لم يتبق من ميادة الطفلة الجميلة ابنة الخامسة سوي صورتها تزين جدران منزل أسرتها لتذكر والديها بما حدث لابنتهما الصغيرة التي كانت تملأ جنبات المكان لهوا ومرحا وشقاوة.. حتي انتهي كل شيء في لحظة لم يكن أحد يتصور أن تأتي حين اطبقت نادية صديقة والدة ميادة وجارتهم يديها علي عنق الطفلة ولم تتركها إلا جثة هامدة من أجل فردة حلق باعتها ب200 جنيه لا تساوي ما كانت تحصل عليه من مساعدات من أم ميادة ليتم القبض عليها وتدفع ثمن جريمتها النكراء التي تقشعر لها الابدان وتدمي لها القلوب. وفي القرية الهادئة الصغيرة مستعمرة الجزائر التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية ذهب الأهرام المسائي ليرصد أحداث تلك الجريمة البشعة. وداخل منزل الطفلة المجني عليها وجدنا الحزن يخيم علي الجميع استقبلنا عمها الحاج جمال عبدالحليم الذي روي لنا تفاصيل الواقعة فقال منذ5 شهور حضر إلي قريتنا محمد وبرفقته زوجته نادية ومعهما طفلتان نسمة3 سنوات وبسمة عامان ونصف, وسكنوا أمامنا في البر الثاني بمنزل بالايجار وكان مستواهم المادي متدنيا للغاية وكانت نادية والتي علمنا أن والديها انفصلا ورفضا ان يربياها ورباها جدها وبعد زواجها كانت تعيش في قرية الجزائر ولكن لضيق الحال جاءت هنا مع زوجها الفلاح وحاولت أن تعمل مشروعا ليعينها علي الحياة فكانت تبيع الخضار داخل منزلها. ومن هنا نشأت صداقة بين والدة ميادة وبين نادية وكانت الأولي تعطف علي الثانية كثيرا وتحكي لها أسرارها ويتبادلان الزيارات وتترك ابنتيهما ميادة وآية سنتان تلعبان مع أولادها حتي فوجئنا منذ أيام باختفاء ميادة بعد أن خرجت تشتري حلوي ولم تعد وبحثنا عنها في كل مكان وكانت نادية الجارة تبحث معنا وتبكي أمامنا ولم تترك والدة ميادة للحظة وكانت تأتي لوالدة ميادة بالطعام حتي تجبرها علي الأكل لأن حالتها كانت سيئة للغاية, وظللنا هكذا لمدة3 أيام نبحث بدون نتيجة. والتقطت عمة الطفلة طرف الحديث قائلة: لقد دخل في قلبنا الشك تجاه نادية لانها كانت كلما تسمع أننا وجدنا الطفلة أو جاءتنا أخبار عنها تفقد الوعي وتظل تصرخ وتبكي بشكل غير طبيعي حتي تعلم أننا لم نجدها فتفيق من نفسها, كما كانت تذهب وراء الرجال لتستمع لكلامهم ماذا سيفعلون وأين سيبحثون, وتظل تدعي علي من خطفها بشكل غير عادي حتي قبل أن نكتشف جريمتها بدقائق كانت تدعو قائلة( ربنا يحرق قلب اللي خطفها علي ضناها) وما زاد من شكوكنا انها قالت لي بعد يومين أكيد سيأتيكم اتصال من ولاد الحلال ليدلوكم علي مكان الطفلة ونروح نجيبها, ومن هنا قررت ان استقطب ابنتها الصغيرة نسمة وجئت بها خلف الحجرة التي كانت تجلس فيها مع والده ميادة وطلبت من بعض السيدات ان تقفن حرس وأعطيت البنت بسكويت واستدرجتها في الكلام فقالت لي أنا رأيت ميادة مع ماما في توك توك وقالت لي أنها ستذهب بميادة للدكتور لان مامتها مريضة ومش هتقدر توديها وبعدها ماشفتش ميادة فقمت علي الفور وابلغت العمدة( عم ميادة) والذي قام بالاتصال برئيس مباحث بلقاس, وجاءنا بوكس الشرطة ليأخذها ولكن والدة ميادة رفضت أن يتم القبض علي صديقتها وظلت تبكي وتقول أختي حبيبتي ماتعملش فيا كدة أبدا لوخذتوها خدوني معاها. فحاولنا ارضاء أم ميادة وقلنا لها هيتم استجواب مجموعة من الحريم من المنزل وارسلنا بعض السيدات من البيت حتي توافق وهناك اعترفت نادية بجريمتها. وهنا أكمل لنا العمدة والذي كان شاهدا علي ما حدث في قسم الشرطة: قائلا هناك انهارت نادية وظلت تبكي وقالت ميادة جاءتني لتشتري حلوي فحاولت أن أنزع الحلق من أذنها فصرخت فكتمت أنفاسها حتي ماتت فوضعتها في بطانية بداخل شيكارة خبأتها بالغسالة ووضعت عليها ملابس المنزل كلها حتي تتشرب الرائحة ولا تخرج علينا وكنت ناوية ليلة القبض عليا أن أخرج الجثة ليلا واضعها في منزل إبراهيم أبوعرفات جارنا وزوجته صديقة والدة ميادة لكن انقبض عليا وبعت فردة الحلق في قرية منشية شومان ب200 جنيه. أضاف العمدة بعد اعترافها عدت إلي منزلها واستخرجت الجثة بيدي من الغسالة وكانت متحللة ولكن نظرا لكثرة الملابس لم تنبعث منها أية روائح بالمنزل. وظل محمد عبدالحليم جد الطفلة صامتا طوال الوقت الذي قضيناه: ولم يتحدث سوي بكلمات قليلة وقال بعدما علم زوج نادية بأنه كان ينام وفي منزله جثة أصيب بحالة صرع شديدة وظلت ابنتا المتهمة هنا بالمنزل ولم يقترب أحد عليهما لاننا نخاف الله وبحثنا عن أي شخص من أقاربهما ليأخذ الطفلتين بعد ان رفض جداهما من الأب والأم استلامهما واستلمتهما قريبة لهم في قلبها رحمة. ظلت والدة الطفلة تبكي وتقول حسبي الله ونعم الوكيل قتلت حفيدتي وابني والد الطفلة من الصدمة لا ينطق ولا يمكن اسامحها ابدا في اللي عملته فكانت تقول لي أنا كلما أري أم تمسك بابنتها في يدها أغير واحقد عليها وأريد أن أخطف منها الطفلة ولكننا لم نتوقع ما فعلته. أما سكينة عبدالشافي والدة ميادة بعد أن فاقت من الغيبوبة ظلت في ذهول لا تتحدث ولا تستوعب بعد الصدمة التي جاءتها من صديقتها فاخذت طول الوقت تحتضن طفلتها آية وتنظر لصور ابنتها المجني عليها ولا تتحدث أو حتي تبكي.