بابتسامة عريضة علي وجه جميل رغم ملامح الشقا مدت يدها بوردتين وقالت بجنيه واحد بس خديهم للست تقصد السيدة نفيسة رضي الله عنها وعندما علمت أنها هي المقصد من زيارتنا للمكان قالت برضه خدي الوردتين وانتي داخلة تصلي في الجامع ومتنسيش تدعي لمصر ربنا يصلح حالها علشان الغلابة والشقيانين فيها كتير وتعبوا قوي ومبقوش قادرين علي غلبهم ونفسهم حد يفتكرهم ويساعدهم علشان يكملوا رحلة الشقا علي خير. اسمها كريمة سمحان ابنة حي البساتين والمقيمة مع غلابة زيها كتير بجوار مسجد السيدة نفيسة مكان أكل عيشها في بيع الورد للراغبين في زيارة قبر نفيسة العلم حفيدة رسول الله صلي الله عليه وسلم أو السيدة نفيسة كما يطلق عليها أهل مصر الطيبين الذين قدموا ما يمتلكون كهدايا لزوجها عند وفاتها لكي يتركها تدفن في أرض الكنانة التي عاشت بها عندما علموا أنه جاء ليأخذها كي تدفن بجوار جدها عليه الصلاة والسلام بالحجاز. أكل عيش كريمة ورثته عن أمها التي قضت عمرها فيه ليساعدها علي المعيشة بجانب ما يقتاته زوجها الذي يعمل في تصليح الأحذية والجلود ليستطيعوا تربية أبناء الخمسة أو عدد كف ايدك- كما قالت أربعة منهم في التعليم ويحتاجو ن من المصاريف ما لا يستطيع الأب توفيره من عمله بمفرده فالعيشة غالية والمدارس حاليا لا توفر التعليم الجيد ولا نملك مصاريف الدروس الخصوصية ومش عارفين هيكملوا من غيرها ازاي؟. علاقة كريمة ب25 يناير بدأت بصلاة جنازة أقيمت في المسجد علي عدد كبير من الشهداء الذين لم يستدل علي هويتهم أو معرفوش لهم أهل علي حد قولها مضيفة شباب زي الورد قطعوا قلوبنا وأمي العجوز أخذت تبكي بحرقة وبصوت عال عليهم كما لو كانوا أبناءها وعندما ذهب بهم ولاد الحلال لدفنهم في مقابر الصدقة بالامام الشافعي دعونا ان يتحقق ما ضحوا بأرواحهم من أجله ونشوف بلدنا الكل واخد حقه فيها لكن لغاية دلوقتي مفيش حاجة تحققت بل بالعكس الظروف في النازل والحال يسوء, تصدقي أن زوجي لا يوفر من عمله غير50 جنيه في الأسبوع هيعملوا ايه لأسرة مكونة من7 أفراد؟. سألتها كان نفسك ف ايه يتغير فقالت كان نفسي يبقي حالنا أحسن والبلد تتعدل والحرامية يختفوا وأشوف ولادي بيتعلموا كويس من غير ما يحتاجوا دروس خصوصية ويبقي فيه مستشفيات كويسة وعلي قد الحال لما عيل فيهم يتعب ونفسي زوجي يكون له دخل ثابت يأمنا من غدر الأيام.. لكن دلوقتي مبقاش نفسي غير في الستر.. بس أملنا ان بكره يكون أحلي والغمة تنزاح عن مصر والخير يعرف طريقه لها يا رب.