◄ حين يصبح الميكروفون وطنًا والآية حياة.. صوت السياسة في محراب التلاوة كثيرون لا ينتبهون إلى الدور السياسي الذي لعبته إذاعة القرآن الكريم منذ نشأتها، فعلى الرغم من كونها إذاعة مخصصة لتلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار، فإن البرامج دخلت إلى خارطتها الإذاعية بقرار سيادي في عام 1966، حيث جرى اختيار برامج راسخة منها، حديث الروح، والدين المعاملة، والقاموس الإسلامي، وغيرها.. ◄ مواجهة النكسة في 1967، ومع وقع الهزيمة المريرة، برزت الإذاعة كأداة تهدئة وتثبيت للروح المعنوية، حيث اعتمدت على بث القرآن المجود بأصوات كبار القراء المصريين. كان الهدف تحجيم الأثر النفسي للنكسة، ومواجهة المد الاشتراكي داخل الإذاعة المصرية. ◄ البث الكامل بعد انتصار أكتوبر 1973، مُدَّ إرسال إذاعة القرآن الكريم ليصل إلى 19 ساعة يوميًا، ثم قرر الرئيس الراحل حسني مبارك، في احتفال عيد الإعلاميين عام 1996، أن يمتد إرسالها ليغطى اليوم بأكمله، لتصبح الإذاعة صوتًا لا ينقطع على مدار الساعة. ◄ اقرأ أيضًا | إذاعة القرآن الكريم| من رفعت إلى نعينع.. أصوات صنعت وجدان المسلمين ◄ أول صوت نسائي بداية مختلفة وسط التقاليد، حيث كانت هاجر سعد الدين، رئيسة الإذاعة السابقة وأقدم المذيعات المتخصصات في البرامج الدينية، محط سخرية من بعض الفنانين الشباب، بسبب أسلوب إذاعة القرآن الكريم التقليدي في نطق أسماء البرامج والمذيعين. غير أن هؤلاء لم يدركوا التاريخ الكبير لتلك السيدة، التي حفرت بصوتها العذب وأدائها المميز طريقًا طويلًا بلا مساعدة أو وساطة. ◄ موسوعة الفقه الإسلامي ارتبط اسم هاجر سعد الدين ببرنامجها الأشهر «موسوعة الفقه الإسلامى»، بعد أن قدمت برامج رائدة مثل، دين ودنيا، وفقه المرأة، وفقه المرأة فى رمضان، وغيرها.. كانت هاجر سعد الدين أول سيدة تعمل فى إذاعة القرآن الكريم، رغم رفض المؤسسة فى البداية عمل النساء داخلها، كسرت القاعدة وأصبحت أول صوت نسائي، بل وأول مذيعة غير محجبة في الإذاعة القرآنية، قبل أن تصل إلى رئاسة الشبكة نفسها. وفي 1996، تُوّجت مسيرتها بحصولها على جائزة رسول السلام من الأممالمتحدة، تقديرًا لدورها الإعلامي والإنساني.