تعتبر منطقة الميناء الشرقي بالاسكندرية من المعالم التاريخية الهامة علي كورنيش الثغر لكن الأمر لم يعد كذلك فقد اصبح كورنيش الاسكندرية في حالة يرثي لها حتي الجزء الأثري الذي تحدي عوامل الاهمال والتعرية علي مدار قرون وهو الجزء المتبقي منه والمطل علي الميناء الشرقي اختفت بعض احجاره الاثرية في ظروف غامضة. وقامت الجهات التنفيذية المسئولة بترميمه بالمواد الاسمنتية والاحجار الجيرية مما أدي إلي الاساءة لهذه الآثار المتبقية من العصور البيزنطية والرومانية والاسلامية والتي جعلت من الاسكندرية مزارا سياحيا يقصده كل المولعين بالتاريخ وتعود قصة السور الي عهد الاسكندر الاكبر الذي أمر ببناء المدينة التي شهدت عملية تطوير كبيرة بعد وفاته وطوال فترة حكم البطالمة وتم وصل المنطقة المائية ما بين جزيرة فاروس وقرية راقودة وتم استخدام هذا الردم كطريق طويل ضيق اتسع بمرور الزمن لتتحول تلك المنطقة المعروفة خليج الي ما يعرف الآن بمنطقة الميناء الشرقي للسفن التجارية وتصبح الثغر اكبر وأهم ميناء علي البحر المتوسط.كما تم بناء سور للمدينة لحمايتها له بوابتان بوابة شرقية أطلق عليها بوابة الشمس وبوابة غربية, أطلق عليها بوابة القمر.. كما تم بناء شارعين رئيسيين أحدهما عامودي علي الآخر وهما شارعا فؤاد والنبي دانيال الآن( وبمرور الزمن تكونت عدة مناطق وأحياء منها الحي اللاتيني علي سبيل المثال.وعندما انتهت امبراطورية الاسكندر ظلت مدينة الثغر كما كانت درة هذه الامبراطورية والأمينة علي تراث عصرها الحضاري حتي ورثه الرومان وطوروه فتألقت الاسكندرية في هذين العصرين بكل هذا التراث. وفي العصر الاسلامي بعد فتح أحمد بن طولون المدينة في القرن التاسع الميلادي احتلت مكانة مرموقة فأصبحت أهم قاعدة بحرية في شرق البحر المتوسط فضلا عن امكانياتها الجغرافية والتاريخية في وصل الشرق بالغرب فازدهرت اقتصاديا وثقافيا وحضاريا وازدهر عمرانها ممثلا في المدارس والمساجد والقصور والأسوار والأبراج والحصون فتمت اعادة بناء سور الاسكندرية حيث كان من عادة العرب القيام ببناء اسوار وحوائط دفاعية في المدن بعد فتحها. وخلال عمليات التطوير التي شهدها كورنيش الاسكندرية بعد انشائه في ثلاثينيات القرن العشرين في عهد الملك فؤاد الأول والذي عهد ببنائها الي وزارة اسماعيل صدقي باشا لم يقترب أحد من الميناء الشرقي او السور الممتد بطول الميناء من منطقة السلسلة امام المكتبة وحتي قلعة قايتباي لأنه غير مسموح بتعديل شكل السور او الاقتراب منه لأنه يعتبر مكانا أثريا.