جامعة القاهرة تكمل استعداداتها لبدء ماراثون امتحانات نهاية العام الجامعي لنحو 270 ألف طالب    رئيس النواب يفتتح أعمال الجلسة العامة    رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب    مفاجأة في سعر الدولار رسميا الآن في البنوك    أسعار المكرونة اليوم الأحد 19-5-2024 في أسواق ومحال في محافظة المنيا    صعود سعر الفراخ البيضاء الآن.. أسعار الدواجن اليوم الأحد 19-5-2024 للمستهلك (تحديث)    وزير التعليم العالي يلتقي بوفد جامعة إكستر البريطانية لبحث وتعزيز التعاون المُشترك    «جولدمان ساكس» يتوقع خفض المركزي المصري أسعار الفائدة 150 نقطة أساس    الأحد 19 مايو 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت اليوم    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يجري فحوصات طبية في قصر السلام    شرطة الاحتلال الإسرائيلية تعتقل عددا من المتظاهرين المطالبين بعزل نتنياهو    الأمور تشتعل.. التفاصيل الكاملة للخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي    إعلام روسي: هجوم أوكراني ب6 طائرات مسيرة على مصفاة للنفط في سلافيانسك في إقليم كراسنودار    مفاجأة في تشكيل الزمالك المتوقع ضد نهضة بركان بإياب نهائي الكونفدرالية    وصول بعثة الأهلي إلى مطار القاهرة بعد مواجهة الترجي    بحضور وزير الشباب والرياضة.. تتويج نوران جوهر ودييجو الياس بلقب بطولة CIB العالم للإسكواش برعاية بالم هيلز    بالأسماء.. التصريح بدفن ضحايا حادث تصادم الدائري بالقليوبية    موعد عيد الأضحى 2024 وجدول الإجازات الرسمية في مصر    حملات على حائزي المخدرات تضبط 40 قضية في الشرقية وجنوب سيناء    اختل توازنها.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الثالث بأوسيم    النيابة تحيل عصابة سرقة إطارات السيارات في الحي الراقي للمحاكمة    لهذا السبب.. صابرين تتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    أخبار جيدة ل«الثور».. تعرف على حظك وبرجك اليوم 19 مايو 2024    بيت الأمة.. متحف يوثق كفاح وتضحيات المصريين من أجل استقلال وتحرير بلادهم    منها «تناول الفلفل الحار والبطيخ».. نصائح لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة    كشف تفاصيل صادمة في جريمة "طفل شبرا الخيمة": تورطه في تكليف سيدة بقتل ابنها وتنفيذ جرائم أخرى    كوريا الجنوبية تستضيف وفدا أمريكيا لبحث تقاسم تكاليف نشر القوات الأمريكية    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    مسيرات حاشدة في باريس لإحياء ذكرى النكبة والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة    القناة الدولية الأهم التى تحمل القضية المصرية والعربية: أحمد الطاهرى: «القاهرة الإخبارية» صاحبة الرؤية الموضوعية فى ظل ما أفسده الإعلام العالمى    إقبال الأطفال على النشاط الصيفي بمساجد الإسكندرية لحفظ القرآن (صور)    «البحوث الإسلامية» يوضح أعمال المتمتع بالعمرة إلى الحج.. «لبيك اللهم لبيك»    حديث أفضل الأعمال الصلاة على وقتها.. الإفتاء توضح المعنى المقصود منه    الدفع بمعدات لإزالة آثار حريق اندلع في 10 أكشاك بشبرا الخيمة    «الصحة» توجه عدة نصائح مهمة للمواطنين بشأن الموجة الحارة    دراسة طبية تكشف عن وجود مجموعة فرعية جديدة من متحورات كورونا    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    برنامج واحد من الناس يواجه أحمد ماهر بابنه لأول مرة على قناة الحياة غداً الإثنين    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    ظاهرة عالمية فنية اسمها ..عادل إمام    خبير اقتصادي: صفقة رأس الحكمة غيرت مسار الاقتصاد المصري    الخارجية الروسية: مستقبل العالم بأسرة تحدده زيارة بوتين للصين    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    محمد يوسف: محمد صلاح عالمي وينبغي أن يعامله حسام حسن بشكل خاص    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    عماد النحاس: كولر أدار المباراة بشكل متميز.. وغربال كان متوترًا    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرجو ألا تكون خطابات الرئيس من باب الطمأنينة الدعائية!
