الدفاع الروسية: اعتراض 13 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعتي روستوف وبيلجورود    424 مرشحًا يتنافسون على 200 مقعد.. صراع «الشيوخ» يدخل مرحلة الحسم    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    الحقيقة متعددة الروايات    بعد الزلزال.. الحيتان تجنح ل شواطئ اليابان قبل وصول التسونامي (فيديو)    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    بالأسماء| ننشر حركة تنقلات وترقيات قيادات وضباط أمن القاهرة    بمحيط مديرية التربية والتعليم.. مدير أمن سوهاج يقود حملة مرورية    نقيب السينمائيين: لطفي لبيب أحد رموز العمل الفني والوطني.. ورحيله خسارة كبيرة    رامي رضوان ودنيا سمير غانم وابنتهما كايلا يتألقون بالعرض الخاص ل «روكي الغلابة»    الطعام فقط ومكافأة حماس.. هل يعترف ترامب بدولة فلسطين؟    ترامب: أبرمنا اتفاقا تجاريا مع باكستان وسنعمل معًا على تطوير احتياطياتنا النفطية    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    إيرادات أزور تتجاوز 75 مليار دولار ومايكروسوفت تحقق أرباحا قياسية رغم تسريح الآلاف    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    اصطدام قطار برصيف محطة "السنطة" في الغربية.. وخروج عربة من على القضبان    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    من بيتك في دقائق.. طريقة استخراج جواز سفر مستعجل (الرسوم والأوراق المطلوبة)    مذكرات رجل الأعمال محمد منصور تظهر بعد عامين من صدور النسخة الإنجليزية    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    يعشقون الراحة والسرير ملاذهم المقدس.. 4 أبراج «بيحبوا النوم زيادة عن اللزوم»    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    د.حماد عبدالله يكتب: إحترام "العدو" العاقل واجب!!    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    مصرع شاب وإصابة 4 في تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    المصري يواجه هلال مساكن فى ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    الوضع في الأراضي الفلسطينية وسوريا ولبنان محور مباحثات مسؤول روسي وأمين الأمم المتحدة    نشرة التوك شو| انخفاض سعر الصرف.. والغرف التجارية تكشف موعد مبادرة خفض الأسعار..    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بالشيوخ    بعد 20 سنة غيبوبة.. والد الأمير النائم يكشف تفاصيل لأول مرة (فيديو)    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 31 يوليو 2025    حدث ليلًا| مصر تسقط أطنانا من المساعدات على غزة وتوضيح حكومي بشأن الآثار المنهوبة    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    «أمطار في عز الحر» : بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: «توخوا الحذر»    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    هل يعاني الجفالي من إصابة مزمنة؟.. طبيب الزمالك السابق يجيب    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    وزير الرياضة يتفقد نادي السيارات والرحلات المصري بالعلمين    هل تتأثر مصر بزلزال روسيا العنيف، البحوث الفلكية تحسمها وتوجه رسالة إلى المواطنين    مونيكا حنا: علم المصريات نشأ فى سياق استعمارى    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    شادى سرور ل"ستوديو إكسترا": بدأت الإخراج بالصدفة فى "حقوق عين شمس"    ترامب: وزارة الخزانة ستُضيف 200 مليار دولار الشهر المقبل من عائدات الرسوم الجمركية    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. لماذا يجب على الطلاب تسجيل 75 رغبة؟    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب تنخفض 720 للجنيه اليوم الخميس بالصاغة    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    الشيخ خالد الجندي: الرسول الكريم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين على الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهندس عاصم شلبي أول رئيس لاتحاد الناشرين من جماعة الإخوان:
