تحمّل سيرخيو راموس، البالغ من العمر 27 سنة، مسؤولية صعبة بالنسبة لأي مدافع: الدفاع عن عرين فريقين من أفضل الفرق الهجومية في العالم: المنتخب الأسباني وريال مدريد. ووفقًا لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فيبدو بأن الأمور تسير على أفضل ما يرام حيث توّج بكأس الأمم الأوروبية مرتين مع لاروخا وفاز معها أيضاً بكأس العالم FIFA، كما وقع عليه الإختيار للمرة الرابعة في مسيرته ضمن فريق FIFA/FIFPro World XIكأفضل لاعب في مركزه. وبخصوص التحديات الوشيكة التي سيواجهها في كلا الفريقين والوضع الإجتماعي المعقد في بلده، تحدث المدافع المخضرم حصرياً لموقع FIFA.com. موقع FIFA.com: سيرخيو، سيكون 2014 عاماً استثنائياً بسبب إجراء العديد من المسابقات على مستوى الأندية وسيكون مسك الختام تنظيم كأس العالم FIFAفي البرازيل. هل سيجعل العرس العالمي هذا العام أكثر تميزاً؟ سيرخيو راموس: بالتأكيد. سيكون موسماً رائعاً بالنظر إلى التحديات المنتظرة والأهداف المرجوة. يجب أن نبذل قصارى جهدنا ونقدم أفضل مستوى ممكن مع المنتخب وريال مدريد الذي ينافس على ثلاث مسابقات (الدوري الأسباني وكأس ملك أسبانيا ودوري أبطال أوروبا). لا مناص من الكفاح للفوز بالألقاب الثلاثة. وسيكون مسك ختام هذا الموسم تنظيم كأس العالم. وهناك معطى آخر مهم: سأرزق بولد إن شاء الله في شهر مايو/أيار. لا يمكن للمرء أن يطلب أكثر من هذا في الحياة. إذن سنعيش بحماس كبير عام 2014. هل سيولد هذا الطفل بلقب في جعبته؟ أتمنى ذلك! لقد سبق وعشنا حلم التتويج بكأس العالم مع الشعب الأسباني. ما حققناه لم يكن سهلاً على الإطلاق وسيكون من الصعب أيضاً تكراره. هناك العديد من المنتخبات التي أبانت عن مستوى كبير وكلها تريد أن تخطف منا التاج العالمي. أوقعتكم القرعة في نفس المجموعة مع هولندا التي لعبتم ضدها نهائي جنوب أفريقيا 2010. ماذا خطر في بالك عندما رأيت هذا المنتخب يلتحق بمجموعتكم؟ الكثير من الذكريات. واجهنا العديد من المنتخبات القوية في الأعوام الأخيرة، ولكن هولندا لدينا معها العديد من الذكريات بحكم النهائي الذي لعبناه ضدها والذي كان الأول من نوعه بالنسبة للمنتخب الأسباني الذي فاز بلقبه العالمي الأول. هولندا من بين المنتخبات المرشحة وتمتلك العديد من اللاعبين المميزين. عندما تراها في مجموعتك. تتمنى لو أنك كنت في مجموعة أخرى أسهل، ولكن من يعرف ربما لو أوقعتنا القرعة في مجموعة أسهل قد تتعقد الأمور أكثر بالنسبة لنا. يجب علينا أن نحترم الجميع، فلكي تتوّج بطلاً للعالم يجب أن تفوز على أفضل المنتخبات. بمناسبة حديثنا عن البرازيل، نود التحدث قليلاً عن المباراة النهائية الأخيرة في كأس القارات FIFA. لقد تفاجأ العالم بتلك النتيجة الثقيلة لصالح السيليساو. كيف تحلل تلك المباراة؟ يجب أن نكون واقعيين. لقد فازوا علينا بجدارة واستحقاق ويجب أن نتعلم من تلك الهزيمة. ربما لم نصل إلى تلك المباراة في أفضل أحوالنا، وربما لم نكن مستعدين بدنياً بما فيه الكفاية. وهو ما استفاد منه المنتخب البرازيلي الذي لعب مباراة جيدة. صحيح أننا لعبنا بعشرة لاعبين (تم طرد جيرارد بيكيه في الدقيقة 68) وتوسع الفارق أكثر قليلاً، ولكن لا يجب علينا اختلاق الأعذار. كانوا أقوى منا واستحقوا الفوز. الجميل في كرة القدم هو أن هناك دائماً فرصة للإنتقام وهذا الأمر يحفزك أكثر لأنك لا تعرف متى يمكن أن تأتي هذه الفرصة. يجب أن نكون على أتم الإستعداد في حال كان علينا مواجهة البرازيل مرة أخرى. سنحاول إيجاد ثغرات وحلول أكثر مما فعلناه العام الماضي. في تلك المباراة أضعت ركلة ترجيح في الشوط الثاني. ماذا تعلمت من ذلك الخطأ؟ يعتمد تنفيذ ركلة الترجيح على مزاج وثقة كل لاعب لأن القرار يُتخذ بسرعة البرق. أردت أن أتحمل المسؤولية، ولكن لسوء حظي خرجت الكرة قريبة من القائم لأنني حاولت وضعها في الزاوية. لم يتحرك الحارس لحظة تسديدي الكرة لأنه كان يعرف كيف أسدد ركلات الترجيح (يضحك) وذهبت الكرة خارج المرمى. تحدث مثل هذه الأمور في كرة القدم. لا ننسى بأن العديد من اللاعبين الكبار أضاعوا ركلات الترجيح. لا يجب أن نركز على الأخطاء. من الطبيعي أن يتعلم المرء من أخطائه ويراكم الخبرة، ولكن إذا سنحت الفرصة في المستقبل فسأتحمل المسؤولية بدون تردد. أنت تلعب في فريقين -ريال مدريد والمنتخب الأسباني- يمتازان بقوتهما الهجومية. هل يشكل لك ذلك تحدياً إضافياً؟ يعتبر الإستقرار الدفاعي مفتاح نجاح أي فريق. لهذا يجب أن تكون خطوط الدفاع والوسط والهجوم متراصة، وهذا يتطلب التنسيق الجيد والتركيز وتغطية الملعب بشكل ممتاز. ربما في بعض الأحيان لا نكتفي بالبقاء في الخط الخلفي لأن هناك مدافعين مثلي يحبون الإنضمام للهجوم والمشاركة في الهجمات وتسجيل الأهداف. ولكن لا يجب أن ينساق المرء وراء رغباته فأهم شيء هو الفريق وعندما يفوز يشعر المرء بالسعادة لأنه قام بعمل جيد. عندما يمتلك الفريق العديد من اللاعبين الجيدين في الهجوم لا يمكن للمدافعين أن يلتحقوا بالخطوط الأمامية لأن خط الدفاع سيصبح ضعيفاً. بمناسبة حديثنا عن ريال مدريد، ماذا تغير مع مجيء كارلو أنشيلوتي مقارنة بعهد جوزيه مورينيو؟ لا يمكننا تقييم هذا الأمر لأن لكل مدرب فلسفته وقناعاته وأسلوبه وشخصيته. هناك اختلاف بين جميع المدربين. لقد عشنا مع مورينيو أوقات جيدة وأخرى سيئة...أما أنشيلوتي فربما يغار منه الكثيرون بسبب مسيرته الحافلة بالألقاب وباعه الطويل في عالم كرة القدم. كان لاعباً في السابق وهو يعرف كيف يضع نفسه مكان اللاعب. لهذا هناك تفاهم جيد بينه وبين جميع اللاعبين الذين يعاملهم بشكل ممتاز. أعتقد أننا يمكن أن نتعلم الكثير منه في هذا الموسم الذي نتمناه حافلاً بالألقاب. هل من الصعب التكيف مع مدرب جديد بعد قضاء وقت طويل تحت إمرة مدرب آخر؟ بصراحة لا أعتقد ذلك. جميع المدربين يريدون نفس الشيء: الفوز ودفع اللاعب لتقديم أفضل ما عنده. ليس من السهل إرضاء الجميع وقيادة مجموعة من اللاعبين القادمين من جميع أرجاء العالم مع ما يعنيه ذلك من اختلاف في الثقافات والفلسفات، ولكننا كلنا تقاتل من أجل نفس الهدف. لا يجب أن نعقد الأمور. بخصوص المجموعة، هل ما زلت تقوم بدور "دي جي" في غرفة الملابس؟ أنا أفعل ذلك منذ سنوات (يضحك). ربما الآن هناك شبان آخرون صاعدون مثل مارسيلو أو خيسي. حيث يأتي هؤلاء "الأطفال" الآن محملين بالموسيقى، لذلك أصبحت أهتم بأشياء أخرى. ولكن أحب دائماً أن تسود البهجة والسرور والتفاهم والسلام والإنسجام في غرفة الملابس. إنها أمور ضرورية أيضاً لتحقيق النجاح. كم هو حجم هاجس الفوز باللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا؟ إنها مسابقة يعشقها الجميع. وقد مرت سنوات كثيرة على آخر فوز للفريق بهذا اللقب. لهذا نود الفوز بهذه المسابقة أكثر من غيرها. لا أعرف إذا ما يمكن أن نسمي هذا الأمر هاجساً. ولكن لا يجب أن نفكر في الأمر كذلك. علينا أن نمشي خطوة خطوة والوصول، كما فعلنا في السنوات الأخيرة، إلى الدور قبل النهائي، على بعد خطوة واحدة من المباراة النهائية. وإذا حالفنا الحظ في الفوز فهذا هو المراد. إنها مهمة معقدة ولكن فريقا مثل ريال مدريد يجب أن ينافس على هذا اللقب حتى آخر رمق. في الختام، سيرخيو، ماذا طلبت بمناسبة نخب السنة الجديدة؟ أنا لا أطلب الكثير، خصوصاً في هذه الأوقات العصيبة التي تعيشها بلادنا. يجب أن نفكر في مثل هذه الأمور ونتضامن مع الآخرين ونتكيف مع الواقع. أطلب الصحة للجميع والتشبث بالآمال وأحلام لأن السعادة لا يجب أن يسلبها منا أحد. لنحلم ما دامت الأحلام مجانية. لا يمكنني أن أتجاهل الوضع الحالي في البلاد لأنه لدي أصدقاء يعانون من البطالة وآخرون يعانون من مشاكل عدة. ولكن بالجهد والتضحية يمكن للمرء أن يحقق الأهداف التي يضعها.