صندوق النقد: مصر ستعالج تسهيلات السحب على المكشوف من المركزي    حماس تعلن تسلمها رد إسرائيل الرسمي حول مقترحات صفقة تبادل الأسرى ووقف النار بغزة    حماس تعلن تسلمها رد إسرائيل بشأن محادثات وقف النار في غزة    حسام حسن يحتفل بخطبة ابنته يارا على رجل الأعمال أحمد على راشد (صور)    اسكواش - تكرارا للموسم الماضي.. علي فرج ونوران جوهر يتوجان بلقب الجونة    كولر: مازيمبي لم يشكل أي خطورة علينا.. وسنحتفل اليوم بالتأهل    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    كانت ماشية بالصدفة، حبس 4 أشخاص تسببوا في مقتل ربة منزل أثناء مشاجرة بينهم بأسيوط    أول رد من أحمد السقا على شائعة انفصاله عن زوجته مها الصغير    استشهاد شابين فلسطينيين في اشتباكات مع الاحتلال بمحيط حاجز سالم قرب جنين    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    ننشر نتيجة انتخابات نادى القضاة بالمنيا.. «عبد الجابر» رئيسا    حالة خوف وقلق في مدينة رفح الفلسطينية مع تهديد الجيش الإسرائيلي.. تفاصيل    هجوم صاروخي حوثي على ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    دينا فؤاد : تكريم الرئيس السيسي "أجمل لحظات حياتي"    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي لصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    قبل مواجهة دريمز.. إداراة الزمالك تطمئن على اللاعبين في غانا    بعد التخفيضات.. تعرف على أرخص سيارة تقدمها جيتور في مصر    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    نظر محاكمة 14 متهما في قضية "خلية المرج".. السبت    اليوم.. مرتضى منصور أمام المحكمة بسبب عمرو أديب    الشركة الصينية الأم لمنصة تيك توك: لن نبيع التطبيق    عز يسجل مفاجأة.. سعر الحديد والأسمنت اليوم السبت 27 إبريل في المصانع والأسواق    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    حمزة عبد الكريم أفضل لاعب في بطولة شمال أفريقيا الودية    محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    بالصور.. رفع المخلفات والقمامة بعدد من شوارع العمرانية    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    طريقة عمل كريب فاهيتا فراخ زي المحلات.. خطوات بسيطة ومذاق شهي    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيئة الاستعلامات: آفاق جديدة فى القمة السادسة بين الرئيس السيسى وشي جين بينج
نشر في بوابة الأهرام يوم 01 - 09 - 2018

تعد القمة التى تشهدها العاصمة الصينية بكين، بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونظيره الصيني شي جين بينج، السادسة بين الزعيمين، وهي أيضا لقاء القمة السابع عشر بين قادة البلدين منذ أول لقاء بين الزعيم جمال عبد الناصر، ورئيس مجلس الدولة الصيني "شو إن لاي"، خلال الفترة من 18 حتى 24 أبريل عام 1955، على هامش مشاركتهما في المؤتمر الأفروآسيوي في مدينة باندونج بإندونيسيا.
كما أن زيارة الرئيس السيسى، للصين هى الخامسة لسيادته خلال أربع سنوات، إلا أن هذه الزيارة تكتسب أبعاداً جديدة بالغة الدلالة فى مسيرة العلاقات بين البلدين، وكذلك فيما تحمله من مؤشرات بشأن المستقبل بالنسبة لمكانة كل من البلدين فى منطقتيهما وفى النظام الدولى بكامله.
وفي تقرير للهيئة العامة للاستعلامات، عن زيارة الرئيس السيسي الحالية إلى الصين، يرصد القمم الخمس السابقة، وكذلك ما يميز هذه القمة ويضاعف من أهمية النتائج المرتقبة لها.
فقد اختصت القيادة الصينية مصر والرئيس السيسي، بأربع دعوات لحضور مناسبات جماعية دولية كبرى استضافتها الصين، بدءًا من مناسبة احتفال الصين بعيد النصر الوطني في الذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، والتى حضرها عدد كبير من قادة دول العالم عام 2015، ثم للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة هانغتشو الصينية في سبتمبر 2016، ثم الدعوة للمشاركة فى الدورة التاسعة لقمة مجموعة "البريكس" التى عقدت فى مدينة "شيامن" الصينية عام 2017، ثم الدعوة الحالية لحضور قمة منتدى الصين – إفريقيا "الفوكاك".