نظرة السلفيين تختلف كثيرا عن نظرة الإخوان للإبداع
نشر في الأخبار يوم 15 - 07 - 2012


المهندس عاصم شلبى أثناء حواره مع محرر الأخبار
آراء صادمة كثيرة.. فوجئت بها عندما قابلت الناشر المثقف الكبير ورئيس اتحاد الناشرين المصريين الذي تولي هذه المهمة بعد ثورة 52 يناير. المهندس عاصم شلبي. وسبب الصدمة أن المهندس عاصم تحدث عن كل ما سألته عنه بوضوح وبفصاحة وصراحة، خاصة وأنني كنت أعرف مسبقا انه عضو بجماعة الإخوان المسلمين، ولقد أضاف اليّ انه كان ولا يزال مسئولا سياسيا وإعلاميا كبيرا داخل حزب الحرية والعدالة، وقد لازم الدكتور مرسي لسنوات طويلة في القسم السياسي داخل الحزب ولأيام قليلة قبل وصوله الي منصب الرئيس.ومن هنا كان لابد من الاقتراب من عالم الرئيس الجديد من واقع ما حكاه الضيف، ليس عن سماع وإنما عن تجربة، هذا بالاضافة الي حديثه عن مشاكل النشر وكيفية حلها والسبيل للوصول بهذه الصناعة الي مستقبل مشرق.. فتعالوا الي التفاصيل:
مصر في ظل الأوضاع الجديدة بدأت أولي خطوات استعادة دورها التاريخي
الاهتمام بالثقافة في مشروع النهضة الذي أعده الرئيس مرسي.. ضعيف
عملت إلي جانب الرئيس مرسي داخل الجماعة لمدة 61 عاما
في البداية أسألك هل ستتأثر مهنة النشر بالأوضاع السياسية الجديدة؟!
لابد وأن تتأثر ذلك لأن الثورة كحالة قد أثرت بلا شك علي حياتنا في مصر وطبعا بالايجاب مائة في المائة من وجهة نظري وهذا حدث لمجموعة من الأسباب، ذلك لأن الثورة فكرة ولها مشروع يريد ان يتم تنفيذه ونقله للعالم كله، وأنا هنا أنظر الي حدث الثورة باعتباره حدثا ثقافيا وبالتالي فإنني أعتبر الكتاب هو إحدي وسائل نقل هذا الحدث. بالاضافة الي ذلك أنني أعتبر ان الثقافة هي القيمة النسبية للأمة، ولذلك أري أن أمتنا المصرية سوف تعود الي هويتها الوسطية والمصرية والاسلامية والتي اتصفت بها علي مدار التاريخ.
من هنا أعود وأقول لك ان هذا الحدث سوف يساهم كثيرا في نقلة اقتصادية كبيرة.
وهل تتصور أن الثورة وما تلاها من أحداث سوف يؤثر بالايجاب عن مهنة النشر؟!
أنا هنا أتحدث ليس عن النشر فقط، بل عن الثقافة ايضا، والنشر بطبيعة الحال هو جزء من هذه الثقافة. لأني أعتبر أن النشر هو الوعاء الكبير لكل أوعية الثقافة الأخري باعتبار الكتاب هو موصل الأفكار للناس وكذلك كلمات المفكرين، وبالتالي فإنني أعود وأقول إن الثقافة سوف تشهد من جديد رواجا كبيرا باعتبار الثقافة مشروعا في ظل النظام السياسي الجديد والذي أري أنه من مصلحة هذا النظام الجديد أن ينفذ مشروعا جديدا للثقافة، ويقوم علي الأفكار القديمة والجديدة في آن واحد، ويواكب الأحداث الجديدة. وعندما ننظر الي الثقافة بمنظور واسع سوف نري فيها العلوم والفنون والآداب ونشر القيم.
وهل ما حدثتنا عنه آنفا مصدره ثقافتك الخاصة.. أم توجهات مرتبطة بوجودك في جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة؟! أم كونك رئيس اتحاد الناشرين؟!
كل هذه المصادر بدون استثناء من واقع أنني من المهتمين بالحالة الثقافية في مصر، وكنت شاهدا في الفترة الماضية علي حالة من الأفول والتراجع بالنسبة للحالة الثقافية في مصر. وأعود واكرر لك أن حديثي هنا لا يرتبط بالكتاب فقط، بل بالثقافة العامة. خاصة وأن الكتاب لم يكن يتراجع بل بالعكس كان يتقدم ربما لعوامل سوف نتحدث عنها فيما بعد، وما حدثتك عنه من قبل بخصوص المشروع الثقافي الجديد أري أنه يمكن أن يتحول الي أموال وأرقام نقدية. ودعني أعطيك مثالا علي ذلك خذ عندك رواج الافلام السينمائية وهكذا.