رصاصة الإخوان لا تزال في جدار غرفة العقاد
نشر في الأخبار يوم 09 - 07 - 2012


د. عبداللطىف عبدالحلىم أثناء حواره مع » الأخبار«
وسط هذا الهدير السياسي الذي تعيشه مصر، وبعد أن جاءت إلينا الصناديق بأول رئيس مدني منتخب بطريقة ديمقراطية، أصبحت مصر علي أولي درجات سلم التقدم والديمقراطية، ولأنه لن يستقيم ذلك الا بمساعدة المثقفين الذين كانوا أداة من أدوات إشعال الثورة.. أردنا أن نتحدث عن مستقبل الثقافة في مصر، خاصة بعد العلو السياسي لجماعات الإسلام السياسي الذين ستثبت الأيام القادمة صدق نواياهم في تغير فكرهم والاعتراف بحرية الرأي والتعبير والدولة المدنية، أم سيظلون أسري لتاريخهم الذي لا يحمل إلا العداء لجماعات المثقفين..
وكان هذا الحوار مع الشاعر والناقد الادبي الكبير د. عبداللطيف عبدالحليم (أبو همام) الذي حكي لنا عن رؤيته لمستقبل الثقافة وعن أهم مواقف أستاذه العقاد مع جماعة الإخوان المسلمين..
ما رأيك في خطابات الطمأنة الأولي للرئيس المنتخب؟
هذه خطابات مطلوبة، ولا تزال مطلوبة، ولكن المشكلة في رأيي أن تصدق الأفعال الأقوال، بمعني أن تدخل هذه الطمأنينات إلي حيز التنفيذ، فعليه أن يقول ما يشاء، لكن علي أن أنتظر الواقع، وفي الحقيقة إن وعود الإخوان المسلمين منذ سنوات طويلة، وفي الأيام الأخيرة بالذات، كانت تناقض الأفعال أقوالهم في كل المراحل، فهم قالوا من البداية إنه لن يكون لنا إلا ثلاثون بالمائة في البرلمان، ثم أخذوا أغلب المقاعد تقريبا، وفي الشوري أيضا، وقالوا لن نقدم مرشحا رئاسيا ونقضوا وعودهم، أنا أرجو ألا تكون هذه الطمأنينات من قبيل الدعاية الانتخابية التي مارسها الإخوان قبل نجاح د. محمد مرسي. أما وقد نجح فعلينا ان ننتظر، وعليه الا يسرف في وعوده، وفي طمأنته كثيرا، لأن الواقع هو الذي يحقق ما وعد به.
وهل تري أن الإخوان يسعون الي تجميع السلطة في أيديهم؟
أنا لم أقل هذا، لكن هم يسعون سعيا حثيثا إلي السلطة وهذا حقهم المشروع، كما أنه من حق أي حزب آخر أن يسعي إلي السلطة، والاحزاب صنعت لهذا، يسعي إلي السلطة، نعم، وحين تكون السلطة في يده أصبح مسئولا مسئولية مباشرة أمام حساب الناس وحساب التاريخ، وهم يعرفون أن الذين سبقوهم كان مآلهم سيئا، فعليه أن يعي أولا هو أن التاريخ لا يرحم، وأن الناس غير ما كانوا عليه قبل 52 يناير، الناس الآن مختلفون، ويطالبون ومطالبهم مشروعة، ومطامحهم بعيدة جدا، لكن عليه ان يراعي كل هذا في تصرفاته وفي خطاباته.
