. ونحن جميعاً نتذكر كيف كانت تتم الاتفاقات لكي ينجحوا في الانتخابات وآخرها انتخابات عام 5002 في هذه الفترة تم الاتفاق علي نجاح حوالي مائة عضو.. وكل هذا معروف لنا جميعاً ولكن عندما جاءت الانتخابات بالسيد الرئيس محمد مرسي ضربنا له تعظيم سلام وقلنا نحن سوف نساعده طالما ظل ملتزماً.
إحنا الشعب
وماذا تقصد بنحن؟
إحنا الشعب.. أو أنا باعتباري أحد المثقفين، نحن معه ما دام يظل مع مصر بكل طوائفها.. ولكنه حتي الآن يبدو أنه مستغرق تماماً في انتماءاته الاخوانية ولم يخرج منها لكي يكون بحق رئيساً لكل المصريين.
وما دليلك علي ذلك؟
الدلائل أنه لم يتحقق أي شيء من وعوده فيما يخص المائة يوم الأولي ورغم أن الوقت مازال مبكراً ولكن علي الأقل ينبغي أن تظهر علامات فيما مضي من أيام.. وأنا شخصياً لا أظن أن وعوده بشأن المائة يوم سوف تتحقق، لأنه يبدو أنه مشغول بالصراع مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. وبدلاً من أن يدخل في هذا الصراع كان عليه أن يدخل في صراع مع مشاكل مصر.. وهذا هو القياس الحقيقي له كرئيس وسوف يزداد احترام الناس له لو كان قد ركز من اليوم الأول علي حل مشكلات مصر الصعبة.. لقد وعدنا بحل مشكلة القمامة كما وعد بأشياء أخري، وبالتالي كله عليه أن يشغل نفسه بهذه القضايا بدلاً من الصراع مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وانتزاع مزيد من السلطات وعندئذ سوف يعطيك الشعب كل ما تحكم به من سلطات إذا ما تأكد أنك معه وأنك قدمت له نماذج لحلول عملية ساعدت أبناء هذا الشعب.. ودعني أسألك أين نحن الآن من أيام هذا المشروع؟! إننا ورغم مرور هذه الأيام الطويلة لم نر إلي الآن أية بادرة، وكل الذي رأيناه هو محاولة لإرجاع مجلس الشعب عديم الدستورية والشرعية ومحاولة المنازعة مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة في القوة والاختصاصات.. إن الرئيس لديه سلطات واسعة تجعله قادراً علي إصلاح مشاكل مصر الداخلية وبالتالي كان عليه أن يبدأ مشواره بحل هذه المشاكل وتحقيق شئ ملموس بدلاً من الدخول في هذه الصراعات أو هذه المعادلة. وأنا أعتقد بأنه عندما ينجح الرئيس في حل هذه المشاكل الداخلية فإن الشعب وحتي المجلس الأعلي للقوات المسلحة سوف ينحني له.
لا أنكر وطنيتهم
وهل في تصورك أن دخول الدكتور مرسي وجماعته وتفجيرهم لهذه الصراعات نبع من إيمانهم بأنهم لا يستطيعون تحقيق ما أعلنوا عنه بشأن مشروع المائة يوم؟
أولاً أنا لا أنكر وطنيتهم، والإخوان المسلمين كفصيل سياسي بغض النظر عن رأيي فيه هم جزء من هذه الأمة وبالتالي ينبغي أن يمارسوا دورهم.. أنتم الآن في دور القيادة وعليكم أن تفعلوا ما يجعلكم جديرين بها ولا تعودوا إلي الاقصاء والاستحواذ واستئثار السلطة، إن عليكم فتح الأبواب لغيركم.. إننا ومنذ متي نسمع عن تشكيل حكومة جديدة؟!.. إننا نسمع عن ذلك من زمان بل وسمعنا أن هناك اتجاها لتحويل مؤسسة الرئاسة من فرد إلي مؤسسة.. من هنا أعود وأسألك وأين هي مؤسسة الرئاسة هذه؟! مع أن هذه المؤسسة كان من المفترض أن تكون جاهزة في مشروعه قبل أن يدخل الانتخابات.. فأين هذه المؤسسة؟.. وحتي الآن لم نر نائباً له؟! ولم نر رئيساً لحكومة والله أعلم هل هذه الحكومة سوف تكون إئتلافية أو غير ائتلافية. وأنا أعتقد أنه إذا مارس الرئيس بوصفه ممثل للإخوان فكرة الاقصاء والاستحواذ وألف حكومة أكثريتها من الإخوان المسلمين، فسوف يخسر كثيراً لدي الشعب المصري.