الخوف علي الابداع
هناك حالة من الخوف علي الابداع في ظل النظام السياسي الجديد والذي تسيطر عليه القوي الاسلامية؟ فما ردك علي ذلك؟
سوف أحدثك بمنتهي الصراحة وبالتالي أقول لك.. لأنني في الأصل أنتمي الي المبدعين، ومهنتي بالتوازي مع الإخوان وحتي قبل وجودي داخل الإخوان، أري أن المشروع الثقافي هو في النهاية إبداع، وبالتالي لا أخاف عليه.. بل أنا متأكد أنه سوف يشهد نوعا من أنواع الازدهار والنمو والتفوق. ولك أن تتصور أن بلدا مثل مصر كان دورها يتقزم فإن ثقافتها بالتالي سوف تتقزم أيضا. لذلك تراني من أول درجة في الحركة السياسية سواء في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، ألاحظ أن مصر بدأت الطريق الصحيح نحو استعادة دورها الاقليمي والعربي، وقد بدأ ذلك بوضوح في ردود الأفعال العظيمة والتي أتلقاها في كل حين تعليقا علي هذه الأحداث والتي تبشر بالخير.
هناك من يردد بأنه يتوقع الصدام بين المبدعين وبين التيار الاسلامي فما رأيك؟!
أنا أعتبر أن هذا القلق هو قلق مشروع، والمبدعون من حقهم إبداء هذا القلق. رغم أنني علي ثقة من أنه لن يصل الي حالة صدام. بل سوف يصل لحالة من المشاركة. وأنا هنا أحدثك كمسئول في الإخوان وفي حزب الحرية والعدالة. بدليل أنني شاركت في إعداد الجزء الخاص بالثقافة والفنون والاعلام في برنامج حزب الحرية والعدالة. ولسوف أعطيك هذا البرنامج كما تقرأه، وبالتالي سوف تكتشف فيه حالة من الانفتاح تقوم علي السعي نحو حرية الإبداع، سواء حرية النشر أو الصحافة أو في غيرها. وأنها من أكبر الأبواب شمولا في برنامج هذا الحزب وبمنتهي الوضوح. وهو يثبت أنه لا ضرر مطلقا علي الابداع، والتأكيد علي الحريات وعدم وجود رقابة مسبقة علي الابداع بأشكاله وأنواعه. وأن الرقابة هنا لابد وأن تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني المرتبطة بهؤلاء المبدعين من خلال ميثاق شرف يتم وضعه فيما بينهم.
وهل هذا التخوف من جانب المبدعين والمثقفين له أسبابه أم يرجع الي حزب الحرية والعدالة باعتباره لم ينجح في تسويق هذه الأفكار؟!
بالنسبة لحزب الحرية والعدالة نجد أنه لم يسوق برنامجه خاصة في شقه الثقافي كما يجب ان يكون، وربما بعض المآخذ التي أراها تجاه هذا الحزب أن مشروع النهضة والذي أعده الدكتور مرسي تجد فيه الاهتمام بالثقافة ضعيفا بل ليس فيه جزء ثقافي ولكنه أحال النقص في مشروع النهضة الي ما جاء ببرنامج الحزب بالنسبة للثقافة. وأنني أري ان هذه نقطة ضعف. ولو انه ابرز هذه الجوانب الثقافية الموجودة في برنامج حزبه لأصبح مشروعه نقطة قوة.
وكيف يمكن أن ننزع الخوف من صدور كل الذين يرددون بأن الابداع مهدد بالضياع في ظل التيار الإسلامي؟!
دعني أقول لك ان هذا التخوف مشروع لأسباب منها أنه في كل اطار فكري يوجد نوع من أنواع التغول والزيادة والتطرف، ليس فيما يخص أصحاب المرجعية الاسلامية، بل في ظل الشيوعية وكذلك الليبرالية.
