في إطار حرص مصر على تعزيز التعاون الدولي في مجالات حماية وصون التراث الثقافي المغمور بالمياه، شهدت مكتبة الإسكندرية توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للآثار بجمهورية مصر العربية والمركز الوطني للآثار بجمهورية الصين الشعبية، وذلك بحضور وزير السياحة والآثار شريف فتحي، ضمن فعاليات اليوم الثاني لاحتفالية "التراث الثقافي المغمور بالمياه". وتمثل هذه الخطوة انطلاقة جديدة نحو تعزيز العلاقات الحضارية بين البلدين العريقين، وترسيخ التعاون العلمي والثقافي في مجال الآثار البحرية. شهدت فعاليات اليوم الثاني من احتفالية "التراث الثقافي المغمور بالمياه" مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين مصر والصين في مجال الآثار البحرية والتراث الثقافي المغمور بالمياه، وذلك بمقر مكتبة الإسكندرية. وقّع المذكرة الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، و Tang Wei مدير عام المركز الوطني للآثار بجمهورية الصين الشعبية، بحضور عدد من قيادات وزارة السياحة والآثار وممثلي مكتبة الإسكندرية. أكد وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة استراتيجية نحو توطيد الشراكات الدولية، مشيراً إلى أن التعاون مع الصين يعكس التلاقي الحضاري العريق بين البلدين، ويعزز من فرص الاستفادة من الخبرات المتبادلة في مجالات البحث والترميم والتنقيب. وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد أن مذكرة التفاهم تهدف إلى توسيع مجالات التعاون لتشمل حماية التراث الغارق، تنفيذ أبحاث علمية مشتركة، تنظيم برامج تدريبية متخصصة، إلى جانب تبادل الخبرات الأكاديمية والعملية بين الجانبين. من جهته، أعرب Tang Wei عن سعادته بهذا التعاون الذي وصفه بالخطوة التاريخية، مؤكداً أن المذكرة تمثل بداية لعهد جديد من الشراكات البحثية والثقافية بين مصر والصين، وتعد تطبيقاً عملياً للحوار الحضاري بين أعظم حضارتين عرفهما التاريخ. وبموجب المذكرة، تم الاتفاق على تأسيس المركز المصري الصيني للآثار البحرية والتراث الثقافي المغمور بالمياه (ECCMAUCH) بمدينة الإسكندرية، والذي سيتضمن قاعة عرض خاصة بالقطع الأثرية والإنجازات العلمية، إضافة إلى تنظيم معارض مؤقتة مشتركة في البلدين لعرض مكتشفات التراث الغارق. كما يشمل التعاون تنفيذ مشروعات بحثية وعلمية، وتبادل الأبحاث والمعلومات، وتنظيم المنتديات والفعاليات العلمية، إلى جانب تدريب الأثريين والمرممين والباحثين. حضر مراسم التوقيع نخبة من الشخصيات البارزة في المجال، من بينهم الأستاذة يمنى البحار نائب وزير السياحة والآثار، والمهندس أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والدكتور محمد سليمان نائب مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار، والدكتور أحمد رحيمة معاون الوزير لتنمية الموارد البشرية والمشرف على وحدة التدريب المركزي بالوزارة. وعقب مراسم التوقيع، انطلقت أعمال المؤتمر العلمي للتراث الثقافي المغمور بالمياه، متضمناً سلسلة من المحاضرات والجلسات النقاشية التي تناولت موضوعات هامة مثل إدارة المواقع المغمورة بالمياه، التراث الغارق في أبو قير، ودور الإعلام المصري في إبراز قيمة هذا التراث الفريد. اقرأ أيضا| الإسكندرية تستعيد كنوزها الغارقة.. انتشال قطع أثرية جديدة