يا غنوش يا سفاح.. يا قاتل الأرواح ويسقط يسقط حكم الإخوان, كانت تلك هي الهتافات التي خرج عشرات الآلاف من الشباب التونسي أمس الي الشوارع يصرخون بها علي جريمة اغتيال النائب التونسي المعارض محمد البراهمي, أيقونة ثورة الياسمين التونسية, والذي قتل بدم بارد تحت رعاية حكومة النهضة الإسلامية, كما قالت شقيقته التي أكدت أنه لا مكان للإسلاميين وحكمهم الظالم في تونس, التي تعاني سياسة الاغتيالات التي تمارسها الحكومة حيث إنها كانت ثالث عملية اغتيال سياسي في تونس في أقل من عام والثانية في6 أشهر. وتحت عنوان اغتيال البراهمي يشعل الثورة من جديد, نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز تقريرا, أشارت فيه الي أن الحادث جريمة نكراء أشعلت فتيل الثورة من جديد في بلد البوعزيزي التي خرج الآلاف من شبابها الي الشوارع أمس للتنديد بحكومة النهضة وحكم الإسلاميين, وخرجوا يهتفون يسقط حكم الإسلاميين, كما قاموا بإحراق عدد من مقار حزب النهضة الإسلامي في مدينة سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية, التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي, وسط حالة من الغضب العارم والتي أكد المسئولون أن تونس لم تشهدها منذ ثورة الياسمين. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, بل أعلن شباب الجبهة الشعبية بتونس, عن دخولهم في عصيان مدني لحين إسقاط حكومة الالتفاف علي الثورة والتي سرقت حرية الشعب, وأضافت الصحيفة أن البراهمي المعارض البارز لحكومة النهضة والذي أكد قبل وفاته بأيام, أن سيناريو03 يونيو في مصر قد يري النور في تونس, قتل أمام زوجته وابنته ب11 طلقة, في جريمة نفذها مسلحون مجهولون أمام منزله كانوار يستقلون دراجة نارية وهي الطريقة ذاتها التي قتل بها الزعيم المعارض شكري بلعيد منذ عدة أشهر. ويري المحللون أن الوضع في تونس أوشك علي الانفجار, خاصة أن الحكومة تخاطب الشعب بنبرة متحدية, مشيرين الي أن خروج التونسيين بهذا العدد الي الشوارع يؤكد أنها ثورة جديدة وليست أعمال شغب أو إثارة للفوضي كما تدعي الرئاسة, وأكدت الصحيفة أن تعمد الحكومة إخفاء حقائق مرتكبي جريمة اغتيال بلعيد والتي أعلنت السلطات التونسية عن كشفها أسماء مرتكبيها, وضعت حكومة النهضة في مأزق كبير, حتي جاءت جريمة اغتيال البراهمي التي من المؤكد أنها ستطيح بالحكومة الحالية لمساعدتها المجرمين علي الافلات من العقاب, وهو ما أدي الي زيادة الاحتقان والاستقطاب السياسي في بلد يعاني حالة من عدم الاستقرار منذ أكثر من عامين, وأكد المحللون أن تلك الجريمة قد تخدم حركة تمرد الحركة الشعبية التي تسعي الي إسقاط البرلمان وكل المؤسسات المنبثقة عنه, وتشكيل حكومة ائتلافية ثورية تعمل علي إجراء انتخابات في أقرب وقت, وذلك بعدما نجحت في جمع078 ألف توقيع لإنهاء حكم الاخوان, والتي دعت الي النزول الي الشوارع وعدم العودة إلا بعد إسقاط النظام الذي لا يفهم معني الحكم وحماية المواطنين.