أما القمة الأولى التي جمعت بين الرئيسين السيسي، وبينج، فقد عقدت خلال الفترة من 22-25 ديسمبر عام 2014، وذلك في أول زيارة للرئيس السيسي للصين عقب انتخابه رئيسًا للجمهورية.
ورحب الرئيس السيسي، خلال القمة بمقترح الصين بتطوير العلاقات بين البلدين، ووقع البلدان وثيقة إقامة علاقات شراكة إستراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات للتعاون الفني والاقتصادي، وفي مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون في مجال الفضاء.
وكانت القمة الوحيدة التي جمعت رئيسى مصر والصين فى القاهرة، في الفترة من 20-22 يناير عام 2016، وذلك خلال الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينج إلى مصر.
وخلال الزيارة حضر الرئيسان الاحتفالات المشتركة بمناسبة الذكرى ال 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأعلنا تدشين "عام الثقافة الصينية" في مصر، و"عام الثقافة المصرية" في الصين.
زيارة وقمة ومنتدى
يضاعف من أهمية الزيارة الحالية للرئيس السيسى، إلى الصين عوامل عديدة فى مقدمتها أنها ذات شقين: فهى زيارة ثنائية إلى جمهورية الصين الشعبية، وهي أيضًا مشاركة فى القمة الجماعية لمنتدى الصين – إفريقيا "فوكاك".
فعلى الصعيد الثنائى، تشهد زيارة الرئيس السيسي إلى بكين عقد قمة ثنائية مع الرئيس الصيني "شي جين بينج " لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الإستراتيجية القائمة بين الجانبين، كما يلتقي أيضًا خلال الزيارة برئيس الوزراء الصيني، بالإضافة إلى عقد لقاء مع ممثلي كبرى الشركات الصينية لمناقشة أوجه التعاون المشترك، وسبل زيادة استثماراتهم في مصر، كما سيجرى الرئيس زيارة إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين، والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات الصينية.
ومن المقرر أن يشهد الرئيس السيسي، ونظيره الصيني، خلال الزيارة مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات، والتي تتضمن قطاع النقل من خلال تنفيذ مشروع القطار الكهربائي للربط بين المدن الجديدة والمناطق الصناعية لإيجاد المزيد من فرص العمل، وقطاع تطوير التعليم، إلى جانب قطاع الكهرباء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم النظيف بالحمراوين، فضلاً عن اتفاقية لتمويل مشروع إنشاء المرحلة الثانية من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
أما بالنسبة لمنتدى الصين - إفريقيا "فوكاك"، فيعقد تحت عنوان "الصين وإفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذي مستقبل مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع"، وهي القمة الثالثة لهذا المنتدى، الذي عقد أيضاً أربع مؤتمرات وزارية من قبل.
ويحضر هذه القمة نحو 20 من قادة الدول الإفريقية، فضلا عن عدد كبير من ممثلى الدول الإفريقية على مستوى رؤساء الحكومات والوزراء، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وعدد من رؤساء المنظمات الدولية والإفريقية. لذلك، فإن مشاركة الرئيس السيسي في منتدى الصين - إفريقيا سوف تشمل عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية مع القادة والزعماء الأفارقة المشاركين في المنتدى، يبحث خلالها تعزيز التعاون بين مصر وتلك الدول في المجالات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويعد منتدى الصين - إفريقيا أحد أهم التجمعات الاقتصادية والسياسية التي تعكس الاهتمام الصيني بالقارة الإفريقية، وتهدف إلى تكثيف ودفع العلاقات الصينية مع الدول الإفريقية، كما يعد انعقاد هذه القمة فرصة سانحة لتبادل الرؤى في عدد من القضايا الإفريقية، والبحث عن حلول لها بالجهود المشتركة لأعضاء المنتدى.
