عاجل - غارة إسرائيلية بطيران مسيَّر استهدفت سيارة في محيط هذه البلدة بجنوب لبنان    حالة الطقس في مصر: تقلبات جوية وارتفاع في درجات الحرارة على مدار 72 ساعة    اليوم.. الجنايات تستكمل محاكمة 73 متهمًا بخلية التجمع    أزمة لبن الأطفال في مصر.. توفر بدائل وتحركات لتحديد أسعار الأدوية    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 23 أبريل 2024    سعر الجنيه الاسترليني بالبنوك اليوم الثلاثاء 23-4-2024 في البنوك    مشاهدة بث مباشر مباراة أرسنال ضد تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز 2024    مصر تستهدف زيادة إيرادات ضريبة السجائر والتبغ بنحو 10 مليارات جنيه في 2024-2025    أسعار الأسماك في سوق العبور اليوم الثلاثاء 23 أبريل    مصرع عامل غرقًا بمياه الترعة في سوهاج    مُسن يطلق النار على عامل بسوهاج والسبب "مسقى مياه"    مي عمر تعلق على ردود فعل الجمهور على دورها بمسلسل «نعمة الأفوكاتو»    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 23-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدرية طلبة تشارك جمهورها فرحة حناء ابنتها وتعلن موعد زفافها (صور)    نيللي كريم تظهر مع أبطال مسلسل ب100 وش.. وتعلق: «العصابة رجعت»    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    بالأرقام.. تفاصيل توزيع مخصصات الأجور في الموازنة الجديدة 2025 (جداول)    لبنان.. شهيد جراء قصف طيران الجيش الإسرائيلي سيارة في محيط بلدة عدلون    اعتقال متظاهرين مؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريكية (فيديو)    نجاة طفل تشبث أسفل قطار مسافة 100 كيلومتر    مصرع عامل دهسه قطار الصعيد في مزلقان سمالوط بالمنيا    رسميا.. التعليم تعلن مواصفات امتحانات الترم الثاني لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    إسرائيل تنتقد تقريرا نهائيا حول مزاعم ضد أونروا    أسعار الدواجن اليوم 23 أبريل في النازل.. الحقلك فرختين قبل نهاية الشهر    اتحاد الكرة يوضح حقيقة وقف الدعم المادي لمشروع «فيفا فورورد»    ملتقى القاهرة الأدبي.. هشام أصلان: القاهرة مدينة ملهمة بالرغم من قسوتها    40.3 مليار جنيه.. قيمة التداول بالبورصة أمس الاثنين    إزالة 14 حالة تعد بمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية    أستاذ مناعة يحذر من الباراسيتامول: يسبب تراكم السموم.. ويؤثر على عضلة القلب    عاجل - قصف مدينة رفح الفلسطينية جنوب غزة.. طيران الاحتلال في هجوم جديد    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام عطلة شم النسيم 2024 للقطاعين بعد ترحيل عيد العمال    رئيس الوزراء يهنئ وزير الدفاع بعيد تحرير سيناء سيناء    بشرى سارة لجمهور النادي الأهلي بشأن إصابات الفريق    عاجل.. صفقة كبرى على رادار الأهلي الصيف المقبل    بلينكن ينفي "ازدواجية المعايير" في تطبيق القانون الأمريكي    التحديات والتطورات: نشاط داعش في آسيا الوسطى وتأثيره على الأمان والاستقرار    بعد وفاته في تركيا، من هو رجل الدين اليمني عبد المجيد الزنداني؟    نصائح مهمة لمرضى الجهاز التنفسي والحساسية خلال الطقس اليوم    الكونجرس يشعر بالخطر.. أسامة كمال: الرهان على الأجيال الجديدة    إمام عاشور مطلوب في التعاون السعودي.. والأهلي يوافق بشرط    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    خلال ساعات العمل.. أطعمة تجعل الجسم أكثر نشاطا وحيوية    عامر حسين: الأهلي احتج على مشاركة حارس الاتحاد السكندري    عبدالجليل: دور مدير الكرة في الأهلي ليس الاعتراض على الحكام    «فلسطين توثق المجازر».. فعاليات متعددة في رابع أيام مهرجان أسوان (تعرف عليها)    علي هامش انعقاد مؤتمر الاتحاد العربي.. 11 دولة عربية في ضيافة النقابة العامة للغزل والنسيج بالقاهرة    الشرطة تداهم أوكار الكيف.. سقوط 85 ديلر مخدرات في الإسكندرية    لجنة الانضباط تستدعي الشيبي للتحقيق معه في واقعة الشحات| تفاصيل جديدة    علي جمعة عن سبب تقديم برنامج نور الدين: ربنا هيحاسبني على سكوتي    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 23 أبريل في محافظات مصر    مصرع شخص وإصابة 2 في تصادم 3 تريلات نقل بالوادي الجديد    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    طريقة عمل كيكة البرتقال، باحترافية في البيت بأقل التكاليف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدعابة والمزاح فى حياة المسلم
نشر في اليوم السابع يوم 19 - 08 - 2010

يتميز العرب عموماً والشعب المصرى خصوصًا بحبهم للفكاهة والدعابة وخفة ظلهم، ومن هنا تم اختراع شخصية جحا بكل مواقفه الساخرة الضاحكة وغيره من الشخصيات الأخرى التى أثرت الأدب العربى ثراءً كبيرا، ففى كتاب البخلاء للجاحظ نجد صورا ضاحكة من البخل وتصرفات البخلاء، ولو تتبعنا تاريخ الشعب المصرى منذ قديم الزمان لوجدنا أن النكتة تلعب دورًا بارزا فى حياته حتى فى أحلك لحظات حياته.