ولكن كيف ينسي الناس تاريخ الإخوان، الدموي في بعض مراحله، ويصدقون كلمات عن دولة مدنية مرتقبة؟!
أرجو ألا أكون مخطئا حين أقول إن التاريخ السري والعلني للإخوان المسلمين منذ بدايات بعيدة، من أيام النشأة، ليس ناصع البياض ولا أبيض حتي، ولذلك كانت هناك خطط سرية للاغتيالات، ونحن نعرف الخازندار ومقتل النقراشي، وأشياء كثيرة في الحقيقة، وسيد قطب حين دعا الي الحاكمية، ووقتها لم يكونوا في السلطة، أما وقد أصبحوا في السلطة والحكم وإذا لم يتخلوا عن هذا التاريخ الاسود بكل مراحله، فعليهم أن ينتظروا عاقبة وخيمة جدا.
كنت أحد تلاميذ العقاد المقربين.. فهل تحكي لنا عن تجربته مع الإخوان؟
الحقيقة أن تجربة الاستاذ العقاد مع الإخوان تجربة سيئة للغاية، لأن العقاد يقول: »الفكر بالفكر والجريمة بالعقاب« فحين يقولون فكرا فإنني أحارب هذا الفكر بالفكر، وإذا ألفوا كتابا أرد عليهم بكتاب، لكن أن يتخلوا عن الفكر وأن يحملوا السلاح فإن الجريمة بالعقاب، وهناك جرائم ارتكبها الإخوان كثيرة، وأذكر حتي هذه اللحظة وتستطيعون أن تصوروا ذلك في بيت العقاد في الغرفة الشرقية خلف البيت، والعقاد حينما كتب عن حسن البنا كتب كتابات شديدة جدا في »الأساس« ولم يقل الإخوان المسلمين وسماهم »خوان المسلمين« وحذف الهمزة وكتاباته في »الأساس« موجودة وعندي كثير من هذه المقالات، والحقيقة ان الاستاذ رجاء النقاش في كتابه »العقاد بين اليمين واليسار« وهو كتاب لي عليه ملاحظات شديدة جدا من هنا حتي الصباح، لكنه جاء ببعض الفقر من مقالات العقاد وخصوصا في جريدة الاساس، فحين قتلوا النقراشي هاجمهم العقاد هجوما شديدا للغاية، وأثر الرصاصة التي أطلقوها لاغتيال الاستاذ العقاد لا يزال أثرها في الشباك في الحجرة الشرقية وطلبت من الورثة الا يسدوا هذا الفجوة مكان الرصاصة، ولحسن الحظ أن العقاد حين يرد علي الهاتف كان يرد واقفا وفي هذه اللحظة بالذات جلس العقاد، فمرقت الرصاصة من فوقه ولا يزال أثرها باقيا، وهذا في رأيي يدل علي هذه الجرائم الشديدة، والإخوان يدعون حقا لم يقل به الله سبحانه، فالله وهو خالق البشر لا يعاقب احدا الا بحساب، أما هم فإنهم لا يحاسبون أحدا وإنما يقتلون.. وهذه قضية خطيرة، وينبغي ان يراجع الاخوان انفسهم كثيرا خصوصا بعد ان اصبحوا في دست الحكم والمحك الان ان يتخلوا عن تاريخهم واذا حدث فبها ونعمت، والا فان عاقبتهم ستكون أوخم من عاقبة مبارك ولست ادري ماذا تعني »الاخوان المسلمون« فانا لست عضوا معهم وكذلك انت وفلان وفلان فهل يعني هذا اننا غير مسلمين فالقضية ان التسمية نفسها خطأ، فلا يصح ان اقول الاخوان المصريون او الاخوان الكاثوليك فهذا كله لغو ولا ينبغي الاخذ به علي الاطلاق، وكانت مصر طوال تاريخها نموذجا للتسامح والاعتدال.