ولكن حين نتحدث عن المنبع الرئيسي وصاحب التصور، ومع احترامي للإخوة في حزب النور وهم ليسوا فصيلا واحدا سوف تجد لديهم هذه الجزئية الخلافية في نظرتهم تجاه الابداع. ولكن في حزب الحرية والعدالة تجد أن النظرة هنا محددة ولها تاريخ. فإذا ما عدنا الي تاريخ الاستاذ حسن البنا في الأربعينيات والثلاثينيات. نري الاستاذ البنا قام بإنتاج ثماني مسرحيات شارك فيها كل رموز الفن آنذاك مثل جورج أبيض وآخرين.
نوع التوجه
وماذا عن موضوع هذه المسرحيات؟!
لقد أنتج الإخوان من قبل مسرحيات عاطفية وكوميدية، وكتبها الشيخ عبدالرحمن البنا أخو الامام حسن البنا بل وأكثر من ذلك كان الامام البنا يحضر حفلات الأوبرا.. مع كل ضيوفه من الذين كانوا يزورون مصر آنذاك.
وهل تري أنه من الممكن أن يحضر الدكتور مرسي عرض المسرحيات الجديدة؟
ممكن جداً أن يحضر عروضا مسرحية. بل وأري أنه من الواجب ان يفعل ذلك وليس مسرحية فقط بل وعرض فيلم سينمائي، أو ندوة ثقافية. وعايز اقول لك إنه رجل لا يهتم فقط بالسياسة بل هو قاريء وحافظ كتاب الله، وإلي جانب ذلك نراه يهتم كثيراً بالادب الانجليزي. وحتي ادلل لك علي اهتمام الإخوان بالفن والثقافة عليك أن تقرأ أحدث مقالات الكاتبة الصحفية سناء البيسي والذي نشر منذ أيام.. وتناولت فيه تاريخ أهتمام الإخوان بالفن والثقافة. وأنت تعرف أنها صحفية ليست من الإخوان.
أداء ضعيف
ولماذا لا يبادر إعلامي الإخوان لابراز هذا الجانب في حياة المنتمين لجماعة الإخوان؟
الأداء الصحفي والإعلامي لدي الإخوان يتميز بالضعف. وأنا هنا أقصد الإعلام الظاهر.. والمرتبط بتوالي الضربات الموجعة ضد الإخوان منذ الخمسينات وحتي قبل الثورة. مما جعل هناك عدم وجود تجربة مكتملة وحتي التجارب التي كانت تبدأ سرعان ما تنتهي. فخذ علي سبيل المثال مجلة الدعوة التي تم ايقافها وإغلاقها، وكذلك لواء الإسلام. ليس ذلك فقط، بل عندما اتحدث عن الناشرين تجد أن الحكومة قبل الثورة كانت تصادر كذلك كل المطبوعات التي تصدرها دور النشر ذات التوجهات الإسلامية. وأنا أعتبر أن دور النشر هذه واستمرارها في العمل في ظل ما كانت تتعرض له هو إنجاز كبير. وعايز اقول لك في السياق نفسه ان ذلك شمل ايضا دور النشر صاحبة التوجهات الخاصة وليست الاسلامية فقط. ليس ذلك فقط، بل هذه التوجهات كانت تشمل كذلك مصادرة كتب بعينها وأفكار كان يخاف منها النظام السابق.
إذن اعود أقول لك انني أعترف بوجود تقصير إعلامي من جانب الإخوان فيما يخص تقديم رؤيتهم للإبداع والثقافة بل وفي كل المجالات.
وهل يمكن أن يتم تدارك ذلك؟!
نعم لابد من تداركه.
اقصد هل بدأ الإخوان في ترتيب بيتهم من الداخل لتلافي هذه العيوب؟!
إنني اتصور أنه وخلال فترة زمنية بسيطة، سوف يتم تفعيل الانشطة الثقافية والإبداعية مثل العروض المسرحية والفرق الفنية.
