شارك عدة آلاف من الإسلاميين في مظاهرات شهدتها شوارع تونس الجمعة للدفاع عن الحكومة التي يقودها الإسلاميون في مواجهة مطالب شعبية تطالب باستقالتها على خلفية اغتيال السياسي المعارض، محمد البراهمي. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية إن سلفيا متشددا وراء اغتيال البراهمي، مضيفة أن السلاح الذي استخدم في اغتياله هو السلاح ذاته الذي استخدم في اغتيال شكري بلعيد في فبراير/شباط الماضي. وأضاف الناطق في مؤتمر صحفي "السلاح الأوتوماتيكي من عيار 9 ملمترات الذي قتل بلعيد هو السلاح ذاته الذي قتل البراهمي". ومضى للقول إن المشتبه به يدعى بوبكر حكيم، وتبحث عنه أجهزة الأمن منذ مدة للاشتباه في أنه مسؤول عن تهريب أسلحة من ليبيا. وأطلقت 14 رصاصة على البراهمي الذي أسس حزب التيار الشعبي التونسي في ثاني عملية اغتيال تشهدها تونس. يأتي تصريح الناطق باسم وزارة الداخلية في ظل المظاهرات التي نظمها الإسلاميون ومعارضوهم من العلمانيين بشأن مستقبل الحكومة التي تقودها النهضة. وردد أنصار النهضة شعارات من قبيل "الشعب يريد النهضة مرة أخرى" و "لا لانقلاب ضد الديمقراطية"، رافضين مطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة. والبراهمي البالغ من العمر 58 عاما، معروف بانتقاده للحكومة التي تقودها النهضة وهو عضو في المجلس التأسيسي (البرلمان) الذي صاغ دستورا جديدا لتونس. وأعلن حزب علماني آخر وهو حزب المبادرة عن استقالة أعضائه الخمسة من المجلس التأسيسي. وهذا أول انسحاب من المجلس التأسيسي الذي يسيطر عليه الإسلاميون احتجاجا على عملية الاغتيال. انقسامات وتعمقت الانقسامات بين الإسلاميين ومعارضيهم العلمانيين منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي أطيح به في عام 2011. وكانت السلطات التونسية حددت 14 سلفيا يشتبه في أنهم شاركوا في اغتيال بلعيد ومعظمهم أعضاء في جماعة أنصار الشريعة التونسية السلفية. وفي المقابل، خرج آلاف من المعارضين إلى شوارع تونس العاصمة احتجاجا على اغتيال البراهمي في حين أغلقت المحلات التجارية والبنوك أبوابها كما ألغيت جميع الرحلات الجوية المتجهة إلى تونس والآتية منها. وردد المعارضون شعارات من قبيل "فليسقط حكم الإخوان المسلمين" في إشارة إلى الحكومة التي تقودها النهضة. وقالت أسرة البراهمي إنها ستنظم جنازة له السبت وسيدفن بالقرب من قبر بلعيد. وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إنه طلب من الجيش تنظيم جنازة دولة للإبراهمي. وأعلنت الحكومة يوما للحداد الوطني كما أن الإذاعات الوطنية أذاعت أغاني وأناشيد وطنية. وتظاهر آلاف في مدن صفاقس والقيروان والموناستر وسيدي بوزيد. وقال زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، إن الهجوم على البراهمي يهدف إلى " إيقاف العملية الديمقراطية في تونس وقتل النموذج الناجح الوحيد في المنطقة وخصوصا بعد العنف في مصر وسوريا وليبيا". وأضاف الغنوشي قائلا "تونس لن تحذو حذو السيناريو المصري. سنصمد".