ولكن قد يعترض بعض الاخوان ويقول انهم اكثر الفئات تعرضا للتنكيل والتعذيب من السلطة الحاكمة فما رأيك في ذلك؟
هم كانوا السبب وهم مع السلطة دائما فالانقلاب العسكري الذي قام به عبدالناصر وانا لا اسميه ثورة بالمناسبة كان بالاتفاق مع الاخوان المسلمين وكانوا ضلعا مهما فيه، لكنهم ارادوا الاستحواذ كما يحدث الان فحدثت مشادات وصراع علي السلطة ومن هنا كان الصراع الدامي مع عبدالناصر، طبعا السادات كان مختلفا، ثم كان ما حدث مع مبارك.
الغاء وزارة
هل تري ان تخاذل المثقفين ادي الي خلو الساحة لجماعات الاسلام السياسي؟
في الحقيقة كلمة المثقفين اصبحت كلمة مطاطة جدا فمن هم جماعة المثقفين الان الذين يطفون علي السطح ليسوا هم المثقفين، انما هم طلاب مغانم وطلاب مصالح، والمثقفون الحقيقيون مبعدون عن الساحة وعن التأثير والذين يتصدرون الان الساحة ليسوا هم اهلا للثقافة وليسوا مثقفين ولذلك انا من ضمن اقتراحاتي ان تلغي وزارة الثقافة وكل البلاد التي زرتها ليست بها وزارة للثقافة الا البلاد المتخلفة لانهم يريدون ثقافة موجهة لخدمة النظام. والثقافة ايام الملكية كانت افضل مائة مرة من الان وانا لست من دعاة الرجوع الي الماضي ونحن نقول الان نهضة الستينيات وهذه النهضة قام بها المثقفون من العهد الملكي والانقلاب او ثورة يوليو، لم يصنع مثقفين الا قلة صادقة وانا اقول هذا وانا احد هؤلاء الناس ومن الجيل الذي شهد فترة صغيرة من حياته في عهد الملكية ثم نجيب ثم عبدالناصر والسادات ومبارك وحتي هذه اللحظة، فالثقافة في انحدار شديد كانت عندنا مجلات وكانت عندنا ثقافة ونقد ومسرح وسينما وثقافة رفيعة المستوي، ولم يكن عندنا وزارة ثقافة وكانت لدينا مجلة الرسالة التي لا يمكن لوزارة الثقافة ان تصدر ما يوازيها وكذلك مجلة الثقافة التي اصدرها الزيات واحمد امين.
ما مدي صحة المقولة التي تقول ان الشعر لم يكن مواكبا لاحداث الثورة؟
الحقيقة ان الثورة يا صديقي تحتاج الي اختمار، فالكلام الذي كتب انما كان من قبيل الاناشيد والدعايات، اما الثورة فتحتاج الي بصر وإلي تأمل والذي حدث من انتكاسات للثورة وركوب لموجتها هو الذي افشل الي حد كبير النهضة المرجوة والتقدم الذي كنا نأمله لها، انتظر الشعر بعد ذلك ولا تنتظره مواكبا للثورة في التو واللحظة، والذي يقال في هذه الفترة هو الخطب والمقالات، حتي من يسمون مسرح الثورة الخ، فهذا نسميه »فطير« وليس هو الفطير الذي نأكله لكن الفطير بمعني غير المختمر والمختمر هو الذي وراءه روية ووراء تأمل.
وقود الثورة
ما وظيفة الشعر اذن ان لم تكن التعبير اللحظي عن حدث مثل 25 يناير؟
الشعر ليس مطالبا ان يواكب الاحداث، وانما الشعر ينبه للاحداث ولذلك قلت في بعض بحوثي ان الشعر الذي قبل 25 يناير هو الذي ارث واشعل الثورة، وهناك قصائد كثيرة وروايات ومسرحيات كلها غضب علي العهد الذي كنا نحياه منذ عبدالناصر.. كل هذا كان وراءه جمر متقد اشعل ثورة 25 يناير.
