رئيس جامعة قناة السويس يتفقد كليات التربية والطب والتجارة مع بداية الدراسة    برواتب تصل 16 ألف جنيه.. طريقة التقديم على وظائف وزارة الشباب والرياضة 2025    النيابة العامة تكرم أعضاءها وموظفيها المتميزين على مستوى الجمهورية| صور    إعلام إسرائيلي: انطلاق مسيرة متظاهرين نحو منزل نتنياهو في القدس المحتلة    ترامب محذرًا أفغانستان: إن لم تعد «قاعدة باجرام» لسيطرتنا ستحدث «عواقب وخيمة»    البرلمان العربي: انتخاب السعودية لمجلس محافظي الطاقة الذرية مكسب عربي    السعودية تؤكد أن قضية فلسطين تأتي على رأس أولوياتها    استعدادًا للمونديال.. خماسية ودية لشباب مصر في سان لويس قبل «تجربة كاليدونيا»    داخل شقته بدمنهور .. رائحة كريهة تقود الأهالي للعثور على جارهم متوفيًا    وزير السياحة والآثار عن سرقة أسورة المتحف المصري: الله يسامحه اللي سرب الخبر    إصابة 3 أشخاص إثر حادث تصادم جرار زراعى وسيارة ملاكى بكفر الشيخ    خطوات استخراج بدل تالف لرخصة القيادة عبر موقع المرور    السعودية تفوز باستضافة مسابقة إنترفيجن العالمية للموسيقى في 2026    مصدر في الزمالك يكشف حقيقة هروب شيكو بانزا    مصدر يكشف موقف إمام عاشور من مباراة الأهلي أمام حرس الحدود    لانس يوقف انتصارات ليل بفوز ساحق في الدوري الفرنسي    منتخب مصر للشباب يفوز بخماسية في أولى مبارياته الودية استعدادا للمونديال    فالنسيا يفوز على أتلتيك بيلباو 2-0 في الدوري الإسباني    شعبة الخضراوات عن جنون أسعار الطماطم: هترتفع تاني حتى هذا الموعد    اليوم، ختام التسجيل في مرحلة تقليل الاغتراب لطلاب الشهادات المعادلة    الهيئة العامة للاستعلامات: قواتنا في سيناء تستهدف تأمين الحدود ضد كل المخاطر    أسامة الدليل: حماس وإسرائيل متفقان على تهجير الفلسطينيين.. ومصر ترفض انتهاك سيادتها    وفاة شخص وإصابة آخر بطلق ناري خلال مشاجرة بدلجا بالمنيا    الأمن يفحص فيديو التعدي على ممرضة وإصابتها بجرح ذبحي وسرقة هاتفها بالمنوفية    قبل ساعات من بدء فصل الخريف، الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الأحد    الأطباء تدعو أعضاءها للمشاركة في انتخابات التجديد النصفي    بعد 9 سنوات من المنع.. صورة افتراضية تجمع حفيد الرئيس مرسي بوالده المعتقل    برأهم قاض امريكي.. الانقلاب يسحب الجنسية من آل السماك لتظاهرهم أمام سفارة مصر بنيويورك!    مظهر شاهين: أتمنى إلقاء أول خطبة في مسجد عادل إمام الجديد (تفاصيل)    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأحد 21 سبتمبر 2025    عيار 21 الآن يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب تنخفض 320 للجنيه اليوم بالصاغة (آخر تحديث)    أسعار الأدوات المدرسية فى أسيوط اليوم الأحد    التبادل التجاري بين مصر وسنغافورة يسجل 137 مليون دولار خلال النصف الأول من 2025    محافظ كفر الشيخ: إنشاء 3 أسواق حضرية تضم 281 باكية لنقل الباعة الجائلين    تحطيم «الفص» وإخفاء الأثر.. تفاصيل جديدة في تحقيقات سرقة إسورة ذهبية من المتحف المصري    12 معلومة عن النائبة الهولندية إستر أويهاند بعد