القضية الرئيسية
أعود وأكرر السؤال بصيغة أخري.. هل لجوء الرئيس مرسي لأساليب الصراع والتي ذكرتها هدفها التغطية علي عدم إمكانية تنفيذ مشروع المائة يوم؟
أنا لا أستطيع أن أحدد ذلك.. وهذا علمه عند الله.. ودعنا نحكم علي أساس الوقائع.. أنا عندي مشروع بمائة يوم وبالتالي لم أر منه علامة واحدة وثانياً أنا عندي محاولة للإنشغال عن القضية الأساسية وهي قضية مصر التي تدور في فلك الفقر والتخلف وبالتالي أعود وأقولك إنني وحتي الآن لم أري ملامح أو علامات تدل علي اقتحام كل ذلك.
وما سبب تأخير الرئيس في تحقيق ما أعلن عنه؟
أنا لا أظن أننا نستطيع الآن أن نحكم علي ذلك بالفشل وثانياً علينا أن نستقريء علامات المستقبل. هذه العلامات هل تجعلنا أقرب إلي التفاؤل أم إلي التشاؤم؟!.. وللأسف فإن العلامات الموجودة الآن تجعلنا أقرب الي التشاؤم.. ولكي يحدث نوع من التفاؤل الناس تريد وأنا منهم أن يروا انجازات إيجابية علي أرض الواقع ولك أن تتصور أنك أمام وضع لا توجد فيه الآن حكومة ائتلافية وهذا مؤشر سلبي جداً.. وعندما لم نر إلي الآن تشكيل ما يسمي بمؤسسة الرئاسة فهذا أمر سلبي جداً آخر.. وعندما لا نري أي نائب من نواب الرئيس تم اختياره فهذا أيضاً أمر سلبي جداً وعندما نري أن قبضة الأمن لم تتحقق والانفلات الأمني لا يزال قائماً وعندما نري حالة التسيب الرهيبة في كل شيء، يصبح لدينا مؤشرات تدل علي هذا التشاؤم ولعلي أتذكر هنا أن وزير الداخلية الأسبق الشهير وهو اللواء أحمد رشدي قد تمكن من ضبط الأمن في مصر خلال أيام قليلة.
إذن أمامنا مثال ولن نتخيل أوهاما.. هذا الرجل تمكن بالفعل من تحقيق الأمن في زمن قياسي بسيط وفيما أشبه بالمعجزة، وبشيء من الحزم والصرامة.. إننا الآن نعيش في حالة ليس فيها لا حزم ولا صرامة وإنما نري قضايا وحلول وسطي تؤدي إلي ارباك مصر أكثر مما هي فيه.
شباب الإخوان
ما رأيك فيما سمعنا عنه من إعداد جماعة الإخوان لمجموعات من شبابهم للمساهمة في الإشراف علي نظافة الشوارع وتنظيم المرور؟
إنني أري أن أفضل من هذا كله أن تكون هناك أجهزة في الدولة خاصة لكل المصريين هي التي يجب أن تقوم بذلك والإخوان في مثل هذه المشروعات يبدو أنهم وكأنما يصورون أنفسهم للمصريين بأنهم هم المنقذون لكل شيء والمنقذون لأي شيء.
إن لدينا جيشا جرارا من العاملين الذين لا عمل لهم وبالتالي عليهم استغلالهم في هذه المهام.. إن لدينا كما هائلا من رجال النظافة.. وهم بلا عمل تقريباً.
نوع من الطائفية
وما مدلول هذه الفكرة في تصورك؟
سوف تحول مصر إلي طائفية كما تمثل نوعاً من السيطرة علي وجدان السذج من الناس، وهي في آخر الأمر لن تحل المشكلة.
