رغم ماتردد وقيل علي ألسنة المسئولين عن تنفيذ خطط ومشروعات لتطوير المناطق العشوائية بمحافظة الغربية وتحويلها إلي مجتمعات ومناطق آدمية تخدم المجتمع لكن لاتزال هذه المشكلة تمثل قنبلة موقوتة توشك أن تنفجر في وجه المجتمع بعد أن انحصر اهتمام المسئولين في وضع دراسات علي الورق فقط وغير واضحة المعالم رغم اأنها أزمة تستحق أولوية وسرعة التنفيذ وانتشالهم من المستوي المعيشي السيئ الذي يعيشون فيه حيث ينتظرون جميعا أن يشملهم التطوير وتجديد البنية التحتية لهذه المناطق لأنه الأحق بالتطوير. وحسب الحصر فقد تم تحديد45 منطقة غير مخططة و14أخري غير آمنة حيث تعتبر منطقة كندلية وتل الحدادين من أبرز المناطق العشوائية بمدينة طنطا وفي المحلة الكبري هناك12 منطقة عشوائية أشهرها مناطق صندفا وسوق الجمعة والوراقة وسوق اللبن ومحلة البرج وهي عبارة عن مبان قديمة ومعظمها آيل للسقوط هذا بخلاف العديد من الأسر التي تقيم داخل العشش الخشبية والخيام. وفي جولة الأهرام المسائي داخل المناطق العشوائية لاستطلاع أحوال سكانها كان واضحا خلال الجولة حالة الانفجار والإحباط التي تسيطر علي الجميع. حيث أكد عبد الوهاب السعيد من سكان منطقة كندلية العشوائية بطنطا ويسكنها ما يقرب من426 أسرة يعيشون وكأنهم في العصور الوسطي حيث الشوارع الضيقة والمباني المقامة بالحوائط الحاملة والأسقف الخشبية وكشف عن وعود المسئولين الزائفة والذين ملأوا الدنيا ضجيجا بتصريحاتهم الإعلامية عن تخصيص52 مليون جنيه لتطوير المنطقة وإزالة العشوئيات لتحويلها إلي منطقة سكنية متطورة بإقامة وتشييد مبان سكنية جديدة ذي ارتفاعات عالية لاستيعاب جميع الأسر التي تسكن المنطقة إلا أن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح ولم يتم تنفيذ أي شيء منها سوي التعاقد مع30 أسرة فقط لتسكينهم بالوحدات السكنية الجديدة بمنطقتي العجيزي والسلام ولكن ظل الوضع كما هو عليه ولم تشهد المنطقة أي تحركات خاصة بعمليات التطوير والتحديث. بينما يقول رشاد راشد موظف ويقيم بمنطقة صندفا بالمحلة الكبري وهي من أكبر مناطق العشوائيات بمدينة المحلة الكبري إن منطقة صندفا تضم العديد من المباني القديمة المتهالكة والتي أصبحت آيلة للسقوط بعد أن هبطت بها الأرض إلي منطقة القاع حيث تبين بأن هذه المباني أقيمت منذ سنوات طويلة فوق منطقة كانت تشتهر بوجود العديد من الأنفاق الأرضية وصهاريج المياه ومقابر الموتي وقد تأكد ذلك بعد انهيار أكثر من منزل بالمنطقة وعند عمليات رفع الأنقاض تبين وجود الأنفاق تحت الأرض بشكل واضح, وهو ما أصبح يهدد بحدوث المزيد من الكوارث وانهيار هذه المنازل في أي لحظة هذا بخلاف عدم رصف شوارعها والتي تكون غارقة في مياه المجاري والصرف الصحي بشكل دائم ومستمر بالإضافة لانقطاع مياه الشرب طوال ساعات اليوم وهو ما حول حياة سكان وأهالي المنطقة إلي ما يشبه الجحيم. وتقول سنية عبد التواب ومقيمة داخل عشة إن حياته تحولت داخل العشش والأكشاك الخشبية والخيام إلي ما يشبه الجحيم حيث أصبحوا يفتقدون جميع المرافق والخدمات ويواجهون الصعاب في قضاء حاجتهم والحصول علي المياه سواء للشرب أو لتجهيز الغداء بالإضافة بأنهم ينامون بأعداد كبيرة داخل هذه الأكشاك والعشش في مشهد غير آدمي وغير إنساني بالمرة. ومن جانبه أكد المستشار محمد عبدالقادر محافظ الغربية أنه عقد اتفاقية للتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات بالقاهرة حيث تم وضع خطة شاملة لتنفيذ مشروع تطوير منطقة كندلية بمنطقة طنطا ونقلها نقلة حضارية متميزة بتكلفة50 مليون جنيه وذلك في إطار تطوير المناطق العشوائية علي مستوي الجمهورية. رابط دائم :