اصبحت اكره كل شيء يذكرني به، اكرهه واكره حياتي وعملي وزملائي.. ولا اعلم الي اين ستأخذني دوامة الاحزان التي تلعب بي كما تشاء.. وهذه هي قصتي: انا شابة في اواخر العشرينات من عمري، بمهنة جليلة يقدرها المجتمع، لكن نصيبي في الزواج لم يأتني بعد، وهذا اصبح شيئا عاديا هذه الايام، بل بات هو القاعدة وزواج البنات المبكر هو الحياد عنها. المهم.. أعود لقصتي، فقد تعرفت علي شاب من خلال عملي، يكبرني بسنوات قليلة، وكان دائما يتعمد التلميح لي بأنه يحبني، وأنه سيتقدم لخطبتي قريبا جدا، وفي الاونة الاخيرة اصبح كلامه مباشرا للغاية، حتي صرت متأكدة من انه قد آن الاوان ليتقدم لي رسميا، ويطلب يدي من اهلي، حتي كل من حولي لاحظ اشاراته وتلميحاته، لدرجة ان البعض بدأ يهنئني علي الخطبة المنتظرة، علي اعتبار انها حدثت بالفعل، نظريا ان لم يكن عمليا. تهيأت نفسيا لاستقبال طلبه المباشر، لاسيما مع زيادة تلميحاته يوما بعد يوم، وتأكدي بنسبة مائة بالمائة ان اللحظة اتية لا محالة، تأخرت قليلا وما المشكلة، لابد ان يتحضر هو الاخر، ربما نفسيا او ماديا او حتي علي المستوي العائلي، وربما يتناقش مع اسرته في هذه الخطوة المهمة والمصيرية التي سيتخذها. وفي هذه الاجواء شبه الاحتفالية، اذا بمفاجأة صادمة تهوي علي رأسي كالمعول، وتقلب حياتي رأسا علي عقب، كان هذا الشخص يتحضر فعلا للخطبة، ويعد نفسه لبناء عش الزوجية، لكن شريكته في العش ليست أنا! أعلن في العمل أنه ارتبط بانسانة اخري غيري، وجاء يومها ودبلة الخطوبة في يده اليمني، وهو ما اثار دهشة زملائي في العمل من صغيرهم لكبيرهم، وبدأت الاحاديث الجانبية الهامسة تكثر.. ماذا جري؟ ولماذا تغير سير المياه في مجري الحب، واتجه الي ناحية اخري؟ لم اكن اصدق ما يحدث وقدرت انني في كابوس كبير سأصحو منه لاجد نفسي جالسة الي جانبه في الكوشة، في اللحظة التي يمسك بيدي ويضع بها الدبلة، لكنني لم استيقظ من هذا الكابوس حتي الان، وادركت انه واقع لاخيال، وهكذا وقعت في دوامة الحزن واليأس والحيرة، هل خدعني ام خدعت نفسي ام خدعوني من حولي؟ لا اعلم. سيدتي.. الاغرب ان هذا الشخص يفاتحني الان في بعض المشاكل والعقبات التي يواجهها في حياته مع خطيبته الجديدة، وبصراحة انا لا اعرف ماذا يريد مني، لقد دمرني وانا لم افعل له شيئا مؤذيا، والان لا يريد ان يتركني لحالي، ارجوك اخبريني.. كيف اتصرف معه؟. المعذبة »ب« الكاتبة: عزيزتي الانسة »ب« انت فعلا في محنة نفسية اشعر بك، واقدر ألمك، وهنا اتوقف عند هذه النوعية من الشباب الذين يتلاعبون بمشاعر الفتيات المحترمات دون اي مراعاة لكرامتهن، فيلوحون لهن بايحاءات توهمهن بنيتهم في الارتباط بهن، ويتمادون في اظهار ذلك علي الملأ، والاصعب من ذلك عندما يكون ذلك في مكان العمل المشترك الذي يجمع بين الشاب والفتاة.. فيتصرف الشاب امام الزملاء المشتركين وكأنه الخطيب المرتقب لتلك الزميلة المحترمة.. وبالتالي يتعامل الزملاء معهما كأنهما خطيبان.. او مقبلان علي الخطوبة.. وفجأة تتغير الامور.. ويفاجأ زملاء العمل بتبدل الاوضاع، ويصدمون كما حدث معك بأن هذا الخطيب الموعود قد غير اتجاهه الي مسار اخر مختلف تماما واختار عروسة من خارج المكان.. وترك الانسانة المسالمة التي لم تخطيء في حقه ولم ترتكب جرما في وضع لا تحسد عليه!. هؤلاء فعلا يخطئون خطأ فادحا دون ان يشعروا بحجم الالم النفسي الذي يتسببون فيه لاشخاص لم يقدموا لهم الا كل خير.. ربما يدفعهم الغرور او التباهي امام الزملاء الي الاندفاع في مثل تلك التصرفات وإلي هؤلاء الشباب اوجه كلماتي: عاملوا زميلاتكم كأنهن اخوات.. اترضوا ان يعامل احد الشباب اخواتكم البنات بنفس تلك الطريقة التي تفتقد الي الضمير والاحساس بالمسئولية الاخلاقية؟!. اما انت يا صديقتي فأرجو ان تتجاوزي ألمك النفسي، وان تستعيدي شجاعتك وثقتك بنفسك، فأنت لم تخطئي، ولكنه هو الذي اخطأ وتهاون في تصرفاته غير المسئولة معك.. عليك ان تكملي طريقك بثقة، وان تبتعدي تماما عنه، ولا تستمعي إلي احاديثه ومشاكله فأنت لست حائط المبكي الذي يأتي ليضع عنده همومه ويذهب!. وثقي ان المستقبل لا يتوقف عند تجربة واحدة غير موفقة، والانسان هو الذي يستفيد من عثراته التي يقابلها في طريقه، ويقوم من علي الارض بسرعة، ويعاود السير بطريقة اكثر ثباتا، وعزيمة اقوي علي الاستمرار والبقاء.. وقدرة اكبر علي الحلم الذي يلخص معني الحياة. تابعي خطواتك في عملك.. وعلاقتك الاجتماعية سواء في مكان عملك او خارجه.. وسعي دائرة اصدقائك، واهتماماتك، ابني نفسك من الداخل بالثقافة والقراءة والهوايات.. وحتما ستجدين طريقك هذه المرة بطريقة افضل، ورؤية اعمق للحياة والبشر، تفاءلي.. وثقي بنفسك.. الله معك.