يعتبر النقش علي النحاس من أقدم الفنون اليدوية التي شهدتها مصر باعتبارها حرفة تحمل طابعا إسلاميا حيث بدأ تاريخ النقش علي النحاس مع ازدهار الحضارة العربية الإسلامية, إلا أنها تعاني حاليا من الركود في حركة البيع والشراء ورغم المعاناة التي يعانيها العاملون في هذه الحرفة في عقب تراجع السياحة وارتفاع الأسعار إلا أنهم يؤكدون تمسكهم بهذه الحرفة. وفي منطقة الحسين بالقاهرة يوجد شارع يسمي النحاسين, الذي يشتهر بأصوات الطرق علي الأواني النحاسية وكأنها علامة مميزة للعاملين في هذه المهنة. عم شحتة أحد أسطوات النقش علي النحاس بشارع النحاسين, تمتد خبرته في هذا المجال لأكثر من55 عاما, قال ل الأهرام المسائي: شاب شعري وأنا أعمل في هذه المهنة إلا أنها أصبحت مرهقة بالنسبة لي, لكبر سني وعدم تحملي العمل, ولكنها هي ملجئي الوحيد لا أستطيع الابتعاد عنه, كما أنها ليست وسيلة لكسب الرزق لدي فحسب إنما هي حياة إذا انفصلت عنها أموت. أضاف أن حالة الركود وغلاء النحاس أصابته بالحزن لعدم قدرته علي سد احتياجات الأسرة رغم أنه يجلس من الساعة التاسعة صباحا إلي الساعة الخامسة عصرا أمام قطع النحاس يقوم بدقها والنقش عليها لإبراز جمالها وتلميعها. ومن بين الذين توارثوا المهنة أبا عن جد الحاج تامر محمد صاحب محل فضيات تتجلي إبداعاته من خلال معرضه بشارع المعز لدين الله الفاطمي وقال إن مهنة النقش علي النحاس ورثتها وقت أن كان يصنع من النحاس العملات والصواني والمباخر القديمة إلي أن طرأ تطوير علي هذه المهنة فبدأنا ندخل أشكالا وألوانا أخري وبدأنا بالنقش بالفضة علي هذه المنقوشات لإدخال المظاهر الجمالية عليها ولكن هذه المنقوشات تتكلف الكثير وفي ظل غلاء الأسعار وركود حركة البيع والشراء أصبح لا يأتي إلينا إلا الهواه الذين يرغبون في شراء هذه المنقوشات وأغلب الزبائن من الأجانب والسياح.