ارتدائها علم فلسطين: أسست حزبًا اسمه «من أجل الحيوانات» وتحتفظ بمقعدها البرلماني منذ 19 عامًا    حسام الغمري: خبرة بريطانيا التاريخية توظف الإخوان لخدمة المخططات الغربية    10 معلومات عن مي كمال الدين طليقة أحمد مكي: طبيبة تجميل تحب الحيوانات وتعتبر والدتها سندها الأساسي    ندوة «بورسعيد والسياحة» تدعو لإنتاج أعمال فنية عن المدينة الباسلة    قلق بشأن الوالدين.. حظ برج الجدي اليوم 21 سبتمبر    بيلا حديد تعاني من داء لايم.. أسباب وأعراض مرض يبدأ بلدغة حشرة ويتطور إلى آلام مستمرة بالجسم    ميلان يكتسح أودينيزي بثلاثية ويواصل مطاردة صدارة الكالتشيو    وزير الشؤون النيابية يستعرض حصاد الأنشطة والتواصل السياسي    تفاصيل لقاء اللواء محمد إبراهيم الدويرى ب"جلسة سرية" على القاهرة الإخبارية    حسام الغمري: التطرف الإخواني خرج من رحم المشروع الصهيوني    روني سالا الرئيس التنفيذى لمجموعة «بيريل أرت»: بطولة «إيزى كارت مصر» حققت تقدمًا ملحوظًا في مستوى الأداء    محمد طعيمة ل"ستوديو إكسترا": شخصيتي في "حكاية الوكيل" مركبة تنتمي للميلودراما    حسام الغمري ل ستوديو إكسترا: التطرف الإخواني خرج من رحم المشروع الصهيوني    «البحيرة» تحتفل بعيدها القومي وذكرى الانتصار على «حملة فريزر»    مستشار الرئيس للصحة: زيادة متوقعة في نزلات البرد مع بداية الدراسة    من فيينا إلى الإسكندرية.. "ملك السندوتشات" حكاية الخبز الأكثر شعبية فى مصر    عالم أزهري يوضح سبب ذكر سيدنا إبراهيم في التشهد    مواقيت الصلاة اليوم السبت 20سبتمبر2025 في المنيا    على هامش فعاليات مؤتمر ومعرض هواوي كونكت 2025.. وزير الصحة يلتقي مسئولي «ميدبوت» للتعاون في تطوير التكنولوجيا الطبية والجراحة الروبوتية ( صور )    موعد صلاة العصر.. ودعاء عند ختم الصلاة    بالصور.. تكريم 15 حافظًا للقرآن الكريم بالبعيرات في الأقصر    المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل تستهدف 12 مليون مواطن    دعاء كسوف الشمس اليوم مكتوب كامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرجو ألا تكون خطابات الرئيس من باب الطمأنينة الدعائية!
رصاصة الإخوان لا تزال في جدار غرفة العقاد
نشر في الأخبار يوم 09 - 07 - 2012


د. عبداللطىف عبدالحلىم أثناء حواره مع » الأخبار«
وسط هذا الهدير السياسي الذي تعيشه مصر، وبعد أن جاءت إلينا الصناديق بأول رئيس مدني منتخب بطريقة ديمقراطية، أصبحت مصر علي أولي درجات سلم التقدم والديمقراطية، ولأنه لن يستقيم ذلك الا بمساعدة المثقفين الذين كانوا أداة من أدوات إشعال الثورة.. أردنا أن نتحدث عن مستقبل الثقافة في مصر، خاصة بعد العلو السياسي لجماعات الإسلام السياسي الذين ستثبت الأيام القادمة صدق نواياهم في تغير فكرهم والاعتراف بحرية الرأي والتعبير والدولة المدنية، أم سيظلون أسري لتاريخهم الذي لا يحمل إلا العداء لجماعات المثقفين..
وكان هذا الحوار مع الشاعر والناقد الادبي الكبير د. عبداللطيف عبدالحليم (أبو همام) الذي حكي لنا عن رؤيته لمستقبل الثقافة وعن أهم مواقف أستاذه العقاد مع جماعة الإخوان المسلمين..