من جانب آخر، يرى تقرير هيئة الاستعلامات، أن زيارة الرئيس السيسى للصين فى هذا التوقيت تختلف عن كل اللقاءات السابقة، فالرئيس يزور العاصمة الصينية فى بداية فترته الرئاسية الثانية، وبين يديه إنجازات كبيرة حققتها مصر، ووضع جديد أصبحت فيه الآن يختلف عن ظروف القمم والزيارات السابقة، سواء على الصعيد الداخلي بتحقيق الاستقرار وهزيمة الإرهاب، وترسيخ أركان الدولة المصرية واستعادة مكانة وقدرة مؤسسات الدولة المختلفة، أو على الصعيد الخارجى بعد أن استعادت مصر بفضل سياسة خارجية متوازنة وشجاعة، مكانتها فى منطقتها وقارتها والعالم. ولا يقل عن كل ذلك أهمية، ماحققته مصر على الصعيد الاقتصادى، وماحققه برنامجها للإصلاح الاقتصادى من نتائج أشاد بها العالم كله بمؤسساته الرسمية كالبنك الدولى وصندوق النقد، ومؤسساته النوعية المتخصصة وآخرها تقرير مؤسسة "موديز" منذ أيام الذي رفع تصنيف مصر الائتماني، وأشاد بنجاح برنامج الإصلاح، وكلها مؤشرات تشجع على الاستثمار فى مصر، والتجارة معها، والثقة فى قدراتها، والسياحة إليها.
وعلى الصعيد الإفريقى الذي تستضيف الصين قمته، فإن مصر ترأس الاتحاد الإفريقي من بداية العام القادم 2019، وهذا يعنى أن مصر طرف رئيسي معني بمتابعة كل ما يصدر عن هذا المنتدى بالتعاون مع أشقائها من الدول الإفريقية.
وعلى الجانب الصينى، تغيرت إلى الأفضل والأكثر أهمية وتأثيرًا، مكانة الصين ودورها فى العالم سياسياً واقتصادياً عما كان عليه الوضع قبل أربع سنوات، بفضل السياسة الحكيمة والشجاعة للرئيس شين جين بينج، وانفتاحه العالمى، خاصة من خلال مبادرة " طريق واحد، حزام واحد" التى أطلقها الرئيس بينج عام 2013، فأعطت للسياسة الخارجية الصينية ديناميكية، وأبعادًا واسعة على الصعيد الدولى، فضلا عن تعاظم قدرات الصين فى كل المجالات بسرعة كبيرة.
تطور لافت فى العلاقات الثنائية
تحتفل مصر والصين هذا العام بمرور 62 عامًا من الصداقة القوية الراسخة، منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ويقول تقرير هيئة الاستعلامات إن هذه العلاقات تشهد تطورات إيجابية سريعة منذ القمة المصرية الصينية عام 2014، وأثمر تعاون البلدين، خطوات سريعة فى جميع المجالات.
فعلى على مستوى العلاقات الاقتصادية، تطور التبادل التجارى بين البلدين، وكذلك الاستثمارات، فضلا عن التعاون العلمى والتكنولوجى.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين 11 مليار دولار في 2017، كما ارتفع بنسبة 25.86% خلال الربع الأول من العام الحالي ليبلغ 2.835 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. من جانبها، أعلنت المصلحة العامة للجمارك الصينية أن حجم التجارة الثنائية بين الصين ومصر نما بنسبة 24% على أساس سنوى خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالى، ليصل إلى 7.5 مليار دولار أمريكى، وبلغت الصادرات الصينية إلى مصر 6.5 مليار دولار أمريكى فى هذه الأشهر السبعة بزيادة 22.6% على أساس سنوى.
في حين بلغت الواردات الصينية من مصر مليار دولار أمريكى بزيادة 34.1% على أساس سنوي، وهو استمرار للمسار المتزايد للصادرات المصرية إلى الصين، حيث كانت الصادرات المصرية السلعية للسوق الصينى قد ارتفعت خلال عام 2017 إلى 408 ملايين دولار بالمقارنة بنحو 255 مليون دولار خلال عام 2016 بنسبة زيادة تبلغ 60%.
وقد احتلت الصين المركز الأول كأكبر شريك تجارى لمصر عام 2016، قبل أن تنافسها علاقات مصر التجارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عام 2017، بفارق ضئيل.
وقد شهدت الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر ارتفاعا يقدر ب106 ملايين دولار في النصف الأول من عام 2017، بزيادة تقدر ب75% على نفس الفترة من العام السابق، وبهذا احتلت المرتبة السادسة في قائمة الدول المستثمرة في مصر بعد أن كانت في المركز ال15 عام 2016، إضافة إلى استثمارات الصين في منطقة التعاون الصيني- المصري.
