على الرغم من الانتقادات التي توجه إليه حاليا ومنذ فترة ليست بالقصيرة، وعلى الرغم من أن كثيرا من هذه الانتقادات في محلها، إلا أنه يحسب لاتحاد كرة القدم رغم كل ذلك، إصراره على استكمال الموسم الحالي الذي يعد أصعب المواسم الكروية، لما صادفه من أحداث تاريخية، وقد كان من الطبيعي ألا يستكمل الموسم لولا عزيمة اتحاد الكرة، لا سيما أنه واجه في ذلك قرارا للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الذي أصدره في أعقاب واقعة "الجلابية" بتأجيل عودة الدوري بما يعني إلغاءه، ثم واجه قرارا آخر للسيد منصور العيسوي وزير الداخلية بتأجيل مباراة القمة الأخيرة، نظرا لأحداث ميدان التحرير في التوقيت نفسه، قبل أن يقتنع كل منهما بإلغاء قراره. وللإنصاف، ما كان لاتحاد الكرة أن يمضي في استكمال موسمه لولا قناعة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد، وهو مجلس يضم عناصر تؤمن بالرياضة ودورها المجتمعي، وهو ما يعكسه اهتمام القوات المسلحة بها على مستوى الفرد والبنية الرياضية التحتية. وإذا كانت هناك من ملاحظات على سير المسابقة، وانتقادات لآداء أي من عناصرها، فإنها تبقى في إطار المتعارف عليه في كل المسابقات، لا سيما ما يتعلق منها بالتحكيم، الذي اعتاد الجميع على الاختلاف حول قراراته، تبعا لانتماء كل منتقد، وبالقطع هناك أخطاء تحكيمية، مثل كل قطاع في المنظومة الكروية لديه أخطاء، فقط المطلوب أن نتخلص جميعا من نظرية المؤامرة التي تحكمنا في كل خطأ تحكيمي يواجهنا، وللأمانة، فهذه الأخطاء تتعدد مع اقتراب الموسم من نهايته، واحتدام المنافسة بين أقطاب المسابقة قمة وقاعا. بقي على اتحاد الكرة أن يثبت في مواجهة معركة الهبوط، التي تزداد اشتعالا الآن ومنذ أن فقد الاتحاد السكندري على وجه التحديد آماله في البقاء، وما وراء هذا النادي العريق من جماهير تمثل شريحة مهمة من المجتمع المصري، وعلاج ذلك لا يمكن أن يأتي بإلغاء الهبوط، بل باقتحام المشكلة نفسها، وإعادة النظر في وضع الأندية الجماهيرية، وحالتها الاقتصادية، إذ أن الاتحاد السكندري بقي لأعوام عديدة يعاني من شبح الهبوط، حتى تمكن منه أخيرا، لأن أحدا لم يلتفت إلى أن الوضع الاقتصادي للأندية الجماهيرية لا ينسجم مع متطلبات الاحتراف المالية الذي يأتي مسرعا بقطاره، ولن يدع لأي ممن لا يستطيعون ركوبه فرصة الفرار من سحق عجلاته. وهو أمر بكل تاكيد لا تقع مسئوليته على اتحاد الكرة وحده، بل يتطلب مواجهة جريئة من الدولة، فإن لم تقدم على خطوة كهذه، وهو المتوقع، فالاحتراف وحده سيضبط إيقاع الجميع، لأن الاحتراف بقوانينه ومتطلباته، لا يمكن أن يسري على الجميع سواء لاعبين أو اندية أو حتى حكام، ولا مانع من أن تنشأ مسابقة جديدة لغير المحترفين تتوازى مع دوري المحترفين، وتحظى باهتمام كبير على المستوى الإعلامي، تكون المشاركة فيها للأندية التي لا تقوى على الوفاء بمتطلبات الاحتراف، وبالتالي تتسع قاعدة المشاركة أمام اللاعبين، فإذا نبغ منهم أحد، تحول إلى أحد أندية المحترفين، واستفاد ناديه بعائده، الذي من الممكن أن يرتقي به هذا العائد إلى مصاف الأندية المحترفة. والمشكلة الرئيسية، ليست في فكرة ندعو لتطبيقها أو حتى دراستها، فالأفكار كثيرة، بل هناك من الأفكار ما هي أنجع، ولمتخصصين اكثر مني تمكنا، ولكن المشكلة الحقيقية، هي استمرار إغماض العين، وعدم النظر بصدق وتجرد للمستقبل، تحت شعار، أنا ومن بعدي الطوفان، ومن يأتي بعدنا " يبقى يلبسها"!! أسامة إسماعيل [email protected]