وهل سيكون حضورها اجبارياً للمشاهدين؟!
علي الاطلاق.. ولن يحدث ذلك. وأريد أن أقول لك إنه وقبل الثورة كانت هناك فرق فنية ملتزمة بالاطار العام لمباديء الإخوان، وهي فرق فنية تعمل بشكل احترافي وتكسب وبها نجوم كبار.
وهل يمكن للإخوان أن يقدموا مطربين؟!
ليس مطربين فقط، بل ومطربات ايضاً.
ثقافة الرئيس
هناك محوران هامان لابد وأن تحدثنا عنهما.. الأول رؤيتك لثقافة الرئيس مرسي باعتبارك كنت من الملازمين له داخل الحزب.. ثم قضايا النشر وحلولها.. فبأيهما نبدأ؟!
علي فكرة المحوران مرتبطان بعضهما البعض، وأريد أن أقول لك إنني قد عاصرت الدكتور مرسي لمدة 61 أو 71 عاماً وذلك من خلال وجودي كمسئول إعلامي في هذا القسم.
والدكتور مرسي بدأ معي عضواً بهذا القسم ثم أصبح مسئول القسم وترشح بهذه الصفة في انتخابات مجلس الشعب في عام 5002. ثم اصبح رئيس الكتلة، وعضو مكتب الارشاد، وبعد وفاة الاستاذ الهضيبي أصبح هو مشرف القسم، وكنت في كل ذلك قريبا جداً منه.
وماذا تستطيع ان تقول عن الرئيس؟!
من أهم مميزات الدكتور مرسي أنه شخصية منظمة جداً وشخصية حافظة كما أنه خلوق إلي أقصي درجة. ويمكن الكثيرون يرون أن ذلك ربما يعرضه لمواقف في حياتنا السياسية.. وأنا اعتقد أنه لا يمكن أن يحدث لأن السياسة في مفهوم الإخوان هي السياسة الممزوجة بالاخلاق، بل علي العكس إنني أراها إحدي الصفات النسبية للرئيس مرسي. فتراه يؤثر فيمن حوله.
وماذا يعني ذلك؟!
لقد عاصرته في إدارته للمجموعات التي كان يتعامل معها داخل الجماعة والحزب. وكنت أري أنه كان رفيقا بهم ولا يكلفهم فوق طاقاتهم وبالتالي فهو يتصف بالانسانية. كما كان ينجز الأعمال بنفسه وينسبها ليس لنفسه ولكن لكل أفراد مجموعته.
ترشيحات الإخوان
ولماذا لم يرشحه حزب الحرية والعدالة في بداية الإعلان عن الانتخابات؟!
المسألة متعلقة بالحسابات داخل الحزب. خاصة الحسابات السياسية. والمهندس خيرت الشاطر بشخصه كان هو الاقرب للاتجاهات السياسية الأخري.
وماذا تقصد بالاتجاهات الاخري؟!
اقصد هنا الاتجاهات السلفية، فهو أقرب إليهم، وهو الذي أقام معهم مؤسسات لتنظيم العمل الاسلامي، وبالتالي فهو الذي كان متصدراً للمشهد، كما يتمتع خيرت الشاطر بميزة أخري، تتمثل في الجزئية الاقتصادية وله تاريخ فيها وأنت تعرف أن مشاكلنا الاقتصادية هي التي كانت تتصدر المشهد. وهذا تقريبا هو سبب دفع حزب الحرية والعدالة بالمهندس خيرت الشاطر في البداية باعتباره رجلاً موهوباً وصاحب قدرات اقتصادية عالية حتي علي المستوي الشخصي.
وماذا عن اختيار الدكتور مرسي !