ما رأيك في خطابات الطمأنة الأولي للرئيس المنتخب؟
هذه خطابات مطلوبة، ولا تزال مطلوبة، ولكن المشكلة في رأيي أن تصدق الأفعال الأقوال، بمعني أن تدخل هذه الطمأنينات إلي حيز التنفيذ، فعليه أن يقول ما يشاء، لكن علي أن أنتظر الواقع، وفي الحقيقة إن وعود الإخوان المسلمين منذ سنوات طويلة، وفي الأيام الأخيرة بالذات، كانت تناقض الأفعال أقوالهم في كل المراحل، فهم قالوا من البداية إنه لن يكون لنا إلا ثلاثون بالمائة في البرلمان، ثم أخذوا أغلب المقاعد تقريبا، وفي الشوري أيضا، وقالوا لن نقدم مرشحا رئاسيا ونقضوا وعودهم، أنا أرجو ألا تكون هذه الطمأنينات من قبيل الدعاية الانتخابية التي مارسها الإخوان قبل نجاح د. محمد مرسي. أما وقد نجح فعلينا ان ننتظر، وعليه الا يسرف في وعوده، وفي طمأنته كثيرا، لأن الواقع هو الذي يحقق ما وعد به.
وهل تري أن الإخوان يسعون الي تجميع السلطة في أيديهم؟
أنا لم أقل هذا، لكن هم يسعون سعيا حثيثا إلي السلطة وهذا حقهم المشروع، كما أنه من حق أي حزب آخر أن يسعي إلي السلطة، والاحزاب صنعت لهذا، يسعي إلي السلطة، نعم، وحين تكون السلطة في يده أصبح مسئولا مسئولية مباشرة أمام حساب الناس وحساب التاريخ، وهم يعرفون أن الذين سبقوهم كان مآلهم سيئا، فعليه أن يعي أولا هو أن التاريخ لا يرحم، وأن الناس غير ما كانوا عليه قبل 52 يناير، الناس الآن مختلفون، ويطالبون ومطالبهم مشروعة، ومطامحهم بعيدة جدا، لكن عليه ان يراعي كل هذا في تصرفاته وفي خطاباته.
ولكن كيف ينسي الناس تاريخ الإخوان، الدموي في بعض مراحله، ويصدقون كلمات عن دولة مدنية مرتقبة؟!
أرجو ألا أكون مخطئا حين أقول إن التاريخ السري والعلني للإخوان المسلمين منذ بدايات بعيدة، من أيام النشأة، ليس ناصع البياض ولا أبيض حتي، ولذلك كانت هناك خطط سرية للاغتيالات، ونحن نعرف الخازندار ومقتل النقراشي، وأشياء كثيرة في الحقيقة، وسيد قطب حين دعا الي الحاكمية، ووقتها لم يكونوا في السلطة، أما وقد أصبحوا في السلطة والحكم وإذا لم يتخلوا عن هذا التاريخ الاسود بكل مراحله، فعليهم أن ينتظروا عاقبة وخيمة جدا.
كنت أحد تلاميذ العقاد المقربين.. فهل تحكي لنا عن تجربته مع الإخوان؟
الحقيقة أن تجربة الاستاذ العقاد مع الإخوان تجربة سيئة للغاية، لأن العقاد يقول: »الفكر بالفكر والجريمة بالعقاب« فحين يقولون فكرا فإنني أحارب هذا الفكر بالفكر، وإذا ألفوا كتابا أرد عليهم بكتاب، لكن أن يتخلوا عن الفكر وأن يحملوا السلاح فإن الجريمة بالعقاب، وهناك جرائم ارتكبها الإخوان كثيرة، وأذكر حتي هذه اللحظة وتستطيعون أن تصوروا ذلك في بيت العقاد في الغرفة الشرقية خلف البيت، والعقاد حينما كتب عن حسن البنا كتب كتابات شديدة جدا في »الأساس« ولم يقل الإخوان المسلمين وسماهم »خوان المسلمين« وحذف الهمزة وكتاباته في »الأساس« موجودة وعندي كثير من هذه المقالات، والحقيقة ان الاستاذ رجاء النقاش في كتابه »العقاد بين اليمين واليسار« وهو كتاب لي عليه ملاحظات شديدة جدا من هنا حتي الصباح، لكنه جاء ببعض الفقر من