عقد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، اجتماعا موسعا مع مجموعة خبراء تطوير التعليم العالي ضمن برنامج "إيراسموس" التابع للاتحاد الأوروبي، والمخصص لدعم وتطوير التعليم العالي على مستوى العالم، والمكون من عدد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات. يأتي هذا اللقاء تماشيا مع الاستراتيجية الشاملة التي تنتهجها الوزارة، لتعزيز أواصر التعاون مع الاتحاد الأوروبي، وتفعيل التعاون الدولي الرامي إلى تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وذلك في إطار تحقيق أهداف "رؤية مصر 2030" للتنمية المستدامة. وأعرب الدكتور أيمن عاشور، عن تقديره العميق للتعاون الاستراتيجي المثمر والمستمر مع برنامج "إيراسموس"، باعتباره أحد الركائز الأساسية والداعمة لخطط تطوير وتحديث التعليم العالي في مصر، مؤكدا أن هذا التعاون ينسجم مع التوجهات الوطنية لبناء نظام تعليمي عصري، يواكب أحدث التطورات العالمية، ويعمل على صقل مهارات وإمكانات الطلاب والباحثين المصريين، بما يسهم في إعداد كوادر بشرية قادرة على المنافسة محليا وإقليميا ودوليا. أوضح الوزير، أن الدولة المصرية تضع ملفي التعليم العالي والبحث العلمي في صدارة أولوياتها الوطنية، مشددا على ضرورة تعظيم الاستفادة من البرامج الدولية المتميزة، مثل "إيراسموس بلس" و"هورايزون أوروبا"، في مجالات التبادل الأكاديمي للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وبناء القدرات المؤسسية والبشرية، ونقل الخبرات الدولية، ورفع جودة الأداء بالجامعات والمراكز البحثية المصرية، لتعزيز تنافسيتها الدولية. من جهته، أشار الدكتور حسام عثمان، نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي، إلى أهمية ضمان إتاحة الفرص لجميع التحالفات المشاركة ضمن مبادرة "تحالف وتنمية"؛ للاستفادة من المشروعات الدولية والشراكات العالمية، مؤكدا ضرورة العمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من برامج التمويل الأوروبية، وترجمة هذه الشراكات إلى مشروعات تنموية حقيقية على أرض الواقع. وأكد الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، أهمية دعم الجامعات المصرية للمشاركة الفاعلة والتنافسية في برنامج "هورايزون أوروبا"، مشددا على ضرورة تنظيم سلسلة من ورش العمل المتخصصة لمتابعة تقدم هذه المشروعات، ودعم تدريب الكوادر البشرية المشاركة فيها، بالتعاون الوثيق مع اللجان والمجموعات الوزارية ذات الصلة. كما أشار الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير ورئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، إلى أهمية تطوير وحدات التعاون الدولي لتعزيز إدارة مشروعات الاتحاد الأوروبي بما يتماشى مع المنظومة والرؤى الوطنية. من جانبها، استعرضت الدكتورة سلمى يسري، مساعد الوزير للتعاون الدولي، الخطوات الجادة التي تتخذها الوزارة للاستفادة القصوى من انضمام مصر إلى برنامج "هورايزون أوروبا"، الذي يعد أحد أضخم برامج تمويل البحث العلمي والابتكار على مستوى العالم، مؤكدة أن هذا الانضمام يمثل فرصة تاريخية لتعزيز الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في مصر، بما في ذلك الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والتكنولوجية، وكذلك المعاهد العليا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع كافة الوزارات والهيئات والقطاعات العامة والخاصة المعنية بالبحث العلمي والابتكار. وكشفت الدكتورة سلمى يسري، عن استعدادات الوزارة لإقامة احتفالية كبرى يوم 30 نوفمبر الجاري بالتعاون مع سفارة الاتحاد الأوروبي في مصر؛ احتفالا بمرور 20 عاما على توقيع اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي بين الطرفين، حيث يمثل الحدث إطلاقا لأسبوع البحث والابتكار المصري الأوروبي، ويشمل مجموعة من الأحداث بالمحافظات المختلفة للترويج لانضمام مصر إلى البرنامج، وتوضيح آليات المشاركة فيه، مشيرة إلى أن فعاليات الاحتفالية تشمل جلسات تعريفية شاملة، يتم خلالها الرد على كافة استفسارات وتساؤلات الباحثين والمؤسسات المؤهلة، حول سبل المشاركة والحصول على التمويل. في السياق ذاته، أكد الدكتور عبدالحميد الزهيري، كبير المفاوضين لاتفاقية انضمام مصر إلى برنامج "هورايزون أوروبا" والرئيس المشارك لبرنامج "بريما"، أن هذا الانضمام يفتح آفاقا غير مسبوقة أمام الجامعات والمراكز البحثية المصرية والوزارات المعنية، للوصول إلى مصادر تمويل ضخمة، والمشاركة في مشروعات بحثية دولية رفيعة المستوى، بما ينعكس بشكل إيجابي على الارتقاء بمنظومة البحث العلمي والابتكار في مصر، ويدعم تحقيق الأهداف الوطنية للتنمية. وقد عرضت الدكتورة زينب الصدر، المنسقة الوطنية لمكتب "إيراسموس" في مصر، سُبل الدعم التي يقدمها المكتب الوطني، لدعم تنفيذ البرنامج على المستوى الوطني، من خلال التنسيق مع المؤسسات التعليمية، وتيسير إجراءات المشاركة، وتعزيز فرص التعاون الأكاديمي وبناء القدرات بين الدول. كما عرضت الدكتورة رشا الشنيطي، مسئول مشروعات خبراء تطوير التعليم العالي بالمكتب الوطني لبرنامج "إيراسموس"، خطة العمل والنتائج المتوقعة لأنشطة مجموعة خبراء تطوير التعليم العالي، ومناقشتها مع المجموعة لتأكيد الاتساق مع الأولويات والأهداف الوطنية. وفي هذا الصدد، أعرب أعضاء مجموعة خبراء تطوير التعليم العالي ببرنامج "إيراسموس" عن إعجابهم بالتقدم الملحوظ الذي تحرزه مصر في مجال تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدين استمرار دعمهم الكامل للشراكات القائمة مع الجانب المصري، وحرصهم على توسيع نطاق التعاون في المجالات التي تحظى بأولوية في إستراتيجية التنمية المصرية. يذكر أن برنامجي "إيراسموس" و"هورايزون أوروبا" يعدان من أبرز وأهم البرامج التي يطرحها الاتحاد الأوروبي لدعم مجالي التعليم العالي والبحث العلمي على مستوى العالم، حيث يساهمان بشكل فعال في رفع كفاءة وتصنيف المؤسسات الأكاديمية والبحثية المنضوية تحتهما.