كيف يكون الشعر هو الذي اشعل الثورة؟
هذه قضية صعبة فيما يتصل بقراءة الشعر، لانها تحتاج الي روية معينة وهناك اشياء يسمعها ويشاهدها المشاهد في المسرح وقصائد تقرأ وتكتب فالشعراء والفنانون والمثقفون عموما هم وقود للثورة، لانهم الذين يشعلونها والجماهير تبع لهم، وانا اقصد ان الطبقة المثقفة هي التي تحرك الجماهير لانه ليس من المتصور ان يأتي جاهل ويقول اريد ان اصنع ثورة.
ماذا تطلب من الرئيس الجديد لاخراج الثقافة من وهدتها ونفقها المظلم؟
هناك مطالب كثيرة جدا عليه اولا ان يلغي وزارة الثقافة وان يهتم اكثر بما يسمي بالمجالس القومية المتخصصة التي صنعها السادات لان بها صفوة المثقفين من ابناء هذه الامة في كل الفروع وبها لجان وشعب كثيرة جدا عليه ان يهتم لاننا وانا عضو فيها منذ سنوات كثيرة نكتب للنهضة وللثقافة وللفكر وللسياسة ومع ذلك كانت توضع علي الارفف، واظنها قد احترقت الان لانها كانت في مقر الحزب الوطني علي الكورنيش هذه واحدة.. الواحدة الثانية ان يشجع الجمعيات الاهلية الثقافية فاذا كانت لدينا هيئات ثقافية كالمجلس الاعلي للثقافة فعليه ان يقوم بدور اكبر مما هو منوط به الان ان يصدر مجلات جيدة وكذلك هيئة الكتاب عليها ان تصدر مجلات وان تكون ارخص ثمنا مما هو موجود الان، لانه من يستطيع ان يشتري مجلة يزيد سعرها علي عشرة جنيهات فيجب ان تكون في مستوي الطالب العادي، وعلي الرئيس ان يعي ان للمثقفين وللثقافة دورا مهما في انعاش الحياة السياسة قبل الثقافية.
غضب عدد كبير من المثقفين لان الرئيس لم يذكرهم في خطاباته مع انه ذكر اصحاب التكاتك ما تعليقك؟
وانا انضم الي هذا الفريق الغاضب في الحقيقة واعلن غضبتي الشديدة علي اهمال هذا الدور وكنت اتوقع من استاذ جامعي تبوأ منصب الرئاسة ان يكون المثقفون في عينه وفي قلبه اولا، لانه بدون المثقفين لا يستطيع ان يذيع فكره وثقافته وسياسته، اما عدم ذكرهم علي هذه الصورة هو نوع من تملق الجماهير المهمشة، عليه ان يخاطبهم ايضا لكن عليه ان يخاطب عقل مصر وعقل مصر هو اغلي ما تملك حتي هذه اللحظة ومصر لا تملك موارد اخري كثيرة مثل البلاد النفطية مثلا ولكنها تملك عقولا وتملك فكرا للاسف لم يتطرق اليه رئيس الجمهورية.
يظن الكثيرون ان المرأة كانت الخاسر الاكبر من الثورة المصرية ما تعليقك وهل تتوقع لها دورا اكبر في ظل الدستور الجديد؟
انا ارجو لكني لا اتوقع بسبب ان اخواننا في مجلس الشعب المنحل كانت لهم مطالب غريبة جدا يذهبون الي الختان ويقولون بزواج الفتاة اذا بلغت 12 عاما كيف هذا؟ فكيف يكون عاقلا من يطالب بهذه الاشياء وليس نائبا عن الامة الذي ينبغي ان يكون صفوة الامة ويعبر تعبيرا حقيقيا عن الناس انما ما رأيناه من اهتمام باشياء تؤخر وليست جوهرية كالسياسة والفكر والاقتصاد والحمد لله ان تم حل هذا المجلس وينبغي ان يتريث الناس كثيرا حين يختارون نوابهم مرة اخري.
