لم يكن سلامة يخشي من أمر نفسه شيئا فهو يعرف قدر نفسه وحجم المسئولية الملقاة علي عاتقه ويعمل ليل نهار من أجل ان يدبر لقمة العيش لأولاده, ولكنها الأقدار كانت تخفي له سيناريو من الشقاء تعرض سلامة عبدالعظيم جودة سلامة إلي حادث مؤلم أرقده في الفراش شهورا طويلة لولا أهل الخير لمات اولاده جوعا خلال هذه الفترة التي أصبح فيها صريع إصابته, و لكنه أيضا خرج من الحادث بعاهة مستديمة حيث تم بتر أحد أصابعه بما جعله غير قادر علي العمل. يقول سلامة كنت شابا قويا و احلامي دائما ما تتوافق مع قدراتي, تزوجت و عشت مع زوجتي في حجرة صغيرة بدرب الشيخ سليم في شارع باب الوزير بالدرب الأحمر وكنت سعيدا بحياتي رغم الفقر المدقع الذي يحاوطني منذ أن رأيت الدنيا ومرت سنوات العمر الأولي وكثر العيال و زاد الحمل وثقل حتي ناءت قدراتي عن تحمله وباتت الحياة بدرب الشيخ سليم قاسية ولكني كنت مثابرا أجتهد يومي وأكد وأعمل لأدبر احتياجات الأولاد لا أكل ولا أمل, ولكني الآن لا حول ولا قوة أعجز عن العمل إلا النذر القليل ما لا يكفي العيش الحاف, ولكن الحياة تمشي علي وتيرتها بمساعدة أهل الخير حتي جاء يوم فوجئت بصاحب البيت الذي أسكن فيه يهددني بالطرد إن لم أدفع له إيجار السكن المتراكم علي, وهكذا بت أنا وأولادي مهددين بالطرد والتشرد لا أدري ماذا أفعل ولا أركن إلا لقلة حيلتي وهواني علي الناس. سلامة حضر يطرق أبواب الرحمة من خلال الأهرام المسائي يناشد المهندس مصطفي مدبولي وزير الإسكان أن يمنحه سكنا من مساكن الإيواء أو أصحاب الحالات الحرجة يستره وأولاده من التشرد. و قال سلامة: أخشي علي اولادي لا املك سترهم من الشارع وما يمكن أن يلاقوه من خطر ولعلهم يضيعون إلي الأبد فهل يساعدني أصحاب القلوب الرحيمة ويدبروا لي عملا أستطيع منه تدبير أمري أو سداد ما تأخر علي من إيجار متراكم.