وقبل أن أجيب علي سؤال ما العمل؟! الذي أنهيت به مقالي أمس حول ما يدبر للمؤسسات القومية.. أقول أن الرد الواضح للرئيس عدلي منصور كفاني كلاما.. وفي نفس الوقت منحني الفرصة للحديث عن الصحف القومية. ظ تعاني المؤسسات من خسائر فادحة.. وصلت في أخبار اليوم إلي 83 مليون جنيه.. والأهرام أكثر من 300 مليون جنيه.. ودار التحرير حدث ولا حرج.. أما المؤسسات الأخري فقد انهارت اقتصاديا مثل دار الهلال وروز اليوسف ودار المعارف.. وهي تقبض مرتباتها من الدولة من خلال المجلس الأعلي للصحافة.. تصرف شهريا حوالي 10 ملايين جنيه للمرتبات فقط! ظ قد يكون للخسائر أسباب متعددة يرجع بعضها إلي زمان قديم لم تكن فيه المؤسسات الصحفية تدار بشكل اقتصادي.. وكل رئيس مؤسسة يصدر مطبوعات خاسرة.. أصبحت تحمل المؤسسات عبء العاملين بها وعدم توزيعها.. ويصعب الآن تحويلها إلكترونيا حيث تواجه صعوبات اجتماعية أكبر.. ويمكن أن يكون من الأسباب المنافسة مع القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وصحف المعارضة التي لها مساحات أكبر من الحرية عن الصحف القومية التي ان تجرأت علي النظام واخترقت الخطوط الحمراء تواجه بالضغوط والتهديد برفد رئيس التحرير وأعوانه.. والبحث عن تلفيق القضايا لهم.. وقد يكون من أسباب الخسائر عدم وجود كفاءات إدارية وقيادية لهذه المؤسسات.. وقد يكون ضعف الاعلانات مع اهتزاز الدولة وعدم استقرارها.. وانتشار الفوضي. ظ النتيجة أن هذه المؤسسات بوضعها الحالي تمثل عبئا كبيرا علي ميزانية الدولة.. وإذا كان تيار ما يريد اقصاء التيارات الأخري ويسيطر هو علي الصحافة كما يجري الآن فعليه أن يعرف انها بهذا الوضع.. وأنها تحتاج إلي تكاتف الجميع وليس فصيل واحد.. وعلي الدولة أن تعرف ذلك.. سواء الرئيس عدلي منصور أو الحكومة برئاسة حازم الببلاوي.. أو الهيئة التي يقترحها النقيب ضياء رشوان.. ان مبدأ الاقصاء الذي حاولت جماعة الإخوان اتباعه لا يجب أن يكون منهجا تسير عليه التيارات الأخري.. لأن الصحافة ملك الشعب.. والشعب هو السيد. ظ دعاء: »اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون«. ظ