صديقي إيهاب تأخر عن موعدنا وأخبرني بأنه سيستمر في التأخر, علي الهاتف. أنا زهقان من رقدة المكاتب المفروضة علي للكتابة والقراءة ولوازمهما. ولا أحب قعدة القهوة ابدا إلا مضطرا أو مع اصدقاء او لسبب.. وأري أن القعدة علي القهوة بدون سبب قلة أدب. إذن فالقرار الأفضل هو أن أتمشي حتي لقاء صديقي.. و تكون فرصة.. ارمي عيوني ووداني.. ربما أجد ما يسليني وينشط روحي أو يستحق التدوين. أعطيت ظهري للإسعاف داخلا شارع26 يوليو.. وسبقتني امرأتان كلتاهما بلدي علي الافرانكا واحداهما تقول للأخري.. أنتي لو قلتي لفلان هبيعها لك ببلاش.. مش هيشتريها منك وابتسمت.. لأني قلتها قبل كده كتير.. وأنا في سيري اتفرج علي المحال والفاترينات والناس.. و أدعبس في جيبي واتحسس ما فيه من بقايا نقود واتنهد داخليا بوجع لعجزي عن تلبية الإلحاح المتكرر لباعة البضائع البسيطة, وفيهم بالتأكيد غلابة لكن أعطي مين وأترك مين؟ هي ظروف صعبة علي بلدنا ولابد أن نتحمل.. من أجل انفسنا. أميل لشارع طلعت حرب أحدهم يصر علي اعطائي كارتا لمصنع بدل جاهزة وبسعر المصنع.. شوف يابيه ثم يستلم أول صاحب شكل مقبول ورائي.. وخلال دقائق وامتار فقط يصادفني ثاني وثالث.. آخذ الكارت وأزوغ بلطف.. أجد بالكروت صورا لأجانب فأبتسم: طيب ما كنتم تاخدوا حمام كويس وتتشيكوا وتتصوروا بملابس مصنعكم أحسن, وتضعوا أنفسكم علي الكروت. وأتوقف أمام محل ملابس يضع لافتة تقول إن المعروضات صناعة مصرية100% فأبتسم معجبا باستحسان ورضا واحترام.. وأندهش لأنها المرة الثانية خلال أيام: أسير وأفاجأ بقادم نحوي.. يسلم علي كأنني قريب أو صديق مهم.. وأعتذر بلطف لعجزي عن تذكره( وأنا لا أعرفه أصلا).. واستأذن واتمني ألا تكون حيلة جديدة للاستدراج ثم الحصول علي ما في جيوب الزبون ثم أستعيذ بالله من الشيطان وأتمتم قائلا إحنا ناس طيبين جدا..