هل هي ثورة من تاني.. نفس القوة.. نفس العنف.. نفس التفكير.. نفس السلاح.. نفس الاصابات.. ولكن جاءت المواجهة بنفس الارادة. وبنفس الاصرار.. تغيرت الأمنة وبقي المكان علي جوانبه ثوار وخلف الكادر احزاب عيونها علي الميدان وقلبها علي البرلمان وما بين الصور المتداخلة بيان لمجلس الوزراء وصفه الكثيرون بأنه أشبه ببيانات ومواقف النظام البائد.. وعلي هامش صرخات الميدان يخرج مرسوم بقانون للعزل السياسي بديكور الإفساد السياسي.. ووقف الجميع ولكن للثورة.. وللتأكيد علي أنه الآن.. مالوش لازمة.. ومازال الميدان مشتعلا متكظا بآلاف مؤلفة من جميع فئات هذا الشعب ليحسم أمر الاقاويل والاتهامات التي تشير لهؤلاء الواقفين علي حافة المذبحة لنتأكد أنهم لا ينتمون الي البلطجية والفلول والذي منه. وكأننا نعود فلاش باك لتاريخ25 يناير.. وجوه غاضبة وأصوات بحت أحبالها فلم تعد تسمع منها سوي أصوات ضعيفة لكنها بالتأكيد تعرف طريقها الي أذنيك وربما قلبك وعيون تذرف دماؤها بدلا من دموعها علي أرواح زهقت وراحت عند ربها وأجساد جرحت جروحا غائرة ربما كتب عليها أن تكون من ذوي العاهات المستديمة الكمامات علي الأنوف والعيون تزداد إحمرارا جراء تلك المسيلة للدموع.. مستشفي ميداني للعلاج السريع وجرحي هنا وهناك ولافتات لا تحمل سوي معني واحد لا لحكم العسكر, ارحل, المجلس الرئاسي المدني, دم الشهداء لن يذهب هدرا. شباب ونساء وعجائز كلمتهم واحدة لن نرحل الميدان ضاق بكل ما يمت لمن يطلقون عليهم القوي السياسية وحتي الوشوش الإعلامية التي لا تقدم شيئا ولا تؤخر والتي لا يسمع عنها الشارع المصري بعد الثورة سوي أنها عملت في قنوات فضائية بقت علي قفا من يشيل.. قنوات مجهولة الهوية والتمويل.. وجوه تغازل ما تريد أن تغاله وتشعل فتائل الأحداث وتلقي بالبنزين علي النار والمحصلة فلوس بالهبل علي جيوبهم. الميدان لم يسمح بركوب أحد علي ثورته ومطالبه, هذا هو لسان حال ثوار التحرير الذين جاءت ردود أفعالهم تلقائية وغير مدبرة وربما ليست محسوبة عندما استقبلوا محمد البلتاجي القيادي بالإخوان بالطرد الفوري وبرفع الأحذية.. فعلوها مثلما فعلها الزيدي مع بوش في العراق. ولم يكن رد الفعل بهذا العنف مع أيمن نور والدكتور عمرو حمزاوي والمهندس ممدوح حمزة ولكنهم أيضا نالوا نصيبا من الطرد. عندما سألت أحد الثوار وهو بالصادفة محام يدعي كريم كرم أجابني.. لم يتفق ثوار التحرير علي هذا الأسلوب في معاملة زائريه ولكنه جاء تلقائيا خاصة عندما اجتمع حمزاوي وحمزة ونور مع بقية القوي السياسية ووصلوا الي اقالة وزير الداخلية علي أن تتم الانتخابات في موعدها, أما عن البلتاجي فأقولها لك صراحة أن الإسلاميين حرقوا أنفسهم إنكشفوا للناس بأنهم الحنجوريين, ما حدث يثبت أن القوي السياسية كلها اتحرقت لذا يجب أن يفرز الميدان قيادات جديدة بعيدة عن الجعجعة واستعراض القوة وركوب موجة الثورة. مع نهاية كلام كريم كان عم نزيه يرقب حديثنا مثله مثل المئات الذين التفوا حولنا وبصوت عال تساءل عم نزيه الذي يعمل نقاشا والذي لاتزال اثار البوية تلطخ وجهه.. ماذا يفعل عصام شرف الي هذه اللحظة ولماذا لا يترك الساحة هو وحكومته التي لم تقدم لنا شيئا.. التحرير هو الذي أتي بشرف والتحرير أيضا هو الذي يقول له ارحل. نفس السيناريو يتكرر, هكذا قطع الحديث أحمد جادو الشاب الجامعي قائلا.. ردود الأفعال بطيئة وكأننا نطالب بتنحية مبارك, لماذا لا يصدر قرار سريع بإقالة الحكومة وتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني؟, لماذا لا يريدون الإعتراف بفشلهم؟. الدم هو السر.. هكذا تحدثت فاطمة العدوي ربة المنزل التي إندفعت دفعا الي الميدان هي وزوجها تاركة أطفالها لدي حماتها قائلة.. دم الاولاد اللي ماتوا وانجرحوا وانصابوا بعاهات مش هايروح هدر هو ايه الحكاية ايه اللي اتغير من25 يناير لدلوقتي المشهد هو قنابل ورصاص ودم وكل ده ليه الناس دي عايزة حقها ومطالبها مش مستحيلة.. الحكومة فاشلة.. والمجلس مش عارف يديركفاية عليهم كده.. يعودوا الي ثكناتهم..! هذا هو لسان حال الميدان.. الذي يقول إن25 يناير كانت انتفاضة, وأن19 نوفمبر هو الثورة الحقيقية فانتظرونا!.