يأتى فوز د. خالد العنانى بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو تتويجًا لنجاح النهج المتوازن، الذى تتبعه السياسة الخارجية المصرية فى السنوات الأخيرة، الذى جعل من مصر صوتًا يحظى بالاحترام والثقة على الساحة الدولية. فقد استطاعت القاهرة من خلال دبلوماسيتها الحكيمة ، أن تحافظ على علاقات متوازنة مع مختلف القوى الدولية والإقليمية، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ما منح مرشحها زخمًا واسعًا ودعمًا غير مسبوق فى السباق على رئاسة المنظمة الدولية. ويعكس هذا الفوز مكانة الدبلوماسية المصرية، التى أدارت حملة الترشيح باحترافية عالية، فجمعت بين الحضور السياسى والعلاقات الثقافية والتاريخية لمصر داخل منظومة اليونسكو. كما برزت الجهود المنسقة بين وزارة الخارجية والبعثات المصرية فى الخارج، التى حشدت التأييد لمرشح مصر والعالم العربى، مستندة لرصيد من الثقة والمصداقية، التى راكمتها القاهرة عبر سنوات من العمل المتزن والمسئول، ولا ننسى مشاركات مصر الفاعلة فى الوساطات السياسية ومبادرات السلام والتنمية المستدامة، خاصة فى دعم الاستقرار الإقليمى فى ليبيا والسودان، عبر اتصالات دبلوماسية متواصلة تدعم الحلول السلمية، وأيضًا بتعزيز العمل المناخى العالمى. أخيرًا.. يأتى هذا الإنجاز فى وقت تواصل فيه مصر أداء دور محورى ومسئول فى إدارة الأزمات الإقليمية، وهو ما ظهر فى نجاح مفاوضات شرم الشيخ حول غزة، حيث بذلت جهوداً دبلوماسية مكثفة لتحقيق التهدئة ووقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطينى. ويعكس كل ذلك المكانة التى تحظى بها القاهرة كوسيط موثوق وصوتٍ للعقل والاعتدال بالمنطقة. وهكذا، فإن فوز العنانى يمثل امتداداً لهذا الدور المصرى المتوازن والفاعل الذى يجمع بين الريادة الثقافية والإنسانية والسياسية على الساحة الدولية والاقليمية.