هل تستطيع أن ترسم علي شفتيك شبح ابتسامة ولو كانت باهتة أو مصطنعة ؟.. تصوروا نحن المصريين الذين طالما عالجنا مشاكلنا بالسخرية منها حتي في أحلك الأوقات، واخترعنا النكات السياسية في الأزمات وعندما لا نجد ما نسخر منه نطلق النكات علي أنفسنا وفقدنا أهم خالصنا. ورغم مشاكل البسطاء كانوا دائما ينتصرون علي همومهم بالابتسام وكثيرا ما ضحكوا من أعماق قلوبهم وبطونهم خاوية.. وكم استلقوا علي ظهورهم من الضحك وجيوبهم أنظف من الصيني بعد غسيله لكنهم كانوا آمنين وآملين في الغد رغم سوء الاحوال.. الآن اختفت الابتسامة ليحل محلها الاكتئاب واليأس .. انظر للناس من حولك في الشارع تجدهم متجهمين وكأن كل منهم يحمل حجرا فوق كتفيه.. وخطوط التجاعيد زحفت علي وجوه شابة لتشيخ قبل الأوان، ربما نقرأ تعليقات مرحة مدهشة علي شبكة الفيس بوك أوتويتر من شباب لم يفقدوا الأمل ولم تمت فيهم روح السخرية بعد، ولكن سرعان ما نعود الي كآبتنا فلا شيء يبهج في حياتنا ولا نستطيع ان نفصل أنفسنا عن شئون الوطن.. أتعجب من الاعلانات عن حفلات شم النسيم،وأتساءل عمن لديه الاستعداد للفرح في هذه الاجواء المعبأة باحتمالات المعارك في أي وقت وأي مكان لسقوط المصابين وربما القتلي ويظل الفاعل مجهولا كالعادة ! من منا لا يتلفت حوله وهو يسير في الطريق ولو في النهار وحتي في الزحام .. فقدنا شعورنا بالأمان ولم نعد نحتمي ببعض، وأصبحنا نشك في كل انسان غريب يوشك علي الاقتراب منا خاصة من سائقي الموتوسيكلات الذي قد يختطف حقيبة احدي السيدات حتي لو تسبب في خلع كتفها واحتياجها لعملية جراحية أعرف كثيرات تعرضن لهذا الموقف المجنون وأصابهن خوف هيستيري من الصدمة.. كان النشالون في الماضي يأخذون المال ويعيدون المستندات والكارنيهات لأصحابها أما الآن فالجرائم ازدادت دناءة كالتحرش وخطف الاطفال مقابل فدية ربما كانوا صبية حديثي العهد بالاجرام لكن قلوبهم وضمائرهم في حالة موات وغياب الشرطة وسلبية الناس شجعت علي تلك الجرائم التي لم نعتدها في مجتمعنا مما دفع الاهالي في بعض القري إلي أخذ حقهم بأيديهم والانتقام البشع ممن يروعون أمنهم وتعليقهم كالذبائح وهي علامة خطر يجب أن ننتبه إليها .