مقالات العقاد وخصوصا في جريدة الاساس، فحين قتلوا النقراشي هاجمهم العقاد هجوما شديدا للغاية، وأثر الرصاصة التي أطلقوها لاغتيال الاستاذ العقاد لا يزال أثرها في الشباك في الحجرة الشرقية وطلبت من الورثة الا يسدوا هذا الفجوة مكان الرصاصة، ولحسن الحظ أن العقاد حين يرد علي الهاتف كان يرد واقفا وفي هذه اللحظة بالذات جلس العقاد، فمرقت الرصاصة من فوقه ولا يزال أثرها باقيا، وهذا في رأيي يدل علي هذه الجرائم الشديدة، والإخوان يدعون حقا لم يقل به الله سبحانه، فالله وهو خالق البشر لا يعاقب احدا الا بحساب، أما هم فإنهم لا يحاسبون أحدا وإنما يقتلون.. وهذه قضية خطيرة، وينبغي ان يراجع الاخوان انفسهم كثيرا خصوصا بعد ان اصبحوا في دست الحكم والمحك الان ان يتخلوا عن تاريخهم واذا حدث فبها ونعمت، والا فان عاقبتهم ستكون أوخم من عاقبة مبارك ولست ادري ماذا تعني »الاخوان المسلمون« فانا لست عضوا معهم وكذلك انت وفلان وفلان فهل يعني هذا اننا غير مسلمين فالقضية ان التسمية نفسها خطأ، فلا يصح ان اقول الاخوان المصريون او الاخوان الكاثوليك فهذا كله لغو ولا ينبغي الاخذ به علي الاطلاق، وكانت مصر طوال تاريخها نموذجا للتسامح والاعتدال.
ولكن قد يعترض بعض الاخوان ويقول انهم اكثر الفئات تعرضا للتنكيل والتعذيب من السلطة الحاكمة فما رأيك في ذلك؟
هم كانوا السبب وهم مع السلطة دائما فالانقلاب العسكري الذي قام به عبدالناصر وانا لا اسميه ثورة بالمناسبة كان بالاتفاق مع الاخوان المسلمين وكانوا ضلعا مهما فيه، لكنهم ارادوا الاستحواذ كما يحدث الان فحدثت مشادات وصراع علي السلطة ومن هنا كان الصراع الدامي مع عبدالناصر، طبعا السادات كان مختلفا، ثم كان ما حدث مع مبارك.
الغاء وزارة
هل تري ان تخاذل المثقفين ادي الي خلو الساحة لجماعات الاسلام السياسي؟
في الحقيقة كلمة المثقفين اصبحت كلمة مطاطة جدا فمن هم جماعة المثقفين الان الذين يطفون علي السطح ليسوا هم المثقفين، انما هم طلاب مغانم وطلاب مصالح، والمثقفون الحقيقيون مبعدون عن الساحة وعن التأثير والذين يتصدرون الان الساحة ليسوا هم اهلا للثقافة وليسوا مثقفين ولذلك انا من ضمن اقتراحاتي ان تلغي وزارة الثقافة وكل البلاد التي زرتها ليست بها وزارة للثقافة الا البلاد المتخلفة لانهم يريدون ثقافة موجهة لخدمة النظام. والثقافة ايام الملكية كانت افضل مائة مرة من الان وانا لست من دعاة الرجوع الي الماضي ونحن نقول الان نهضة الستينيات وهذه النهضة قام بها المثقفون من العهد الملكي والانقلاب او ثورة يوليو، لم يصنع مثقفين الا قلة صادقة وانا اقول هذا وانا احد هؤلاء الناس ومن الجيل الذي شهد فترة صغيرة من حياته في عهد الملكية ثم نجيب ثم عبدالناصر والسادات ومبارك وحتي هذه اللحظة، فالثقافة في انحدار شديد كانت عندنا مجلات وكانت عندنا ثقافة ونقد ومسرح وسينما وثقافة رفيعة المستوي، ولم يكن عندنا وزارة ثقافة وكانت لدينا مجلة الرسالة التي لا يمكن لوزارة الثقافة ان تصدر ما يوازيها وكذلك مجلة الثقافة التي اصدرها الزيات واحمد امين.