فعندما يُحتل فإنه يسخر من محتليه، وعندما يتعرض لظلم فإنه يسخر من ظالمه بالنكات والرسومات، ولعل أول رسم كاريكاتيرى أنتجه الشعب المصرى كان على جدران معبد الدير البحرى للملكة حتشبسوت بعد عودتها من بلاد بونت، حين تم تصوير زوجة ملك بونت (الصومال حاليًا) بطريقة كاريكاتيرية طريفة تبين كم أن ملكة بونت سمينة ومكتظة بالشحم واللحم لأن المصريين القدماء كانوا مشهورين بالرشاقة فهالهم منظر الملكة الممتلئة فظهر ذلك فى رسوماتهم.. وكان الفرعون المصرى يعين رجلا فى بلاطه وظيفته أنه مهرج الملك، كلما شعر الفرعون بالضيق استدعى هذا الرجل ليضحكه.
وكان الفراعنة يستقدمون الأقزام من إفريقيا لنفس السبب فالمرح والدعابة لا غنى للإنسان عنه فهو يروح عن القلوب ويذهب عنها الملل والكآبة التى تعتريها من حين لآخر.
ولما جاء الإسلام هذب حب الدعابة والفكاهة فى نفوس الناس فوضع لها شروطاً وآدابًا نستطيع أن نستخلصها ونراها فى مزاح النبى، صلى الله عليه وسلم، مع أصحابه فهو القائل: "تبسمك فى وجه أخيك صدقة".. وقد قال: أحد الصحابة رضوان الله عليهم واصفًا الرسول عند اللقاء: "ما رأيت أكثر تبسمًا من النبى صلى الله عليه وسلم".
حتى أن المرة الوحيدة التى عبس فيها النبى ولم يبتسم عاتبه الله عز وجل وأنزل سورة كاملة سماها سورة "عبس"، وكأن التبسم والبشاشة هو منهج إسلامى رفيع، ولكنه خاضع لضوابط تهذبه رغم أن المرء قد يظن أن مقام النبوة يتطلب الجدية؛ فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: "قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا؟ قال: إنى لا أقول إلا حقاً" (رواه الترمذى). فهذا هو الشرط الأول فى المزاح أن يتحرى الصدق فيه وهذا بالطبع معناه أن اختراع النكات الكاذبة عن الصعايدة وغيرهم هو مخالفة شرعية لشروط الدعابة وأن كذبة إبريل بهدف الدعابة حرام.. حتى فى أوقات الحرب والغزوات لم تكن روح الفكاهة تفارق النبى، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رغم ما يقتضيه الموقف من الجدية، ففى إحدى الغزوات كان النبى مصطحبا مرضعته أم أيمن الحبشية فقالت له داعية: "سبتكم الله".. لأنها كانت لا تتقن العربية فضحك النبى، صلى الله عليه وسلم، وقال: "تقصدين ثبتكم الله" فإن استخدام السين بدلا من الثاء يعطى عكس المعنى وفى غزوة أخرى كان النبى يجالس على بن أبى طالب ويأكل معه التمر فأخذ علىّ النوى ووضعه أمام النبى وقال له مداعبا: "أأكلت كل هذا التمر يا رسول الله؟ فرد النبى مازحا: "وأنت أأكلت البلح بنواه؟" وأخذ الاثنان يضحكان.
