في نهار يوم من أيام الشتاء تظهر فيه الشمس علي أستحياء من بين ثنايا السحب لتبدد قليلا من برودة الجو في حديقة دار المسنين حيث يتكرس لدي معظم نزلاءة الأحساس باليتم والشعور بالعجز, وفيه يجلس( الدكتور صابر) علي كرسي متحرك مرتخي الجفون شارد الذهن بين النوم واليقظة تنتابه احيانا ذكريات الماضي البعيد كوميض خاطف سرعان ما يزول, وأحيانا يري من بين جفونه المرتخية ذكريات قريبة, سرعان ما تحاول أن تبعدها عن مخيلته لما تسببه له من حزن وألام, وكيف لا وقد فقد في تلك الذكريات كل شئ فالدكتور صابر كان يملك علما غزيرا, و عندما ألتقي ولاول مرة بتلميذتة الذي أعجب بها منذ أول لحظة وقعت عيناه عليها, و تقدم لوالدها ووافق علي زواجه من أبنته الحسناء, وأنجب منها ثلاث أولاد, كانوا كل شئ في حياة الدكتور صابر, تذكر الدكتور صابر كيف كان يبذل كل جهده لكي يعيشوا في سعادة, كما تذكر الدكتور صابر كيف كانت زوجته لا تري بعينيها الجميلتين غير نفسها فقط, طاف بذهن الدكتور صابر المرهق كل تلك الذكريات الجميلة, فلاح علي وجهه شبح أبتسامة سرعان ما تبددت وأختفت بعد أن أزاحتها الذكريات الحزينة, تلك الذكريات التي كان شيطان الانانية والطمع المحرك الرئيسي لأحداثها والتي بدأت يوم ما طالبت منه زوجته الحسناء أن يكتب كل ما يملك بأسمها حتي الشقة التي كانوا يعيشون فيها, تذكر الدكتور صابر كيف مارست زوجتة الحسناء كل أنواع الضغوط بتهديده بترك المنزل وطلب الطلاق منه, حتي خضع لها ووافق متصورا أن ذلك سينهي المشكلة, لم يتصور الدكتور صابر بأن ذلك سيكون بداية المشكلة, لم تكتف الزوجة الحسناء بأن قام زوجها ببيع كل أملاكة لها وتسجيلها بأسمها في الشهر العقاري, بل وسوس شيطان طمعها بأن تأخذ منه ما يملك من نقود يمتلكها بالبنك, وتحججت بأنها بذلك تحمي حقوق أبنائها الثلاثة خشية من أن يقوم زوجها بصرف تلك الاموال علي أمه وأخواته, وكالعادة لم يتحمل الدكتور صابر المشاكل التي تصنعها زوجته الحسناء له, وخضع لها ولطلباتها الانانية وقام بتحويل رصيده في البنك بأسم زوجته وأم أولاده التي أحبها, فلم يجد أمامه غير أنه يذهب إلي أحد دور المسنيين, ليجد هناك من يرعاه ويخدمه, وهكذا تخلصت الزوجة الحسناء من خدمة زوجها الذي أحبها ولم يري في الدنيا غيرها هي وأولادها, وبعد أن تخلصت منه وسوس لها شيطانها بأن تستمتع بما تبقي من جمالها ومال زوجها المسكين, ولان الشيطان دائما لا يعظ, فأن شيطان تلك الحسناء دفعها بأن تعشق أحد جيرانها وأن تلتقي به في منزلها بعد خروج أبنائها, وفي يوم من الايام عاد أبنها الاكبر مسرعا إلي المنزل بعد خروجه بنصف ساعة تذكر أنه ترك التليفون المحمول في غرفته ولحظة دخولة لم ينتبه لشئ لكن عند خروجة من غرفة نومة سمع صوت رجل يتحدث مع أمه في غرفة نومها, فرجع ووقف ليتأكد من الصوت هل هو حقيقي أن هناك رجل غريب في غرفة نوم أمه, ولم يصدق الابن إلا بعد وضع يدة علي الباب ليدفعة بقوة ليري أمة وهي في أحضان عشيقها, مما دفع الابن لمهاجمة العشيق والامساك به, وعند ذلك أندفع شيطان العاشق لاستخدام سلاحه غير مرخص لأصابة الابن بقلبه بطلق ناري أودي بحياتة والزوجة الخائنة بطلقة هي الاخري لتودي بحياتها, متصورا أنه سيتمكن من الهروب من جريمتة, لكن عند وصولة إلي باب المنزل فوجئ بوجود الجيران أمامة ليمسكوا به ويسلموة لرجال الشرطة, وبعد تداول القضية في المحكمة, حكمت المحكمة عليه بالاعدام شنقا, وهكذا أسدل الستار علي قضية( العشق والخيانة), وبين غيوم السماء وعيون( صابر) المرتخية الجفون يأتي صوت ممرضة دار المسنين يالله يا دكتور معاد الحقنة بتاعت حضرتك, ولكن في هذه المرة لم يرد عليها صابر لانه فارق الحياة حزنا وألما علي زكرياته.