تضاعف من أهمية الزيارة الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الصين عوامل عديدة في مقدمتها أنها ذات شقين, فهي زيارة ثنائية إلي جمهورية الصين الشعبية, وهي أيضا مشاركة في القمة الجماعية لمنتدي الصين إفريقيا فوكاك. تشهد زيارة الرئيس السيسي إلي بكين عقد قمة ثنائية مع الرئيس الصيني شي جين بينج, لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الإستراتيجية القائمة بين الجانبين, كما يلتقي خلال الزيارة رئيس الوزراء الصيني, بالإضافة إلي عقد لقاء مع ممثلي كبري الشركات الصينية لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل زيادة استثماراتهم في مصر, كما سيزور الرئيس الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتي تعد أحد أهم المؤسسات التعليمية في الصين والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات الصينية. إفريقيا فوكاك بالنسبة لمنتدي الصين أفريقيا فوكاك, فيعقد تحت عنوان الصين وإفريقيا: نحو مجتمع أقوي ذي مستقبل مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع, وهي القمة الثالثة لهذا المنتدي, الذي عقد أيضا4 مؤتمرات وزارية من قبل, ويحضر هذه القمة نحو20 من قادة الدول الإفريقية, فضلا عن عدد كبير من ممثلي الدول الإفريقية علي مستوي رؤساء الحكومات والوزراء, إضافة إلي الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وعدد من رؤساء المنظمات الدولية والإفريقية, لذلك فإن مشاركة الرئيس السيسي في منتدي الصين إفريقيا سوف تشمل عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية مع القادة والزعماء الأفارقة المشاركين في المنتدي. زيارة مختلفة زيارة الرئيس السيسي للصين في هذا التوقيت تختلف عن كل اللقاءات السابقة, فالرئيس يزور العاصمة الصينية في بداية فترته الرئاسية الثانية, وبين يديه إنجازات كبيرة حققتها مصر, ووضع جديد أصبحت فيه الآن تختلف عن ظروف القمم والزيارات السابقة, سواء علي الصعيد الداخلي بتحقيق الاستقرار وهزيمة الإرهاب, وترسيخ أركان الدولة المصرية واستعادة مكانة وقدرة مؤسسات الدولة المختلفة, أو علي الصعيد الخارجي بعد أن استعادت مصر بفضل سياسة خارجية متوازنة وشجاعة, مكانتها في منطقتها وقارتها والعالم, ولا يقل عن كل ذلك أهمية ما حققته مصر علي الصعيد الاقتصادي. وعلي الصعيد الإفريقي الذي تستضيف الصين قمته, فإن مصر ترأس الاتحاد الإفريقي من بداية العام القادم. وعلي الجانب الصيني, فقد تغيرت مكانة الصين إلي الأفضل والأكثر أهمية وتأثيرا وكذلك دورها في العالم سياسيا واقتصاديا عما كان عليه الوضع قبل4 سنوات.