هل أنت قلق علي مستقبل مصر في ظل هذه المعطيات؟
طبعاً.. فيما يتصل بالمؤشرات السلبية فهي تدعو إلي المزيد من التشاؤم.. فأنا وحتي الآن لم أر خطة أو ما أسموه بمشروع النهضة ولم أر كذلك بدايات توحي بالتنفيذ. ليس ذلك فقط، بل وأمامنا مشروع المائة يوم.. صحيح هذه الفترة لم تنته بعد ولكن علي الأقل كان لابد لنا من الوقوف علي مؤشرات.. لقد بقي له من المائة يوم 48 يوماً فقط.
الرئيس والجماعة
وهل تتصور أن التأخير في تنفيذ ما أعلن عنه الرئيس سببه القيود التي تضعها أمامه جماعة الإخوان أم ماذا؟
أنا رأيي أن الذي يكبل الدكتور مرسي ليس شخص مرسي وإنما جماعة مرسي، كما أري أن التحدي الحقيقي ليس بين الدكتور مرسي والمصريين فالمصريون سوف يرفعونه فوق الأعناق إذا ما رأوا أشياء إيجابية ويتولي البدء بالعمل فيها فوراً، ولكن أنا أري أن التحدي الحقيقي هو بينه وبين جماعته، لأن جماعته من الواضح أنها لن تسمح له بأن يكون رئيساً لكل المصريين بل أكاد أقول إنها لا تسمح له بأن يكون هو الرئيس الحقيقي.. والدليل علي ذلك أننا كل يوم نقرأ إعلاناً أو تصريحاً من أحدهم، فلماذا؟! إنني أخذت أستمع لتصريحات لشخصيات ممثلين للإخوان المسلمين، وهي شخصيات سياسية تنتمي إليهم ومع كل احترامي أقول لهم إنكم لستم في السلطة ولا تمثلونه، إلا الحزب، والرئيس الآن هو خارج الإخوان المسلمين وهو يرأس كل المصريين، ويعبر عنهم جميعاً.
وماذا تهدف الجماعة من تقييدها لسلطات الرئيس وعدم إظهار قوته كرئيس للمصريين؟
إن جماعة الإخوان وطوال تاريخها تسعي إلي السلطة السياسية ومسألة الدين تأتي في المرتبة الثانية.. وبالتالي فإن الغاية النهائية من هذا الهدف هو إرجاع فكرة الخلافة الإسلامية.. هذه الفكرة الموجودة في أدبيات حسن البنا نفسه وهي قد تم التصريح بها حتي في هذه الفترة الخاصة بالدعاية الانتخابية للدكتور مرسي، بهدف استمالة عناصر كثيرة وأن تبشيرهم بالخلافة وأظن قيل إن عاصمتها سوف تكون مدينة القدس هذا التفكير لا علاقة له بالدولة المدنية علي الاطلاق.. وواضح أن هذا الشعار هو الذي وضعه الاخوان المسلمون أيام الثورة وفي الفترة من 52 يناير إلي رحيل مبارك وتلويحهم بأنهم سوف يؤسسون حزباً سياسياً مدنياً ذا مرجعية إسلامية فهذا كلام قد اختفي لأنه مثلاً أريدك أن تقول علي سبيل المثال: لماذا تختفي الآن من تصريحاتهم كلمة الدولة المدنية؟! وحتي ممثليهم في اللجنة التأسيسية للدستور إذا ما ذكرت أمامهم كلمة دولة مدنية يشمئزون، ومن ثم بدأوا يظهرون ضيقهم ورفضهم.
الجمعية الأهلية
ولماذا تراجعوا عن إعلان جماعتهم كجمعية أهلية معترف بها في وزارة الشئون الاجتماعية مثل غيرها من الجمعيات؟
دعني أعيد سؤالك وأقول.. ولماذا لم تتم إعادة توفيق أوضاع جماعة الإخوان، وربما لن يقدموا علي هذه الخطوة حتي لا يتمكن أحد من معرفة ميزانيتهم أو ما يتعلق بحساباتهم بشفافية.. وحتي لا تتمكن وزارة الشئون كذلك من مراجعة ما يملكونه من أوراق.
