توحيدة امرأة تعيش علي هامش الحياة ليس لها مطمع في الدنيا غير أمل يمثل خيطا رفيعا يمتد بينها والحياة.. تقول: لم أحلم بالثراء ولا الرفاهية فقد ولدت في مستنقع من الفقر المدقع ويبدو أنه مقدر علي أن أعيش تحت نير هذا الفقر أنا وأطفالي من بعدي فأنا امرأة كتبت عليها الأقدار مأساة رغما عنها حلمها مثل أي فتاة مقبلة علي الحياة بالرجل الذي ينتشلني من شرنقة الفقر لبيت يسترها ولكن الرجل الذي جاءني لم يكن حلما أو حتي سندا قويا أستند إليه في حياتي, فقد كان أفقر من والدي يعمل أرزقيا باليومية يوم يعمل وأياما كثيرة بلا عمل. وارتضيت الزواج وقلت لنفسي ضل راجل ولا ضل حيطة واجتهدت قدر طاقتي في تدبير أمور بيتي وفق ما يأتي من رزق وتوافقت مع الدنيا أسايسها وتسايسني كي تستمر الحياة حتي رزقني الله بأولادي الثلاثة.. كنت أحفي في العمل في أي شيء لأدبر لهم نفقات التعليم حتي لا يضيعوا في الحياة وأهيئ لهم مستقبلا أفضل مني ومن أبيهم, وكم كانت تمر علينا الأيام والليالي التي نبيت فيها جوعا لندبر للأولاد نفقتهم. كانت الحياة صعبة إلي حد العذاب حتي أتي يوم انهارت فيه كل الأحلام وبات المستقبل أشبه بشيء مخيف يحدق بنا, فقد سقط زوجي مريضا طريح الفراش لا يقوي علي العمل ونحن من لا نملك قوت يومنا.. اهتزت الأرض من تحت قدمي وتركت الشقة التي كنا نستأجرها واضطررنا للعيش مع شقيق زوجي الذي وافق أن ننحشر أنا وزوجي وعيالي مع عياله في بيته الذي لا يتجاوز الحجرتين وبالطبع عجزت حتي عن توفير نفقات تعليم الأولاد, وباتوا معرضين للضياع والتشرد ومات شقيق زوجي وأخذ الأشقاء يطالبوننا بإخلاء المنزل لأنه ميراث لهم جميعا.. أقف حائرة لا أدري من أمر نفسي شيئا غير أني فكرت في أن أكتب لك لعل واحدا من أصحاب القلوب الرحيمة يرأف بحالي ويعينني علي ظروفي فقد بت مهددة بالطرد والتشرد.