ولكن هذا المجلس الذي تعيب عليه جاء بانتخابات ديمقراطية بشهادة الجميع؟.
انا مع الصناديق ولا اعترض عليها ولكن كيف جاءت هذه الاصوات الي الصناديق ان هذه الجماهير المحتشدة امام الصناديق مرشوة في اغلبها ومخدوعة في الاغلب الاعم، وليست هذه هي مصر اطلاقا التي تختار السلفيين والاخوان المسلمين الذين دخلوا عن طريق العاطفة الدينية والاهتمام ببسطاء الناس »الزيت والسكر واللحوم والملابس« والسلاسل البشرية التي رأيناها ولم نرها في اي مكان بالعالم.
وكيف تفسر موقف الرئيس المنتخب الذي اقسم علي احترام القانون واتباعه في الميدان يرفضون حكم المحكمة الدستورية؟
هو عليه الا يستمع لمثل هذه الاصوات لانها اصوات منكرة جدا وللحقيقة ان الرجل كان ذكيا حين اقسم امام المحكمة الدستورية ولو لم يفعل هذا لفقد الشرعية، وعلي اخواننا في ميدان التحرير ان يحترموا احكام القضاء والا ينساقوا وإلا فالفوضي قادمة بهذه الصورة.
تحية للعسكري
وما رأيك في اداء المجلس العسكري طوال الفترة الانتقالية؟
في الحقيقة اداء المجلس تراوح بين الانضباط الجيد، والاهمال الجيد ايضا اذا صح هذا التعبير اهملوا اشياء كثيرة جدا وتواطأوا كثيرا لكن هم جاءوا في ظروف اقسي، وينبغي ألا نخلي الناس من عواطفهم ومشاعرهم فهم كانوا تلاميذ لمبارك ولا يمكن ان يكونوا سيفا قاطعا وباترا في لحظة، عليهم ان نأخذهم بالتدريج، وفي الحقيقة هم ادوا دورا مهما جدا سوف يذكره لهم التاريخ، فالمجلس العسكري كان في وسعه ان اراد ان يقوم بانقلاب عسكري وتنضغط الناس وتقبل رغما عن انفها، لكنه لم يضع هذا وكان في يده، وانا احيي المجلس العسكري لانه صنع هذا الصنيع.
كأستاذ جامعي ما أهم مطالب الجامعيين من الرئيس المنتخب؟
المطالب كثيرة جدا اولها الاهتمام بالعلم والاهتمام بالطالب وعندنا اكداس مكدسة في الجامعات ولم يعد عندنا تعليم مجاني في الجامعة واصبح لدينا جامعات خاصة وجامعة كندية وفرنسية والامريكية من قديم، وهذه ضد التعليم المصري وانا مع من يريدون تعلم اللغات ولكن ان تكون لدينا جامعات بهذه الصورة فهذا شيء من اغرب ما يمكن، فالجامعات الحكومية مهمشة وضعيفة وليس هناك اهتمام علمي بالطالب وكذلك الاهتمام بالاساتذة الذين كانوا اسبق من القضاة فيما يتصل بالرواتب، وانا اذكر في سنة 70 التي عينت فيها معيدا ان مطالب القضاة كانت ان يتساووا مع اساتذة الجامعة ثم جاء علينا الدور الان لنقول علينا ان نتساوي بوكلاء النيابة وليس القضاة، وعلينا هنا ان نشجع البحث العلمي وان نرصد له ميزانية ضخمة وان ننحي الخاملين من الاساتذة عن الجامعة وان يثاب المجتهد ويعاقب الكسول والخامل.
