خالد حسن النقيب قبل سنوات تعبت من عدها, كنت فتاة مثل أي فتاة, أحلم بابن الحلال الذي يأتي يوما ليس علي حصان خيالي ليحملني إلي عالم الاحلام والحكايات الرومانسية ولكني كنت أحلم بابن الحلال العادي الذي يوفر الحد الادني من الستر فقد ولدت لاسرة فقيرة وأب كثير العيال أنهكته الايام في رحلة من الصراع والشقاء يوميا من أجل لقمة العيش وهذا جعلني أحلم بالرجل الذي ينتشلني من مستنقع الفقر الذي أحاطني بذل الحاجة منذ نعومة أظافري. ولم يطل الوقت كثيرا بأحلامي العاجزة فقد تقدم لخطبتي رجل كان يكبرني سنا وسبق له الزواج من غيري أكثر من مرة ولكنها جميعا فشلت لاسباب لا أعلمها حتي والدي لم يكلف نفسه عناء السؤال عنه مثل أي أب يتقدم عريس لخطبة ابنته. وعلي الرغم من أن العريس لم يكن لقطة بمفهوم العرسان المتعارف عليه فإن والدي رحب به وأمي لم تكن الدنيا تسعها من الفرحة, وفي يقيني أن ما أسعدهما ليس زواجي بقدر أن حملا ثقيلا قد انزاح عن كاهلهما بخروجي من البيت دون أن أكلفهما مشقة تجهيزي مثل أي عروسة فقد كان العريس جاهز من كله ولم يطلب منهما غيري. وقد كان.. تزوجت من العريس الذي يكبرني علي أمل أن يكون بزواجي منه انفراجة في حياتي البائسة ولكنها الاقدار لم تكن تريد لي شيئا من سعادة الستر التي حلمت بها فقد كان زوجي أشبه بتاجر شاطر تمكن من شراء جارية له بسعر بخس من سوق النخاسة وبات حتما علي الجارية أن تكون تحت قدميه ليس لها دور في الحياة إلا ذل الخدمة بلا مقابل نهارا في بيته وليلا في فراشه حتي تمتلئ رجولته. كان بخيلا إلي حد المرض بالكاد يعطيني نفقة الطعام يوما بيوم حتي عندما رزقنا الله عز وجل بالاولاد لم يتغير حاله حتي أنني ظننت أنه غاضب لمقدمهم أو أنه لم يعبأ بأن يكون أبا في يوم من الأيام. حتي معاملتهم لهم كانت قاسية جدا.. وكأن نصيبهم من الحياة والعيشة البائسة فيها لم يختلف كثيرا عن نصيب أمهم في صباها. ولم أستطع العيش في هذه الحياة والشقاء فيها أنا وأولادي أكثر من ذلك فقد كان زوجي وجوده في حياتي مثل عدمه ولاول مرة استطعت أن أتخذ قرارا مصيريا وكان حتميا في حياتي بالانفصال عنه. كنت أظن أنني سوف أكافح وأتعذب كثيرا للحصول علي الطلاق, ولكني فوجئت به بمجرد أن طلبت منه الطلاق يقول لي بركة ياجامع وألقي عليه يمين الطلاق بدم بارد وغادر حياتي واختفي وساعتها عرفت سر زواجاته الفاشلة وتأكدت من أنه مجرد من أي مشاعر انسانية يعيش أسيرا لغرائزه وتراه الآن يبحث عن فريسة جديدة ينال من براءتها وأنوثتها حتي يشبع رجولته منها ثم يلقي بها بعزم مالديه من قوة ويبحث عن غيرها. وأنا الآن قد أعياني البحث عنه للحصول علي نفقة لعياله ورغم أني رفعت دعوي نفقة عليه بمحكمة الاحوال الشخصية, واستطعت أن أحصل علي حكم لصالحي بالنفقة في عام2005 فأني اختفي في مكان مجهول حتي الآن ولم يعد أمامي إلا العمل في أي شيء حتي ولو كان الخدمة في البيوت لأدبر نفقات أولادي بعد أن ضاع الامل تماما في الحصول علي حق أولادي في النفقة.