مشكلة سياسيو التيار الإسلامي أنهم يتعاملون مع كل مقام بالقناع الذي يتناسب ومصالحهم الشخصية قولا وفعلا ولا يخجلون من التناقض في كليهما فإذا خطب الرئيس فهو الصادق الأمين وإذا اتخذ قرارا. فقد أنصف وإذا تراجع عنه يعتبرون تراجعه رشدا ورجحان عقل وإذا تمسك بقراره فهو الذي لا يخشي في الحق لومة لائم وإذا فرض الطواريء فهي للاستقرار وإذا دعا للحوار الوطني السري فهذه هي الديمقراطية وإذا ذهب للتحرير فهو أبو الثوار وإذا قتل من بالتحرير فهم بلطجية ومثيرو شغب وإذا ثاروا عليه فهم يريدون إسقاط الشرعية والشريعة ودولة الإسلام والخلافة ولو بطشت الداخلية فقد أثمرت جهود التطهير وإذا أضربت عن العمل دعوا إلي استغلال الفرصة لبتر الفساد وتطهير الجهاز وإذا ضاقت بهم كل السبل يقولون كما قال الشيخ محمد حسان في خطبة الجمعة أمس:' الثورة أظهرت أسوأ ما فينا' وإذا توحد الشعب علي الغضب يقولون كما قال خطيب مسجد الفتح:' عليكم بتطبيق الشريعة فالنصاري واليهود كفار' وإذا لم يجدوا شيئا يقولونه تبادلوا فيما بينهم مكتب الرئيس وقد كتب عليه:' واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون' وأقول لهم أنتم أولي بأن تتقوا الله..فعلا سياسة! واهم من يتعامل بنية حسنة مع من يقول إن حزبه أو جماعته تقوم بتجهيز مجموعات لتقوم بدور الشرطة في حالة انسحابها من مواقع العمل أو إضرابها عنه ذ كما قال أحد رموز الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية بأسيوط أمس, لأن بعض الشرفاء ممن انسحبوا من مواقعهم أو اعتصموا أو أضربوا عن العمل إنما يرفضون أن يكونوا أداة قمع ضد الشعب يستخدمها وزير جاء لينفذ أجندة ل' تطهير' الشعب وليس' تطهير وهيكلة الشرطة, وليت المساعد الجديد لوزير الداخلية للأمن المركزي يكون صادقا فيما صرح به أمس بأن مجندي وأفراد وضباط الشرطة لن يكونوا أداة قمع ضد الشعب العظيم وأن مسئوليتهم تقتصر علي تحقيق الأمن والأمان للمواطن المصري وحماية المنشآت الهامة والحيوية والممتلكات الخاصة بالمواطنين دون التدخل في أي من مجريات الخلافات السياسية التي تشهدها البلاد حاليا, ليته يمسك علي تصريحاته حتي لا تؤصل الشرطة لمفهوم رسمي للميليشيات والبلطجة السياسية باسم تأمين الممتلكات واللجان الشعبية أو الحراسات الخاصة. غياب رموز' التهييص' السياسي وهواة العزف المنفرد علي آلام المواطنين يمنح الشعب الفرصة للثورة بمفهومه الوطني وليس بدافع المصالح الشخصية لأن الغضب الذي يسيطر علي الشارع لا يحتاج إلي من يتاجر به في الفضائيات وعلي منصات الميادين.. ولا استثني أحدا من ذلك فكل من يهربون من صفوف الغاضبين في النور لا ينبغي أن يكونوا أصناما للديمقراطية والحرية لأنهم كاذبون مثل غيرهم من محتكري الكذب السياسي[email protected] رابط دائم :