حكمت المحكمة حضوريا في القضية بإحالة أوراق المتهمة نجاة عبدالكريم وزوجها علاء عبدالحميد إلي فضيلة المفتي) بتلك الكلمات كان الحكم في قضية الحقد والكراهية التي كان مسرحها أحد المراكز التابعة لمحافظة البحيرة وراح ضحيتها زوجة كانت هي كل حياة زوجها, الذي كان يعشقها عشقا بلا حدود لانها كانت زوجة تمتلك الجمال والاخلاق والمال كما أنها كانت زوجة صالحة(, وامرأة كريمة في بيتها, وكانت سيدة حلوة اللسان مع جيرانها وأقاربها ومعارفها, وكاد أن يكون ضحيتها التالية طفلها الصغير ومستقبل زوج, وما أن سمع الزوج بالحكم حتي أنهار يبكي صارخا( منك لله يا نجاة انت السبب) أما الزوجة نجاة فقد صرخت( مش حموت دلوقتي) أنا حامل أنا حامل, ووسط هذا الصراخ والعويل تم اقتياد نجاة وعلاء إلي السجن لتتم إجراءات تنفيذ الحكم مع عمل اجراءات الفحوصات الطبية اللازمة للزوجة لمعرفة صحة وجود حمل من عدمة, وفي السجن وبالبدلة الحمراء جلس علاء مستسلما لمصيرة منتظرا يوم أعدامة مكررا بينة وبين نفسة في همهمة متلعثمة( منك لله يا نجاة, ودتينا في داهية بحقدك وطمعك وغبائك) ما كنا عايشين في خير الست فاطمة هانم اللي كنتي بتشتغلي عندها, وكانت بتعطف علينا ومش حايشة عننا حاجة انما طمعك صور لك الخلاص منها وأخذ مجوهراتها( منك لله) ووضع علاء كفيه علي عينيه كأنما يهرب من سحر نجاة زوجتة يوم دخلت علية بعد أن عادت في نهاية اليوم من العمل عند الضحية, وهي متلبسة بشيطان الغضب والحقد والطمع رغم ما تحملة من عطايا ومال من عند فاطمة هانم, وقالت له بلسان يقطر سما( مفيش في الدنيا عدل) هي عندها كل حاجة, جمال, ومال, وزوج محترم, وكمان طفل, وعيشة هنية, وأنا وأنت علي الحديدة حتي الحديدة مش لقينها, بزمتك مش المفروض يبقي لنا حق في اللي عندها, والله لازم أخد حقي منها ودة يبقي العدل, وتكرر هذا المشهد كلما عادت( نجاة) من عند الضحية( فاطمة هانم) لسان يقطر سما وحقدا ورغبة متصاعدة للخلاص من( فاطمة), وذات صباح تلقت( نجاة) خبر تأجيل تنفيذ حكم الإعدام عليها باقي شهور حملها حتي توضع طفلها وتنتهي من الرضاعة بفرح شديد في نفس الوقت الذي رفعت فيه الراية السوداء علي سجن الرجال أعلانا بإعدام( علاء) زوج( نجاة) لتسدل الستار علي حياة رجل انساق لشيطان زوجتة التي وقعت أسيرة لحقدها وطمعها, وبعد شهور وضعت( نجاة) حملها بطفل أنسها حكم الأعدام الذي ينتظرها, وبعد مرور سنة عليها هي وطفلها بدأت( نجاة) تعد أيام الرضاعة لأن أنتهائها يعني قرب يوم أعدامها, وكلما مر يوم من أيام الرضاعة تزداد ذهولا, ولكن ليس توبة أو ندما علي ما فعلتة ولكن حسابا لنفسها علي بعض أخطائها وهي تنفذ جريمتها الشنعاء, وتتذكر يوم ذهبت للضحية( فاطمة هانم) التي تعمل عندها, يصاحبها شيطانها وهي تبكي وتقول لها أنها نائمة من غير عشاء, لان الطعام التي أعطتها أياة أكله زوجها كله, فهرولت( فاطمة هانم) تحضر لها الطعام, وبعد أن أطعمتها تركتها لتقوم بالاعمال المنزلية التي تقوم بها كل يوم, وبعد أن تأكدت( نجاة) من دخول( فاطمة هانم) لغرفة نومها, قامت( نجاة) بفتح باب الشقة لزوجها( علاء) وبعد خروج الضحية من غرفة نومها, فوجئت بوجود( علاء) يمسك بيده حبل وبلاستر, وأنقضت( نجاة) هي وزوجها عليها وكتما نفسها وخنقاها حتي فارقت الحياة, وبأعصاب باردة قامت( نجاة) بالبحث في كل أرجاء الشقة عن علبة المجوهرات, واستولت عليها ثم أخذت بعض الأموال التي عثرت عليها هي وجهازي الموبيل الخاص بالضحية وابنها الذي نجا بذهابه للمدرسة, وبنفس هدوء الأعصاب وبرودتها, غادرت المنزل هي وزوجها حاملين الغنائم, وعند رجوع ابن الضحية من المدرسة قام بالطرق علي باب المنزل لكن لم يرد عليه أحد وعندما يئس من عدم فتح الباب, قام بالاتصال بأمه التي لم ترد عليه, واضطر أن يتصل بأبيه وهو في حالة انزعاج, وهرول الاب للمنزل مسرعا لابنه وأخذه بيده وقام بفتح باب المنزل, وأخذ يبحث عن زوجته في كل مكان في المنزل حتي أن قام بفتح غرفة النوم ولم يصدق نفسة, حيث كانت مسجاة علي الارض جثة هامدة, لم يصدق الزوج نفسه وأنهمر في البكاء والصراخ, حتي سمع الجيران الذين قاموا بأبلاغ الشرطة, ونشطت أجهزة الأمن في البحث والتحري وسؤال كل الذين يترددون علي منزل المجني عليها, جاءت المفاجئة بأن قامت( نجاة) بأتهام زوج الضحية بأرتكاب الجريمة بغرض أبعاد الشبهة عنها هي وزجها, وبسبب ارتباك المجني عليها, قامت الاجهزة الامنية بأخلاء سبيلها ومراقبتها, حتي قام زوج( نجاة) بأستعمال جهاز المحمول الخاص بالضحية بعد استبدال الشريحة, الأمر الذي مكن أجهزة المباحث من الوصول إليه هو وزوجته, فتم القبض عليهما وبتفتيش المنزل تم العثور علي المسروقات, ومضت الأيام علي( نجاة) في السجن سريعة وهي تتمني أن توقفها لإطالة أيام الرضاعة لتأجيل تنفيذ حكم الأعدام, وفي صباح يوم ممطر استيقظت( نجاة) علي صوت حارسة السجن تخبرها أن ترضع طفلها اليوم الرضعة الأخيرة, وهذا معناه أنه سوف يتم تنفيذ حكم الاعدام عليها, وأرضعت( نجاة) طفلها لآخر مرة, وجلست في ركن من أركان الزنزانة منتظرة التنفيذ. رابط دائم :