ما مدي صحة المقولة التي تقول ان الشعر لم يكن مواكبا لاحداث الثورة؟
الحقيقة ان الثورة يا صديقي تحتاج الي اختمار، فالكلام الذي كتب انما كان من قبيل الاناشيد والدعايات، اما الثورة فتحتاج الي بصر وإلي تأمل والذي حدث من انتكاسات للثورة وركوب لموجتها هو الذي افشل الي حد كبير النهضة المرجوة والتقدم الذي كنا نأمله لها، انتظر الشعر بعد ذلك ولا تنتظره مواكبا للثورة في التو واللحظة، والذي يقال في هذه الفترة هو الخطب والمقالات، حتي من يسمون مسرح الثورة الخ، فهذا نسميه »فطير« وليس هو الفطير الذي نأكله لكن الفطير بمعني غير المختمر والمختمر هو الذي وراءه روية ووراء تأمل.
وقود الثورة
ما وظيفة الشعر اذن ان لم تكن التعبير اللحظي عن حدث مثل 25 يناير؟
الشعر ليس مطالبا ان يواكب الاحداث، وانما الشعر ينبه للاحداث ولذلك قلت في بعض بحوثي ان الشعر الذي قبل 25 يناير هو الذي ارث واشعل الثورة، وهناك قصائد كثيرة وروايات ومسرحيات كلها غضب علي العهد الذي كنا نحياه منذ عبدالناصر.. كل هذا كان وراءه جمر متقد اشعل ثورة 25 يناير.
كيف يكون الشعر هو الذي اشعل الثورة؟
هذه قضية صعبة فيما يتصل بقراءة الشعر، لانها تحتاج الي روية معينة وهناك اشياء يسمعها ويشاهدها المشاهد في المسرح وقصائد تقرأ وتكتب فالشعراء والفنانون والمثقفون عموما هم وقود للثورة، لانهم الذين يشعلونها والجماهير تبع لهم، وانا اقصد ان الطبقة المثقفة هي التي تحرك الجماهير لانه ليس من المتصور ان يأتي جاهل ويقول اريد ان اصنع ثورة.
ماذا تطلب من الرئيس الجديد لاخراج الثقافة من وهدتها ونفقها المظلم؟
هناك مطالب كثيرة جدا عليه اولا ان يلغي وزارة الثقافة وان يهتم اكثر بما يسمي بالمجالس القومية المتخصصة التي صنعها السادات لان بها صفوة المثقفين من ابناء هذه الامة في كل الفروع وبها لجان وشعب كثيرة جدا عليه ان يهتم لاننا وانا عضو فيها منذ سنوات كثيرة نكتب للنهضة وللثقافة وللفكر وللسياسة ومع ذلك كانت توضع علي الارفف، واظنها قد احترقت الان لانها كانت في مقر الحزب الوطني علي الكورنيش هذه واحدة.. الواحدة الثانية ان يشجع الجمعيات الاهلية الثقافية فاذا كانت لدينا هيئات ثقافية كالمجلس الاعلي للثقافة فعليه ان يقوم بدور اكبر مما هو منوط به الان ان يصدر مجلات جيدة وكذلك هيئة الكتاب عليها ان تصدر مجلات وان تكون ارخص ثمنا مما هو موجود الان، لانه من يستطيع ان يشتري مجلة يزيد سعرها علي عشرة جنيهات فيجب ان تكون في مستوي الطالب العادي، وعلي الرئيس ان يعي ان للمثقفين وللثقافة دورا مهما في انعاش الحياة السياسة قبل الثقافية.
غضب عدد كبير من المثقفين لان الرئيس لم يذكرهم في خطاباته مع انه ذكر اصحاب التكاتك ما تعليقك؟
وانا انضم الي هذا الفريق الغاضب في الحقيقة واعلن غضبتي الشديدة علي اهمال هذا الدور وكنت اتوقع من استاذ جامعي تبوأ منصب الرئاسة ان يكون المثقفون في عينه وفي قلبه اولا، لانه بدون المثقفين لا يستطيع ان يذيع فكره وثقافته وسياسته، اما عدم ذكرهم علي هذه الصورة هو نوع من تملق الجماهير المهمشة، عليه ان يخاطبهم ايضا لكن عليه ان يخاطب عقل مصر وعقل مصر هو اغلي ما تملك حتي هذه اللحظة ومصر لا تملك موارد اخري كثيرة مثل البلاد النفطية مثلا ولكنها تملك عقولا وتملك فكرا للاسف لم يتطرق اليه رئيس الجمهورية.