بينما تنتظر استثمارات الصين فى مصر طفرة كبرى بتوقيع عقود الشركات الصينية فى العاصمة الإدارية الجديدة، والتى سيتم توقيع بعضها خلال زيارة الرئيس السيسى الحالية للصين، حيث تقوم شركة (CSCEC) الصينية - إحدى كبرى شركات تشييد ناطحات السحاب بالعالم – بالعمل على إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية، وتضم منطقة الأعمال 20 برجاً للاستخدامات السكنية والإدارية والتجارية، من بينها أعلى برج في إفريقيا بارتفاع نحو 384 مترا يتوسط حي المال والأعمال.
كما وقعت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في مصر ومجموعة (CGCOC) الصينية في (مايو 2018) على مذكرة تفاهم لإنشاء أول منطقة صناعية في مدينة العلمين الجديدة، حيث سيتم العمل معا على تحويل قطع الأراضي الضخمة من صحراء المدينة إلى حقول خضراء للمنتجات الزراعية، ويتم استخدامها في المجمع الصناعي.
كما تم التوقيع (عام 2017) على عقد إنشاء أول خط للقطار الكهربائي "السلام- العاصمة الإدارية- العاشر" مع شركة "أفيك" الصينية باستثمارات 1.2 مليار دولار أمريكى على امتداد 66 كم تضم 11 محطة.
من جانب آخر، تعاونت المؤسسات المالية الصينية مع البنوك المصرية (عام 2017) في ابتكار منتجات مالية جديدة، حيث بدأ تداول عملة اليوان الصيني في مصر. وكشف محافظ البنك المركزي المصري، خلال مشاركته في الاجتماعات السنوية لمجلس محافظي البنوك المركزية الإفريقية، في مدينة شرم الشيخ، أنه سيجري تجديد اتفاقية مبادلة العملات مع الصين، بقيمة 2.7 مليار دولار في شهر ديسمبر المقبل.
وتعني اتفاقية تبادل العملات بين مصر والصين، أن المبادلات التجارية بين البلدين تتم بعملتيهما، وغير مقيدة بالدولار، خاصة أن "اليوان الصيني" تم اعتماده من صندوق النقد الدولي كعملة رسمية للمبادلات التجارية الدولية منذ عام 2017.
على صعيد آخر، وقعت شركتان صينيتان (عام 2017) على عقد إقامة 6 محطات للطاقة الشمسية في مدينة أسوان، إحداهما هي شركة "تيبا "، التي قررت الاستثمار بأكثر من 20% في ثلاث محطات للطاقة الشمسية، بينما وفر البنك الصناعي والتجاري الصيني وبنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية قروضاً لبناء هذه المحطات.
العلاقات الثقافية والسياحية
يرى تقرير هيئة الاستعلامات أن مصر والصين يتشابهان بكونهما بلدين لكل منهما حضارة عريقة وعلاقاتهما الثقافية ممتدة منذ فترة طويلة، فمصر أول دولة عربية تقيم تعاونا تعليميا مع الصين، حيث يرجع تاريخ هذا التعاون إلى سفر العالم الصيني الكبير "ما فو تشو"، في فترة أسرة "تشينغ" الملكية، إلى مصر للدراسة في جامعة الأزهر قبل 175 عاما.
وتذكر كتب التاريخ الصينية أن الإسكندرية هي أول مدينة في إفريقيا ورد ذكرها في السجلات التاريخية الصينية، كما ورد اسم مصر في بعض المؤلفات الصينية، ومنها كتاب "دليل ما وراء الجبال الجنوبية"، وكتاب "سجلات البلدان"، هذا بالإضافة إلي أن طريق الحرير البري وطريق البخور البحري قد ربطا مصر والصين، ليس تجاريًا واقتصاديًا فحسب وإنما ثقافيًا وفكريًا وعلميًا أيضًا.