وهل يمكن للدكتور مرسي أن يحقق هذه الخطوة؟
عارف لو نجح في تحقيق هذه الخطوة لكانت شعبيته قد ازدادت.. إن عليه أن يعلن ذلك بل ويشرف علي اتمام هذه الخطوة.. عندئذ ووفق اعتقادي الشخصي سوف تزداد شعبيته في الشارع المصري.. ذلك لأن الشعب المصري ليس لديه مشكلة أن هذا الرئيس ينتمي إلي الإخوان المسلمين أو حتي ينتمي إلي الماركسيين هذا شعب بسيط يريد أن يجد الطعام والكساء والمسكن المناسب ويريد كذلك أن يتعلم أبناؤه. إن هذه هي المطالب الأساسية للشعب المصري.. ولو عدنا إلي شعار الثورة فسوف تجده خبزا وحرية وعدالة اجتماعية، وبالتالي لا ينبغي أن ننتظر طويلاً لتحقيق هذه الشعارات إننا نري أن المشكلات تتفاقم فالبنزين تصورنا أن مشكلته تم حلها ثم سرعان ما اكتشفنا أنها تزداد وتصورنا أن النظافة سوف تظهر لها آثار فوراً ولم يحدث.
لا تصدق ذلك
سمعنا مؤخراً من يردد أن هناك فئات بعينها من الشعب هي التي تتعمد وضع العراقيل في طريق الرئيس الجديد حتي يبدو عاجزاً عن تحقيق ما أعلن عنه.. فما رأيك في ذلك؟
لا تصدق ذلك لأنه لا يمكن للرجل المسكين والغلبان والذي لا يجد الأكل.. وعلي فكرة لا تزال نسبة كبيرة من المصريين وتقدر بالملايين تحت خط الفقر، بل وما دون خط الفقر هؤلاء يقال ان عددهم وصل ربما إلي 5 أو 6 ملايين مصري.. وأعني بهؤلاء الذين لا يجدون الطعام.. وبالتالي لا ينبغي أن ينام الرئيس الجديد ولديه إحساس بهؤلاء الفقراء.. وهنا دعني أسألك سؤالاً واحداً: لماذا أحبت الناس عبدالناصر؟! عبدالناصر صحيح كان ديكتاتورا وكانت له مواقف عدائية من الاخوان ومن غيرهم والدكتور مرسي نفسه لم ينسي ذلك عندما قال »الستينيات وما أدراك ما الستينيات« أعود وأسألك مرة أخري.. لماذا نال عبدالناصر كل هذا الحب من الناس رغم ما اتصف به؟ لأنه ملك الفلاحين الأراضي واهتم بالعمال وحقق العدالة الاجتماعية، ولم يسمح بإفلات رأس المال الفردي لكي ينتج عنه ظلم اجتماعي.. وأنا شخصياً من اسرة لولا أن عبدالناصر قرر مجانية التعليم لما كنت قد وصلت لما أنا فيه الآن، وهذا مجرد مثال علي ملايين من المصريين من هنا.. كنت تري أن أغنية يا جمال يا حبيب الملايين تذاع هذه الأغنية كانت صادقة جداً ومعبرة عن حب الناس له، ولم تكن من قبيل الدعاية.
نموذج آخر
وهل يمكن أن نشاهد نموذجاً آخر لعبدالناصر في ظل نظام الحكم الحالي؟
يمكن أن نراه حتي من واحد من الإخوان المسلمين.. المهم ألا يغلق رأسه علي مجموعة من المفاهيم.. وينفتح علي الناس وأحلامهم لذلك عليه فقط أن يحقق هذه الأحلام، ولسوف تحبك الناس وتجعلك كزعيم وساعتها، لا يهمك ولا يقف أمامك مجلس أعلي للقوات المسلحة ولا أية قوة أخري عندئذ تراه سوف يستمد قوته من الناس ولكن عندما تأخذ قوتك من الناس عليك أن تطمئن الناس بأنك معهم.. وحتي الآن أنا لم أر بوادر تثبت للناس أنه معهم.