كنت أري أنه كان اختياراً موفقاً وكنت اتوقعه بشدة. وعلي فكرة ونحن في القسم السياسي كنا قد طلبنا اتخاذ قرار بإعادة الحزب لوجهة نظره في اختيار المهندس خيرت الشاطر وترشيح الدكتور محمد مرسي وذلك لاعتبارات سياسية. مع ضرورة التبكير ببحث هذا الموضوع. ولكن تم البحث في هذا الاختيار بشكل متأخر الي حد ما، وكان ذلك ايضاً لعدة اسباب سياسية بعضها معروف وبعضها غير معروف.والمهندس خيرت الشاطر نفسه قد اعترف بأن الدكتور مرسي له عدة مميزات وأنه أكثر إنشغالاً بالعملية السياسية ولديه خطاب سياسي من وجهة نظري أكثر من المهندس خيرت وبالتالي فالدكتور مرسي هو مناسب بالفعل لهذه الفترة التي تمر بها مصر الآن. وقد بنيت رأيي علي أن اختيار أي شخص لتولي منصب سياسي لابد وأن يكون متدرجاً في العملية السياسية.
ماهي في تصورك المشاكل التي تقف في طريق د. مرسي بعد توليه منصب الرئاسة!!
ان لدينا مئات المشاكل المتراكمة، وأنا أعتبرها متراكمة ليس من 05 أو 06 سنة، بل قبل ذلك.. ونحن نعتبر مصر والعالم العربي والاسلامي يعيش في حالة من الهبوط، ونحن لذلك نتحدث الان عن حالة بعث جديد للعالم العربي والاسلامي.. وبالتالي نحن نحتاج الي هزة كبيرة جدا.
وماذا عن أهم المشاكل التي يجب ان يتصدي لها في هذه الفترة وفقا لمباديء الحزب؟!.
لقد أعلن خطته بشأن مشروع المائة يوم الأولي، والقضية هنا تتعلق بالانطباع العام الذي يمكن أن تتركه اثار تنفيذ هذه الخطة.. ولدينا مثلا مشكلة مثل مشكلة المرور التي تكلفنا سنويا ملايين الجنيهات وهي مسألة اقتصادية جدا.
وما هي نسبة نجاحه في التطبيق؟!
إن شاء الله أتوقع تنفيذها في موعدها.. لانني اعرف ان الدكتور مرسي ليس فقط رجلا سياسيا، ولكن يقف وراءه حزب قوي وهو لن ينفذ بنفسه.. ولكن لديه أدوات كثيرة.. ومهمة جدا.
وما هو تأثير حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان في اتخاذ الدكتور مرسي قراراته السياسية؟!
كما قلت لك من قبل الدكتور مرسي صاحب مشروع، وبطبيعة الحال فإن اراءه العامة سوف ترتبط بثقافته وخبرته. ولدي قناعة كاملة ان الدكتور مرسي بعد انتخابه رئيسا لمصر في حالة تصاعد شديد، خاصة في كلماته وخطبه الشعبية.
أرجو ألا تتهرب من السؤال وتحدثنا عن تأثير الحزب والجماعة في القرار السياسي؟!
لكي ينجح الدكتور مرسي فالاصل يجب الا يكون هناك تدخل في قراراته من جانب الحزب أو الجماعة، ولابد ان تكون له حرية في الحركة واتخاذ القرار السياسي. لانه قد اصبح لا يمثل الجماعة ولا الحزب وإنما اصبح يمثل مصر كلها.. وبعد نجاحه جمد الدكتور مرسي وضعه داخل الحزب وداخل الجماعة ايضا.
دعني أعيد عليك ذات السؤال وأقول ربما بصيغه اخري. هناك من يقول إن الحزب مع الجماعة يقفان بقوة في توجيه الدكتور مرسي في كل قراراته.. فما صحة ذلك؟!
الجماعة والحزب يقفان وراء الدكتور مرسي في كل قراراته فهذا قول صحيح مائة في المائة.. ولكن أنا هنا لا أتكلم عن التوجيه، ولكن اتكلم عن التأييد والدعم وهذا مطلوب وواجب. ولكن في اتخاذ القرار.. وعلي وجه العموم يصبح الامر هنا للدكتور مرسي.
