"قليلون اولئك الذين عاشوا حياتهم في ظلال القرآن الكريم يتتبعون أسراره ويحاولون تدبر معانيه ويجاهدون في الوصول إلي تفسير آياته ومعانيه ولكن تبقي حلاوته وطلاوته علوا في المقام والمقامة لا يعلو عليه انسان"هو أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث وهو أيضا عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق. عمل علي تفسير القرآن بطرق مبسطة مما جعله يصل لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي وقد عشق اللغة العربية، وعرف ببلاغة كلماته مع بساطة في الاسلوب، وجمال التعبير، وكان له باع طويل مع الشعر، فكان شاعرا يجيد التعبير بالشعر في المواقف المختلفة، وخاصة في التعبير عن آمال الأمة أيام شبابه، عندما كان يشارك في العمل الوطني بالكلمات المعبرة، وكان يستخدم الشعر أيضا في تفسير القرآن الكريم، وتوضيح معاني الآيات، وعندما يتذكر كان يقول "عرفوني شاعرا" ولقب أيضا بإمام الدعاة هو الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوى رحمه الله. ولد الشيخ محمد متولي الشعراوى في 15 ابريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره. ثم التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغا منذ صغره في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل علي الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسا لاتحاد الطلبة ورئيسا لجمعية الأدباء بالزقازيق. التحق بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وتخرج عام 1940م، ثم حصل علي العالمية مع إجازة التدريس وبعد تخرجه عين في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلي المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوى إلي العمل في السعودية عام 1950 ليعمل استاذا للشريعة في جامعة أم القرى. اعتلي العديد من المناصب فأعير للعمل بالسعودية وعمل مدرسا بكلية الشريعة، بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. ثم عين وكيلا لمعهد طنطا الازهري ثم وعين مديرا للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف وعين مفتشا للعلوم العربية بالأزهر الشريف ثم عين رئيسا لبعثة الأزهر في الجزائر لمكتب الإمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون ثم عين رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبدالعزيز وفي نوفمبر 1976م أسندت إلي الشيخ الشعراوى وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوى في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م. وبعد ذلك عين عضوا بمجمع البحوث الإسلامية 1980م ثم. اختير عضوا بمجلس الشوري 1980م. منح الأمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي لمناسبة بلوغه سن التقاعد قبل تعيينه وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة، حصل علي الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية واختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الاعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وجعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م. وللشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، اشهرها وأعظمها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، ومن هذه المؤلفات الإسراء والمعراج، والإسلام والفكر المعاصر، والإسلام والمرأة عقيدة ومنهج، والإنسان الكامل محمد صلي الله عليه وسلم، والأحاديث القدسية، والآيات الكونية ودلالتها علي وجود الله تعالي، والحصن الحصين، والجنة وعد الصدق، والجهاد في الإسلام، والمنتخب في تفسير القرآن الكريم، والشوري والتشريع الإسلامي. رابط دائم :