يظن الكثيرون ان المرأة كانت الخاسر الاكبر من الثورة المصرية ما تعليقك وهل تتوقع لها دورا اكبر في ظل الدستور الجديد؟
انا ارجو لكني لا اتوقع بسبب ان اخواننا في مجلس الشعب المنحل كانت لهم مطالب غريبة جدا يذهبون الي الختان ويقولون بزواج الفتاة اذا بلغت 12 عاما كيف هذا؟ فكيف يكون عاقلا من يطالب بهذه الاشياء وليس نائبا عن الامة الذي ينبغي ان يكون صفوة الامة ويعبر تعبيرا حقيقيا عن الناس انما ما رأيناه من اهتمام باشياء تؤخر وليست جوهرية كالسياسة والفكر والاقتصاد والحمد لله ان تم حل هذا المجلس وينبغي ان يتريث الناس كثيرا حين يختارون نوابهم مرة اخري.
ولكن هذا المجلس الذي تعيب عليه جاء بانتخابات ديمقراطية بشهادة الجميع؟.
انا مع الصناديق ولا اعترض عليها ولكن كيف جاءت هذه الاصوات الي الصناديق ان هذه الجماهير المحتشدة امام الصناديق مرشوة في اغلبها ومخدوعة في الاغلب الاعم، وليست هذه هي مصر اطلاقا التي تختار السلفيين والاخوان المسلمين الذين دخلوا عن طريق العاطفة الدينية والاهتمام ببسطاء الناس »الزيت والسكر واللحوم والملابس« والسلاسل البشرية التي رأيناها ولم نرها في اي مكان بالعالم.
وكيف تفسر موقف الرئيس المنتخب الذي اقسم علي احترام القانون واتباعه في الميدان يرفضون حكم المحكمة الدستورية؟
هو عليه الا يستمع لمثل هذه الاصوات لانها اصوات منكرة جدا وللحقيقة ان الرجل كان ذكيا حين اقسم امام المحكمة الدستورية ولو لم يفعل هذا لفقد الشرعية، وعلي اخواننا في ميدان التحرير ان يحترموا احكام القضاء والا ينساقوا وإلا فالفوضي قادمة بهذه الصورة.
تحية للعسكري
وما رأيك في اداء المجلس العسكري طوال الفترة الانتقالية؟
في الحقيقة اداء المجلس تراوح بين الانضباط الجيد، والاهمال الجيد ايضا اذا صح هذا التعبير اهملوا اشياء كثيرة جدا وتواطأوا كثيرا لكن هم جاءوا في ظروف اقسي، وينبغي ألا نخلي الناس من عواطفهم ومشاعرهم فهم كانوا تلاميذ لمبارك ولا يمكن ان يكونوا سيفا قاطعا وباترا في لحظة، عليهم ان نأخذهم بالتدريج، وفي الحقيقة هم ادوا دورا مهما جدا سوف يذكره لهم التاريخ، فالمجلس العسكري كان في وسعه ان اراد ان يقوم بانقلاب عسكري وتنضغط الناس وتقبل رغما عن انفها، لكنه لم يضع هذا وكان في يده، وانا احيي المجلس العسكري لانه صنع هذا الصنيع.
كأستاذ جامعي ما أهم مطالب الجامعيين من الرئيس المنتخب؟
المطالب كثيرة جدا اولها الاهتمام بالعلم والاهتمام بالطالب وعندنا اكداس مكدسة في الجامعات ولم يعد عندنا تعليم مجاني في الجامعة واصبح لدينا جامعات خاصة وجامعة كندية وفرنسية والامريكية من قديم، وهذه ضد التعليم المصري وانا مع من يريدون تعلم اللغات ولكن ان تكون لدينا جامعات بهذه الصورة فهذا شيء من اغرب ما يمكن، فالجامعات الحكومية مهمشة وضعيفة وليس هناك اهتمام علمي بالطالب وكذلك الاهتمام بالاساتذة الذين كانوا اسبق من القضاة فيما يتصل بالرواتب، وانا اذكر في سنة 70 التي عينت فيها معيدا ان مطالب القضاة كانت ان يتساووا مع اساتذة الجامعة ثم جاء علينا الدور الان لنقول علينا ان نتساوي بوكلاء النيابة وليس القضاة، وعلينا هنا ان نشجع البحث العلمي وان نرصد له ميزانية ضخمة وان ننحي الخاملين من الاساتذة عن الجامعة وان يثاب المجتهد ويعاقب الكسول والخامل.