وعنه رضى الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً.. وكان صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلاً دميماً، فأتاه النبى، صلى الله عليه وسلم، يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال: من هذا؟ أرسلنى (يعنى اتركنى) فالتفت فعرف النبى، صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر النبى، صلى الله عليه وسلم، حين عرفه فجعل النبى، صلى الله عليه وسلم، يقول: من يشترى هذا العبد؟ ( وهو بلا شك عبدٌ لله (فقال: يا رسول الله إذن والله تجدنى كاسداً، فقال النبى: لكنك عند الله لست بكاسد. رواه أحمد وابن حيان.
ولكن من المحرم والمحظور الدعابة فيما يخص الله ورسله وكتبه والاستهزاء بهم فقد رأيت أمثلة عديدة لأشخاص يتندرون على الله ورسوله ولما نهيتهم عن ذلك قالوا: "إنا نمزح". فقلت لهم: إن الله ورسوله لا يصلحان مادة للمزاح والسخرية فاستنكروا.
ذكر الطبرى أنه فى غزوة تبوك قال بعض القوم لقراء النبى، صلى الله عليه وسلم، يستهزئون بهم ما رأينا مثل قرّائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب حديثاً ولا أجبن عند اللقاء). فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم فنزلت آية فى كتاب الله إلى أن تقوم الساعة: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنّا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" (سورة التوبة 66،65).
ويجب أن لا يتضمن الأذى بأحد من الناس، قال رسول الله "لا ضررولا ضرار". فلا يجوز أن يؤذى الناس ولو نسب الأذى إلى المزاح.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه جادًا ولا لاعبًا، وإذا وجد أحدكم عصا صاحبه فليرددها عليه (أحمد وأبو داود والترمزى).
فعلى سبيل المثال هناك صديق يريد أن يمزح مع صاحبه فيسرق منه شيئا فيتسبب له فى مشكلة أو صديق يؤلف قصة كاذبة لصديقه أو يضربه ضربا مبرحا أو ينتحل شخصية أخرى بغرض الدعابة فيروعه وقد قال الرسول، صلى الله عليه وسلم،: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا".
وهذا يدلنا على أن المزاح لا يجب أن يتضمن كذباً أو غيبة أو فحشاً ويجب أن يكون مزاحًا لطيفًا رقيقا وليس مزاحا ثقيلا سخيفا، فمثلا برنامج الكاميرا الخفية الذى يهدف إلى السخرية من الناس وإضحاك غيرهم عليهم من خلال ترويعهم والكذب عليهم يعتبر حرام شرعا والأفلام التى تمزج الكوميديا والضحك بالفاحشة فتجعل المشاهد يضحك ويشعر بالسعادة بينما يشاهد بطل الفيلم يزنى مع البطلة فاستطاع المخرج بخبث شديد وبالتدريج صرف ذهن المشاهد عن مدى شناعة هذه الفاحشة عن طريق صبها فى قالب كوميدى
ونجد سيدنا موسى عليه السلام حين أمر قومه أن يذبحوا بقرة قالوا له: "أتتخذنا هزوا" فقال لهم: "أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين". إذن الاستهزاء بالناس واالضحك عليهم هو نوع من الجهل لا ينبغى للمسلم الوقوع فيه.
وقد ورد فى كتاب التوحيد شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ باب من هزل بشئ فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية نص فى أن المستهزئ بالله، وبالرسول، وبآيات الله -جل وعلا-، والمقصود بها آيات الله -جل وعلا- الشرعية، يعنى القرآن، أن هذا المستهزئ كافر، وأنه لا ينفعه اعتذاره بأنه كان فى هزل ولعب، بل هو كافر؛ لأن تعظيم الله -جل وعلا- وتوحيده يوجب عليه ألا يستهزئ، إذن قوله: لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ هو دليل كفر المستهزئ.
واليوم هناك نوعان من الناس أحدهما عابس متجهم والآخر ساخر متهكم فالعابس يدعى أن الإسلام دين الجدية والوقار والضاحك يدعى أن الاسلام دين السماحة والدعابة والحقيقة أن الإسلام دين الوسطية بين هذا وذاك فقد قال النبى إن كثرة الضحك تميت القلب فلا ينبغى للمسلم أن يقضى ليله ونهاره فى الضحك والمداعبة والفكاهة حيث مر النبى على قوم يضحكون فقال: "لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكتيم كثيرا" وفى الوقت نفسه لا ينبغى أن يقضى يومه كله متجهما عابسا بل يكون متوازنا بين هذا وذاك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.