عارض رئيس بولندا كارول نافروتسكي بشدة فكرة رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بدفع تعويضات لضحايا الحرب العالمية الثانية بدلًا من ألمانيا. ودعا توسك خلال لقائه بالمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ألمانيا إلى الإسراع في دفع تعويضات للبولنديين المتضررين من الحرب العالمية الثانية. وأضاف رئيس الوزراء أنه إذا لم تقدم ألمانيا المساعدة المالية لضحايا الحرب، فستحاول بولندا القيام بذلك بنفسها. وقال نافروتسكي للصحفيين: "لقد أحزنني تصريح رئيس الوزراء. لا أعرف من الناحية القانونية أو التاريخية أي قرار تدفع فيه الضحايا ثمن الشر الذي سببه المحتل". وأضاف: "ما قاله رئيس الوزراء دونالد توسك في برلين يقلقني كثيرا، وآمل أن يطلب توسك من البولنديين الصفح عن هذه الكلمات ويقول إنه مجرد سوء فهم". كما توجه الرئيس البولندي إلى المستشار والرئيس الألمانيين "لكي يفكرا بجدية في التعويضات المستحقة لبولندا بعد الحرب العالمية الثانية". في خريف 2022، أعلنت السلطات البولندية أنها تطالب ألمانيا بدفع 6.2 تريليون زلوتي (نحو 1.3 تريليون دولار حسب سعر الصرف آنذاك) كتعويضات عن الأضرار الناجمة عن الحرب العالمية الثانية. وفي أوائل أكتوبر 2022، تم إرسال مذكرة دبلوماسية بهذا الشأن إلى ألمانيا عبر وزارة الخارجية. وقد أكدت الحكومة الألمانية مرارا أنها لا تنوي دفع تعويضات لبولندا، حيث تعتبر برلين أنها قد دفعت بالفعل تعويضات كبيرة بما فيه الكفاية. وجاءت المطالبة بدفع تعويضات من الحكومة البولندية السابقة التي شكلها حزب "العدالة والقانون"، وبعد تغيير الحكومة، أعلن وزير الخارجية الجديد رادوسلاف سيكورسكي في فبراير 2024 أن مسألة التعويضات من ألمانيا مغلقة، معترفا بأن بولندا لا تملك حقوقا قانونية بهذا الشأن.