من الطبيعي أن تشهد الأيام المقبلة وحتي30 يونيو أحداثا تعكس حالة الارتباك التي تسيطر علي فصائل سياسية تري هذا اليوم عبثا وهزلا وخروجا علي الشرعية. ولذلك لم يكن غريبا أن يتم الاعتداء علي أعضاء حركة' تمرد' في البحيرة وغيرها قبل ساعات من تعرض أجزاء من مقرها بالقاهرة للاحتراق, وبعد تهديدات قياديين بالجماعة الإسلامية وتداول نشطاء لوثيقة موقعة بالدم من شباب الإخوان لتأييد الرئيس. حركة' تمرد' ومن يؤيدون دعوتها يؤكدون علي سلمية ثورتها وصولا إلي تحقيق مطالب الشعب الغاضب يرون أن الرئاسة وبعد العام الأول للرئيس المنتخب لم تقدم جديدا بل زاد الانقسام, وتراجعت الخدمات, وابتعدت مصر عن مكانتها, وتضاءلت رؤي الإصلاح, وتركزت التحركات علي التمكين ورفض المشاركة إلا بشروط لا تنطبق إلا علي قوي التيار الإسلامي, وعاد شبح زوار الفجر واختطاف النشطاء, وزادت الفوضي, وتعددت صور الإنفلات وتجاوزت قبضة التخويف كل الحدود مع هامش سري لتأديب وتقزيم مؤسسات العدالة والمجتمع المدني وغيرها, وانطلاق اليد الطائشة لتهذيب مؤسسات أخري وتوجيه دفتها لتصب في صالح الإخوان وتنسف أي توجه مصري نحو العيش والحرية والعدالة الاجتماعة والكرامة. وبدلا من أن يكون الرد بنفس دعاوي السلمية أشهرت الجماعة والقوي الإسلامية في وجه الجميع أسلحة الإرهاب والتخويف بادعاءات إهانة الرئيس ومزاعم البلطجة السياسية وتكفير' التمرد' والأخذ بيد' التجرد' نحو جنتهم الموعودة وعقد الاجتماعات السرية والصفقات المشبوهة مع تحركات بعضها مجهول وبعضها معلوم وثالثها بفعل طرف ثالث ذ كالعادة ذ يوجه ما انتوي ثوار' تمرد' مع الشارع الغاضب علي سلميته نحو العنف والتدمير والتخريب, ولأن العنف لا يواجه إلا بعنف; فلن يجد الاستنفار الإخواني وتهديدهم باحتلال الميادين وتوقيع شبابهم علي وثائق تأييد الرئيس بالدم إلا بالعنف والدم أيضا ومن يتخيل أن دعوات الثورة وسيناريوهات الاجتماعات الإسلامية السرية والحشود التي ظهرت بخوذها وشومها في البحيرة ستمر بسلام فإنه واهم. وما يحدث ما هو إلا' بروموهات' سياسية للأحداث القادمة تشير إلي أن الموقف يحتاج إلي حكمة لا يري صاحبها ما يحدث اصطفافا وتمسكا بالشرعية إذا كان في صالحه وعبثا وهزلا إذا جاء معارضا لسياساته وجماعته وتصرفات الموالين لها. وتحتاج الأيام القادمة إلي عقلية تبتعد عن شراسة التعامل مع'25 يناير' وما تلاها لأن ذلك يجعل مصر تتنقل من سئ إلي أسوأ بالشرعية أو غير الشرعية وما بينهما من أكاذيب ومراوغة دون بادرة أو مبادرة صادقة وموثوقة تضع مصر علي طريق السلامة وهذا يحتاج إلي حكمة ما تزال مفقودة في الرئيس وفريقه الرئاسي وجماعته وحزبه ومواليه والذين تاهت بينهم حقوق الشعب في غزوات المغالبة والاستقطاب والاقتتال والخداع السياسي بأوراق الدين وأسلحته بما يقودنا نحو المزيد من الانهيار والأوجاع التي قد تحول الجهاد من أجل السلطة إلي حرب أهلية! [email protected] رابط دائم :