مستقبل الحرية
ما رؤيتك لمستقبل حرية الفكر والابداع وسط هذا الهدير لجماعات الاسلام السياسي؟
انا ضد اي مصادرة للابداع حتي ولو تجاوز، الابداع المتجاوز يعالج بنقد فقط ولا يحول للقضاء، واليك هذا: فبعض الناس الذين يكتبون ليس في وسعهم ان ينقدوا رئيسهم المباشر، لكن في وسعهم ان ينقدوا الله سبحانه وتعالي ويجدفون فيه، لانهم يريدون الشهرة وصدقني اذا سكت النقاد والجماعات الاسلامية التي تتصيد لهم هذه الاشياء لماتوا بالسكتة الفنية حتي كبارهم فلو لم يهتم القضاء بكتاب طه حسين في الشعر الجاهلي لمر كأي كتاب آخر
اعلم ان لك مدرستك الادبية ولكن الا تري ان هناك خلطا شديدا بين الاجناس الادبية الموجودة علي الساحة الان؟
المسألة باختصار شديد ان العرب كانت لديهم عقول تضبط الاشياء عندنا شعر وعندنا رجز وعندنا طبقة شعراء وطبقة رجاز وعندما صنع ابوالعلا المعري كتابه رسالة الغفران جعل للرجاز مكانا ضئيلا وقال لهم قصرتم ايها النفر فقصر معكم ،وعندنا بعد ذلك الموشحات التي جاءت بالاندلس كانوا يسمون صاحبها وشاحا، ولم يسموه شاعرا والذي يجمع بين اللونين يسمي وشاحا شاعرا او شاعرا وشاخا اما الزجل فابن قزمان نفسه اعترف وقال لم استطع ان اناصي ابن دراج وان حمديس وابن زيدون فوجدت سبيلا آخر وهو الزجل فسمي نفسه زجالا ومجموعة من الزجالين بقوا في تاريخ الادب لانهم عرفوا حدود الفن الذي يبدعونه، ونحن الان خلطنا بين كل هذه الاشياء ويقولون تداخل الاجناس وهي كذبة من الاكاذيب التي يتذرع بها النقاد الان لخلط الاشياء، وانا في رأيي ان الشعر الموزون المقفي هو الشعر الذي يستحق ان يبقي لانه يعبر عن هذه اللغة التي نعتها العقاد بانها لغة شاعرة، اما الذين يكتبون العامية فهم محليون
أين الأدب القضائي
بعد ان اصبحت المحاكمات علنية وخطأ بعض القضاة في النطق بلغة عربية سليمة شعر الكثيرون ان هناك ازمة تعيشها اللغة العربية الان ما تعليقك؟
ليست هناك ازمة في اللغة وانما الازمة في اصحاب اللغة، فالدين ليس به ازمة ولكن المسلمين هم اصحاب الازمة وكذلك اللغويون هم اصحاب ازمة اللغة ونحن ليس لدينا تعليم حقيقي، وكنا قديما نتعلم اللغة العربية الفصحي من خطباء المساجد والخطباء الان لا يحفظون القرآن واختلطت مخارج الحروف لديهم، والقضاة كانوا نموذجا يحتذي ونحن لدينا الادب القضائي العالي لكن اين هو الان كان القضاة يدرسون اللغة ولدينا مشايخ كبار في القضاء مثل الشيخ محمد ابوزهرة هؤلاء كانوا يعلمون الناس، ولدينا مكرم عبيد المحامي الذي كان يقرأ القرآن ويحفظه وهو مسيحي ولن يعود الوجه الحقيقي لهذه الامة الا بحفظ القرآن الكريم لانه يقوم اللسان وكان لدينا مشروع في دار العلوم ان نقوم بتدريس الادب القضائي في كليات الحقوق وبعضنا ذهب بالفعل الي التدريس ولكن لم يطق الطلاب ان يدرسوا مادة زائدة عن المقرر وانتهي المشروع بالفشل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.