■ كتب: حسن حافظ ◄ هيومن رايتس تعترف بجرائمهم وتوثّق 42 هجومًا على دور العبادة المسيحية واحد من أحقر المخططات الإخوانية تمثل في جرّ مصر إلى هوة الحرب الطائفية، كما ظهر جليًا فى محاولات الاعتداء على المصريين المسيحيين بعد 14 أغسطس 2013، بهدف إشعال حرب طائفية تكون مقدمة لاستدعاء تدخل خارجي بحجة حماية الأقليات. وهو سيناريو محفوظ لدى التنظيم الذي تربّى في معاهد المخابرات البريطانية، فبريطانيا نفسها روّجت لاحتلال مصر بحجة حماية الأجانب والأقليات. لكن المخطط الإخواني لاستدعاء التدخل الأجنبى تحطّم على صخرة الوحدة الوطنية، التى ظهر للجميع أنها لم تكن مجرد شعارات بل واقع جسّدته عبارة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن". الأمور كانت مُعَدّة بليل، فالتحريض على المصريين، وتحديدًا المسيحيين، كان على أشدّه من منصة رابعة وغيرها من الفضائيات التي تبث من الخارج، والتي استخدمت أعلى لهجات التحريض على العنف ضد المسيحيين، فى مخطط واضح لتصوير الأمر على أن من يرفض حكم الإخوان يرفض حكم الإسلام. وهى محاولة بائسة زائفة من جماعة تتاجر بالدين والسياسة معًا. ◄ اقرأ أيضًا | من الفيديوهات المزيفة إلى البوتات| الإرهاب الرقمى الوجه القبيح للإخوان ولما لم يلتفت عموم المصريين لدعوات الجماعة الزائفة، ونزلت الملايين تزيح سُبّة حكم الإخوان عن جبين الوطن، هاجت الجماعة وأطلقت شُذّاذ الآفاق لمهاجمة الكنائس فى عدد من المحافظات بشكل متزامن. ووثّقت جهات التحقيق أكثر من 70 هجومًا على الكنائس ودور العبادة المسيحية فى 17 محافظة، بشكل متزامن وممنهج، تضمنت استخدام مواد مشتعلة لإحراق الكنائس ودور العبادة ومنازل المسيحيين القريبة منها. هيومن رايتس ووتش وثّقت هذه الهجمات فى تقرير رسمى نشر فى 22 أغسطس 2013، وطالبت السلطات المصرية باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الكنائس والمنشآت الدينية من الاعتداءات. وأشارت إلى أن المعتدين أحرقوا ونهبوا عشرات الكنائس والممتلكات المسيحية فى أنحاء البلاد، مخلفين أربعة قتلى على الأقل. وأضاف التقرير أنه عقب فض اعتصام الإخوان فى رابعة، شنت حشود هجمات على ما لا يقل عن 42 كنيسة، فأُحرقت أو دُمّرت 37 كنيسة، علاوة على عشرات المنشآت الدينية المسيحية الأخرى فى محافظاتالمنيا وأسيوط والفيوم والجيزة والسويس وسوهاج وبنى سويف وشمال سيناء. ووصفت المنظمة الدولية ما جرى ب"الاعتداءات الطائفية". وقال جو ستورك، القائم بأعمال المدير التنفيذى لقسم الشرق الأوسط فى هيومن رايتس ووتش: "طوال أسابيع كان بوسع الجميع توقع هذه الاعتداءات، حيث قام أعضاء الإخوان المسلمين باتهام المسيحيين بأن لهم دورًا فى عزل محمد مرسي... وها هى عشرات الكنائس قد تحولت إلى أنقاض ينبعث منها الدخان، والمسيحيون فى أرجاء البلاد يختبئون فى منازلهم، خوفًا على حياتهم". وأشار التقرير إلى تزامن الاعتداء على بعض الكنائس مع الهجوم على مراكز ونقاط شرطة فى العديد من المحافظات، بما يكشف عن خطة واضحة المعالم من قبل الإخوان لتخريب البلاد، تطبيقًا لشعار الجماعة الشهير: "يا نحكمكم يا نقتلكم". ولم تتوقف العمليات الإرهابية ضد الكنائس عند أحداث أغسطس 2013، بل استمر مسلسل الاستهداف الطائفي، إذ أطلق ملثمان النار على كنيسة العذراء بالوراق فى 21 أكتوبر من العام ذاته، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلي. كما تكررت عمليات استهداف الكنائس من عناصر الإخوان الإرهابية، والتى لم تسفر إلا عن حالات وفاة وإصابات بين قوات حماية الكنائس. ثم زادت حدة الاستهداف بالهجوم على الكنيسة البطرسية بالعباسية فى 11 ديسمبر 2016 باستخدام عبوة ناسفة، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا. تلاه الهجوم الإرهابى البشع على كنيستين فى طنطاوالإسكندرية فى أبريل 2017، ما أسفر عن وفاة 46 شخصًا وإصابة 124 آخرين، ونجا بابا الإسكندرية بمعجزة من الاستهداف. من جهته، قال كمال زاخر، المفكر القبطي، إن الهجمات الإخوانية الإرهابية على الكنائس كانت محاولة "خائبة" لإشعال نار الفتنة الطائفية واستدعاء التدخل الأجنبي. لكن الجميع أدرك بحس وطنى أن ما يحدث بعيد عن سياق الفتنة الطائفية، بل كان الهدف استهداف مصر كلها ومعاقبة المصريين جميعًا على رفضهم لحكم الإخوان. لذا وقف المسيحي بجوار المسلم فى رفض هذا المخطط الجهنمي الذي أراد جر مصر إلى فوضى كالتى نشهدها فى بعض الدول المجاورة التى سقطت فى حروب أهلية. وهذه الحكمة التى تميّز بها المواطن المصري، واصطفافه خلف القيادة السياسية، هى التى أحبطت هذا المخطط وأجهضته فى مهده. ورغم الألم الناتج عن تدمير عدد من الكنائس، إلا أنه أُعيد ترميمها وافتتاحها من جديد.