مستقبل الحرية
ما رؤيتك لمستقبل حرية الفكر والابداع وسط هذا الهدير لجماعات الاسلام السياسي؟
انا ضد اي مصادرة للابداع حتي ولو تجاوز، الابداع المتجاوز يعالج بنقد فقط ولا يحول للقضاء، واليك هذا: فبعض الناس الذين يكتبون ليس في وسعهم ان ينقدوا رئيسهم المباشر، لكن في وسعهم ان ينقدوا الله سبحانه وتعالي ويجدفون فيه، لانهم يريدون الشهرة وصدقني اذا سكت النقاد والجماعات الاسلامية التي تتصيد لهم هذه الاشياء لماتوا بالسكتة الفنية حتي كبارهم فلو لم يهتم القضاء بكتاب طه حسين في الشعر الجاهلي لمر كأي كتاب آخر
اعلم ان لك مدرستك الادبية ولكن الا تري ان هناك خلطا شديدا بين الاجناس الادبية الموجودة علي الساحة الان؟
المسألة باختصار شديد ان العرب كانت لديهم عقول تضبط الاشياء عندنا شعر وعندنا رجز وعندنا طبقة شعراء وطبقة رجاز وعندما صنع ابوالعلا المعري كتابه رسالة الغفران جعل للرجاز مكانا ضئيلا وقال لهم قصرتم ايها النفر فقصر معكم ،وعندنا بعد ذلك الموشحات التي جاءت بالاندلس كانوا يسمون صاحبها وشاحا، ولم يسموه شاعرا والذي يجمع بين اللونين يسمي وشاحا شاعرا او شاعرا وشاخا اما الزجل فابن قزمان نفسه اعترف وقال لم استطع ان اناصي ابن دراج وان حمديس وابن زيدون فوجدت سبيلا آخر وهو الزجل فسمي نفسه زجالا ومجموعة من الزجالين بقوا في تاريخ الادب لانهم عرفوا حدود الفن الذي يبدعونه، ونحن الان خلطنا بين كل هذه الاشياء ويقولون تداخل الاجناس وهي كذبة من الاكاذيب التي يتذرع بها النقاد الان لخلط الاشياء، وانا في رأيي ان الشعر الموزون المقفي هو الشعر الذي يستحق ان يبقي لانه يعبر عن هذه اللغة التي نعتها العقاد بانها لغة شاعرة، اما الذين يكتبون العامية فهم محليون
أين الأدب القضائي
بعد ان اصبحت المحاكمات علنية وخطأ بعض القضاة في النطق بلغة عربية سليمة شعر الكثيرون ان هناك ازمة تعيشها اللغة العربية الان ما تعليقك؟
ليست هناك ازمة في اللغة وانما الازمة في اصحاب اللغة، فالدين ليس به ازمة ولكن المسلمين هم اصحاب الازمة وكذلك اللغويون هم اصحاب ازمة اللغة ونحن ليس لدينا تعليم حقيقي، وكنا قديما نتعلم اللغة العربية الفصحي من خطباء المساجد والخطباء الان لا يحفظون القرآن واختلطت مخارج الحروف لديهم، والقضاة كانوا نموذجا يحتذي ونحن لدينا الادب القضائي العالي لكن اين هو الان كان القضاة يدرسون اللغة ولدينا مشايخ كبار في القضاء مثل الشيخ محمد ابوزهرة هؤلاء كانوا يعلمون الناس، ولدينا مكرم عبيد المحامي الذي كان يقرأ القرآن ويحفظه وهو مسيحي ولن يعود الوجه الحقيقي لهذه الامة الا بحفظ القرآن الكريم لانه يقوم اللسان وكان لدينا مشروع في دار العلوم ان نقوم بتدريس الادب القضائي في كليات الحقوق وبعضنا ذهب بالفعل الي التدريس ولكن لم يطق الطلاب ان يدرسوا مادة زائدة عن المقرر وانتهي المشروع بالفشل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.