تقسيم مصر
قيل وقد سمعت مثلما سمعنا أن أمريكا وبعض الدول الأوروبية هي التي دفعت بالتيار الإسلامي نحو الحكم لتحقيق مخططها بتقسيم مصر.. فما رأيك في ذلك؟
لا.. أنا لا أؤمن أبداً بالكلام المرسل.. وان مسألة أمريكا ودورها في دفع التيار الإسلامي للحكم في مصر.. وبالتالي لا ينبغي أن نصدقه مادامت لا توجد قرائن ودلائل عليه، وينبغي كذلك أن نرتفع عن هذا كله وأنا أقول إن هناك انتخابات قد تمت وهي انتخابات كانت نزيهة، علي ما شعرنا جميعاً ورأينا، وهذه الانتخابات هي التي أتت بالدكتور مرسي وبالمناسبة لم تكن الأصوات التي أنجحت مرسي هي أصوات الإخوان ولا أصوات التيار الإسلامي، لقد كانت فيها أصوات تيار مدني كبير جداً.. جداً من الذين صوتوا لمرسي وحتي لا يأتي أحمد شفيق باعتباره ممثلاً للنظام السابق.. وعلي هذا الأساس ان الذي أنجح مرسي هم كل المصريين وليس فريقا واحدا.. وبالتالي ينبغي أن يضع ذلك في اعتباره.. وأعود وأكرر مرة أخري أن الذين صوتوا للدكتور مرسي وربما عددهم يفوق أصوات التيار الإسلامي هم من المدنيين الذين صوتوا له كراهية في أن يأتي ممثل لنظام مبارك.
انحسار الثقافة
دعنا ننتقل من الحالة الحاضرة إلي حالة الثقافة ونسألك.. هل تشعر بانحسار الثقافة في ظل ما يعيشه الآن من انشغال الناس علي كل أطيافهم بالحياة السياسية؟
أولاً علينا أن نسأل أنفسنا ما هي الثقافة؟.. الثقافة هي منظومة تشترك فيها وزارات متعددة، وبالتالي فهي لا تعني وزارة الثقافة فقط، وإنما هي عمل من خلال منظومة تشارك في تنفيذها عدة وزارات.
وما موقع الثقافة السياسية داخل هذه المنظومة؟
الثقافة السياسية هي جزء من الثقافة في كل الأحوال، وهي جزء من الثقافة التي يتعلمها الطفل ابتداء من المدرسة الابتدائية وبالتالي يجب أن تقوم علي احترام حق الاختلاف واحترام التعددية وعدم احتكار فكر واحد لبقية الأفكار وأخيراً ضرورة الإيمان بالحوار.
وهل تري أن صوت الثقافة السياسية أصبح حالياً أكثر علواً من دونها من أنواع الثقافات الأخري؟
الثقافة الآن تحولت إلي سياسة وهذا طبيعي ويجب يخيفنا، وقد تحولت إلي سياسة لسبب بالغ البساطة.. وأنا في هذا السياق أتذكر أنني كنت مع أحد المقدمين لبرامج التليفزيون وعندما انتهي البرنامج سألته سؤالاً بسيطاً: لماذا لم نتحدث في الثقافة باعتبار أنني رجل مهتم بالشأن الثقافي فقال لي ببساطة وصدق.. إن السياسة تشغل الناس كلها الآن وهذا طبيعي جداً ولا أستنكره، وبالتالي فمن الطبيعي أن ينشغل الناس بالثقافة السياسية في مصر من هنا أقولك أنني لست قلقاً علي مستقبلها.
وجود خلل
هل تري أن انتعاش الثقافة السياسية يمثل تهديداً للإبداع الأدبي؟
إنه يعتبر علامة علي وجود خلل، ذلك لأن انتشار الثقافة السياسية وتغلبها علي كل شيء مؤشر يقول لنا إننا في حالة خلل وأن الناس في حالة من القلق علي مصيرها بسبب نظام حكم هي لم تثق فيه بعد.
وما موقع الابداع هنا؟
الإبداع أنا لا أخشي عليه لأن المبدعين كانوا يبدعون باستمرار حتي في أكثر عصور الظلم.
