علي استحياء كان إعلان إحدي شركات تطوير القطاع الخدمي التي تستهدف تسهيل الأعباء التي ترتبط بنقل الأفراد والمنقولات, عن توفير ليموزين علي شكل دراجة نارية موتوسيكل لأول مرة في مصر والدول العربية. وعلي استحياء أيضا كان الترحيب الواسع بالفكرة المبتكرة لما تسهم به في توفير الوقت والأموال إلا أن الأمر الذي كان بمثابة الصدمة ما يتعلق بالإجابة علي السؤال الحائر وهو هل تقبل الفتيات والسيدات الركوب خلف قائد الموتوسيكل من الذكور, لاسيما وهن لا يعرفنه ولا تربطهن به علاقة؟! وقبل الاستغراق في التفاصيل كانت الإجابة بضرورة توظيف سائقات للمهمة الحريمي حتي لا يتعارض دور الشركة ودراجاتها النارية مع نظرة المجتمعات الشرقية, وبالفعل كان الحل في توظيف4 قائدات سيدات لدراجات المهمة النسائية في شوارع الإسكندرية.. تقول مني عطاالله, سائقة بالشركة,39 عاما, إنها تخرجت في كلية الآداب وتعتبر ركوب الدراجات النارية هوايتها المفضلة منذ الصغر, حيث شاركت في العديد من المسابقات, وفي عام2013 انضمت إلي مجموعة راكبي الدراجات سكوتر التي أنشأتها إحدي الفتيات السكندريات. وتوضح أن الصدفة قادتها إلي العمل كسائقة بالشركة, إذ كانت تتصفح موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وشاهدت إعلانا عن الشركة, وأرادت أن تحول هوايتها إلي عمل وبالفعل قامت بالتواصل مع الشركة والتقدم بطلب لشغل الوظيفة وتم قبولها بعد اختبارها. وتضيف: إن فكرة ركوب فتيات دراجات نارية كانت شبه مستحيلة في الوقت السابق لأن المجتمعات الشرقية تعتبرها فتيات مسترجلة, فكثير من الفتيات يردن ركوب الدراجات لقضاء مشاويرهن بدلا من الانتظار لساعات في الزحام المروري إلا أن خوفهن من الانتقادات التي يوجهها المارة لهن تدفعهن إلي التراجع. ودعت الفتيات الراغبات في ركوب الدراجة النارية إلي عدم الالتفات إلي رأي المجتمع أو الخوف من تعليقات المواطنين, والتمتع بحريتها مثلما يحدث في الدول المتحضرة. من جانبه, يقول يحيي كامل, مدير التشغيل بالشركة, إن الشركة طرحت الخدمة الجديدة منذ ما يقرب من شهر عقب ملاحظة الإقبال علي ركوب الدراجات النارية خاصة فئة الشباب, موضحا أن الخدمات التي تقدمها الشركة كانت مقتصرة علي سيارات الأجرة وتوصيل الطلبات. ويضيف: الدراجة النارية تتيح التحرك بمرونة خاصة في أوقات الذروة وأماكن الزحام المروري, وتوفر الأموال بسبب انخفاض كمية البنزين المستخدم عن سيارات الأجرة, كما أنها تحافظ علي نظافة البيئة لقلة الانبعاثات الصادرة عنها. وعن كيفية توصيل السيدات علي الدراجة, يؤكد مدير التشغيل, أن الشركة تدرك العادات والتقاليد الشرقية في صعوبة ركوب السيدات خلف السائقين الرجال, لذلك قامت بتوفير4 سائقات مدربات لنقلهن في حالة طلب ذلك, مشيرا إلي أن هذه الفكرة لاقت استحسانا كثيرا من الفتيات ودفعتهن إلي التجربة.