أما أحدث خطوات التعاون الثقافى بين البلدين فقد تمثل فيما يلي:
- نظمت مكتبة الإسكندرية المعرض الدولي المتنقل للفنون الصينية التقليدية "التراث الثقافى اللامادي في الحياة اليومية في شنغهاى"، خلال الفترة (8 - 27 أغسطس) 2018، ويضم المعرض أكثر من 120 عملا فنيا وحرفيا، قدمتها مختلف الجهات المعنية بحماية التراث، بما يعكس الفنون الصينية التقليدية في شنغهاي، في إطار تعزيز العلاقات المصرية الصينية، خاصة فيما يختص بمجال التعليم والثقافة، وتوطيد اتفاقيات التآخى بين المدن الصينية ومدينة الإسكندرية الساحلية، خاصة في مجال التبادل الثقافى، ويعتبر المعرض أول متحف من نوعه يقام خارج الصين.
- استضافت القاهرة الدورة الأولى لمنتدى الأدب الصيني المصري في (يونيو 2018) تحت عنوان "الإبداع الأدبي على طريق الحرير الجديد" برعاية اتحاد الكتّاب الصينيين واتحاد كتّاب مصر، حيث تم مناقشة مواضيع "التراث والإبداع الأدبي" و"الأدب في الحياة المعاصرة" و"حركة ترجمة الأعمال الأدبية".
- أصدرت اللجنة الوطنية المصرية للمتاحف، بدعم من مكتبة الإسكندرية وبيت الحكمة بالصين، في (أغسطس 2017) "كراسة متحفية" عن متاحف الصين ألفها "لى شيايوناو"، و"لوه شهون"، بهدف التعريف بمتاحف الصين، التي تشتهر بتنوعها وتعددها، حيث كانت تُحفظ التحف الفنية النادرة لدى الأسر الحاكمة في الصين وبيوت الأثرياء وكبار رجال الدولة، وبالتالى فهى أقدم من فكرة نشوء المتاحف في إيطاليا.
- مع حلول الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بكين والقاهرة، أعلن إطلاق عام 2016 العام الثقافي المصرى الصينى خلال زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينج" الأولى لمصر في (يناير 2016)، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني انطلاق احتفالات العام الثقافي المصري الصيني، من معبد الأقصر، وقد شارك في الاحتفالية أكثر من 500 فنان من الدولتين (مصر والصين)، كما أقيم المهرجان الأول لقوارب "الدراجون"، على ضفاف النيل لأول مرة في مصر احتفالا بالعام الثقافي بين البلدين، كما أقيم حفل ختام العام الثقافي المصري الصيني في مدينة "كوان جون" بالصين نهاية العام.
- هناك تعاون بين عدد من الجامعات المصرية (الإسكندرية، طنطا، قناة السويس، كفر الشيخ) والصينية لإرسال طلبة إلى مصر لدراسة اللغة العربية، حيث بلغ عدد الطلاب الصينيين الدارسين للغة العربية فى مصر ما يقرب من 24 ألف طالب.
مع تزايد التبادل التجاري والسياحي بين مصر والصين خلال السنوات الأخيرة، بدأت شركة مصر للطيران تسيير رحلاتها إلى مدينة "هونج كونج" الصينية 17 سبتمبر، بواقع رحلتين أسبوعيا في خطوة هامة لتنمية السياحة الصينية خلال عام 2019، بهدف وصول أعداد السياح الصينيين خلال منتصف عام 2019 إلى أكثر من مليون سائح.
- تم تفعيل اتفاقية الترويج المتبادل بين مدينتي شنغهاي والأقصر والهيئة المصرية لتنشيط السياحة في (مايو 2018)، وتستهدف الاتفاقية التعاون من خلال الترويج المتبادل ما بين المدينتين على أن يتم ذلك بتبادل الأفلام الدعائية الخاصة بكل مدينة وعرضها من خلال الوسائط الإعلانية المتنوعة وشاشات العرض الإلكترونية الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى الموقع الرسمي والصفحات الرسمية عبر شبكات الإنترنت.
- تم اختيار مدينة شرم الشيخ للاحتفال بعيد الربيع الصيني (فبراير 2018) كونها مدينة للسلام، فضلاً عن تمتعها بمكان إستراتيجي آمن.
- حصل المقصد السياحي المصري في السوق الصينية على أفضل نقطة سياحية للمسافرين من الصين، كان التصويت بعدد سبعة ملايين صوت، وكانت الجائزة لمدينة القاهرة عن شهر فبراير 2017، وقد احتلت السوق الصينية الترتيب العاشر ضمن أكبر عشرة أسواق مصدرة للسياحة إلى مصر عام 2016، محققة نسبة 100% زيادة على عام الذروة 2010.
.
.
.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.