وهل ما نعاني منه سوف يساهم في دفع الابداع إلي الأمام أم سوف يساهم في تراجعه؟
لابد أولاً أن تعرف الناس أين نحن ذاهبون ومنهم المبدعون في كل مجال.. أين نحن ذاهبون، هل إلي سكة السلامة أم إلي سكة الندامة؟ ولا سكة اللي يروح ما يرجعش ولو عرفنا أننا سنذهب إلي سكة الندامة علي الأقل فإن المبدع سوف يعد العدة لذلك، حيث يتجهز وجدانياً وشعورياً إلي أن يبدع لمقاومة هذا.. ونرجو ألا ننسي أنه في عز سيطرة عبدالناصر وانتشار فكرة سجون في عصره.. خرجت علينا روايات وقصائد عديدة لمقاومة ذلك.
حالات إبداع
وما رأيك في الإبداع وازدهاره في ظل حكم التيار الإسلامي؟!.. وهل تخاف عليه؟
سوف يخلق حالة من حالات الإبداع ولكن سوف يقابله إبداع مقاومة وأريد أن أؤكد لك أن الإبداع نبعه لا ينضب ولا يجف علي الاطلاق فالابداع موجود طالما وجد الإنسان الذي يشعر ويحس ويقول لا: أما فيما يخص خوفي علي الإبداع فأقولك: لا أخاف عليه ليس في ظل التيار الإسلامي ولا حتي أيضاً في ظل التيار السلفي الوهابي لماذا لأن مؤسسات الدولة مدنية وعريقة ودعني أضرب لك هنا مثالاً واحداً أنت تري أن الجامعات المصرية هي أقدم من جماعة الاخوان المسلمين.. جامعة القاهرة مثلاً أقدم بعشرين عاماً من الجماعة هذه أسست في عام 9091 والجماعة في عام 8291.
وما مدلول ذلك؟
مدلوله هنا.. أن جامعة القاهرة هي مؤسسة من مؤسسات الدولة المدنية.. والدولة المدنية التي أسسها في حقيقة الأمر هو محمد علي.
وهل يمكن للإخوان أن يعترفوا بالدولة المدنية.. وأن اقامتها هو هدفهم؟
ياريت.. خذ مثلاً النموذج التركي.. والإخوان يحبون النموذج التركي ويرون أن مستقبلهم في تحقيق هذا النموذج وأنا أدعوهم كي يسعوا لتحقيق هذا النموذج، ونحن معهم فمن يكره أن تكون مصر مثل تركيا الآن؟ هذه الدولة التي حققت معدلات مذهلة في مجال التنمية وعلي فكرة لم تشغل نفسها بقضية الإسلام والدستور وغير ذلك.. وأريد أن تعرف أنه منذ أن وضع كمال أتاتورك الدستور التركي هذا الدستور لم يتغير فيه مادة إلا في أيام أردوغان، وحتي أردوغان نفسه لم يفكر بالاصطدام بالعسكر إلا أن تأكد أنه قد حقق من التنمية ما يجعل له جماهيرية كبيرة.
وهل يمكن لجماعة الإخوان أن تتنازل في ظل ضغوط الشارع المصري عن بعض الأهداف التي يسعون إلي تحقيقها؟ أم تري أن ذلك من المستحيل؟
عندما تزداد الضغوط وتصبح أنت مهدداً بالاقتلاع لأن الإخوان هم الآن في أخطر مرحلة من مراحل تاريخهم انهم الآن في الحكم وعندما تكون في الحكم، يا إما تقتنع بك الجماهير وتتبناك وإما تنصرف عنك.. وبالتالي عليهم أن يستفيدوا من درس لهم حدث قبل ذلك. درس البرلمان أو مجلس الشعب.. الجماهير وبالمناسبة قد انتخبتهم بحماسة شديدة وعندما جاءت بتجربة مجلس الشعب كانت تجربة مخيبة لآمال الناس في الشارع.. وكنت باسمع ذلك من سائق التاكسي ومن الناس البسطاء.. يا عم دول عملوا لنا إيه؟ كل اللي انشغلوا به مجموعة من القضايا والقوانين لا علاقة لها بمصالح الناس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.