وأنا هنا أكلمك عن جزء من شخصيته لانه ليس في شخصيته ما يدل علي رجوعه الي مكتب الارشاد أو المهندس خيرت الشاطر.. كما انه رجل يتميز بأنه صاحب مبادرة وأنا اقول هذا الحديث بصفتي أعرفه شخصيا، وبالتالي فالقرار يأتي من داخله وبمعاونة مستشاريه.. وهو بالتالي رجل يؤمن بالعمل الجماعي ولا يؤمن بالعمل الفردي.
ما رأيك فيما قيل بشأن الدور الذي لعبته امريكا لانجاح الدكتور مرسي ومن اجل تنفيذ مخططها الرامي الي تقسيم مصر؟!
هذا كلام خيالي وغير حقيقي ولا يمكن استيعابه وقد سمعت بهذا الكلام آلاف المرات. ودعني أقول لك ان اخر قرار اتخذه الدكتور مرسي بعودة مجلس الشعب قيل في لحظتها انه اتخذه بعد زيارة مسئول امريكي له. وهذا تم نشره في الصحف.. وهذا غير صحيح.. لانه ايضا كان وقبل اتخاذ الدكتور مرسي لهذا القرار يوجد اجتماع لمجلس شوري الاخوان وأنا لدي معلومات بأنه لم يتم التطرق لمثل هذا القرار في هذا الاجتماع ولا بأي شيء يمس الرئاسة وكلها كانت موضوعات متعلقة بكيفية خدمة وتنفيذ مشروع الرئيس.
صناعة النشر مهمومة
نعود لحديث الثقافة والنشر ونسألك ما هي الوسائل التي يمكن ننهض بها من خلالها بصناعة النشر في مصر؟!
انا من دواعي فخري الشخصي انني توليت هذا المنصب بعد ثورة 52 يناير.. وبالتالي فأنا أول رئيس لهذا الاتحاد بعد النظام الجديد.. وأنا اعتبر ذلك من دواعي سروري.. وأنا أري كذلك انها ترتبط ارتباطا وثيقا بأن يكون لدينا قوة دفع تؤدي الي تحسين صناعة الكتاب بحيث يشهد حالة النمو والازدهار.. وأنا متصور ان ذلك سوف يتم عاجلا وآجلا صحيح أننا الان نعيش حالة من الانفلات في عالم النشر سواء في مصر أو في العالم العربي..
وهذا الانفلات معناه ان لدينا ظواهر سلبية عديدة أولها طبعا ظاهرة التزوير والتقليد. وقد عقدنا لها مؤتمرا خاصا باعتبارها قضية استراتيجية وذلك من حوالي 3 اشهر لإيماننا بأن الابداع وازدهاره مرتبط بالملكية الفكرية.. ومن المعروف ان مصر تاريخيا كانت اقل في حالات التزوير ولبنان كانت في الصدارة ولكن انقلب الحال بعد الثورة حيث احتلت مصر المرتبة الاولي في تزوير الكتب من جراء هذا الانفلات الشديد.. ولقد بذلنا مجهودا كبيرا بالتعاون مع مباحث المصنفات للتقليل من هذه الظاهرة..
وأنا متصور خلال فترة وجيزة سوف نقضي علي هذه الظاهرة وذلك بالتنسيق مع كل الجهات المعنية وأنت تعرف انها ظاهرة ترتبط بالوضع الامني علي وجه الخصوص. ونحن نحاول تفعيل كل العقوبات المنصوص عليها في القانون لهذا الغرض.
وهل توقف الامر عند هذا الحد؟!
لقد تقدمنا لمجلس الشعب السابق بمشروع قانون لتغليظ العقوبة بشأن الاعتداء علي حقوق الملكية الفكرية ولولا توقف المجلس ربما كان قد صدر هذا القانون الان ليس ذلك فقط بل تقدمنا للبرلمان كذلك بمشروع خاص بطباعة الصحف وآخر لتحويل الاتحاد الي نقابة ناشرين.. كما أريد ان اؤكد لك من جديد ان الابداع بكل فروعه سوف يزدهر بشدة قريبا.. خاصة في ظل عدم وجود رقابة من الأجهزة الامنية أو اي نوع من انواع المصادرات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.