قبل يوم فقط من الاستفتاء التاريخي الذي تنظمه بريطانيا حول عضويتها في الاتحاد الاوروبي, تشير استطلاعات الرأي الي احتمال فوز اي من المعسكرين في التصويت الذي يمكن ان يحدد المستقبل السياسي والاقتصادي لاوروبا وهو الأمر الذي سيحسمه المترددون الذين لن يحسموا موقفهم إلا داخل صناديق الاقتراع. ومع نفاد الوقت لاقناع الناخبين يتجمع الاف الاشخاص في ستاد ويمبلي لحضور نقاش بين المعسكرين يتواجه فيه رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون الذي يقود حملة الخروج وخلفه رئيس البلدية الحالي صادق خان مؤيد حملة البقاء في الكتلة الاوروبية. واستطلاعات الرأي منقسمة اذ يشير اثنان منها الي تقدم معسكر البقاء, فيما يظهر ثالث فوز معسكر الخروج في الاستفتاء المرتقب غدا. وكتب لينتون كروسبي الخبير السياسي الاستراتيجي في صحيفة ديلي تلجراف ان جميع المؤشرات تدل علي استفتاء لن تحسم نتيجته حقا حتي اللحظة الاخيرة. واجريت تلك الاستطلاعات في غالبيتها بعد اغتيال النائبة العمالية جو كوكس, البالغة من العمر41 عاما والوالدة لطفلتين, بعد اطلاق النار عليها وطعنها اثناء توجهها للقاء الناخبين في دائرتها في شمال انجلترا الاسبوع الماضي. والقاتل المفترض توماس مير البالغ من العمر52 عاما, عرف عن نفسه بقاتل الخونة, الحرية لبريطانيا عند مثوله للمرة الاولي امام المحكمة التي وجهت له تهمة القتل. وينتظر ان يكشف حزب الاستقلال( يوكيب) المناهض للاتحاد الاوروبي عن ملصق دعائي جديد بعد ان قال منتقدون ان الملصق السابق الذي يصور طوابير من المهاجرين التي تسير في اوروبا وتحتها عبارة نقطة الانهيار, يحرك الكراهية. ومع اقتراب يوم الاستفتاء عرض عدد من الشخصيات مواقفها من الاستفتاء. وقالت الكاتبة جي.كي رولينج مؤلفة سلسلة هاري بوتر انها احد اكثر الحملات السياسية المثيرة للانقسامات والمرارة علي الاطلاق فيما حذر رئيس وزراء ايرلندا ايندا كيني من ان خروج بريطانيا من اوروبا يمكن ان يزعزع سلاما تم التوصل اليه بصعوبة في ايرلندا الشمالية. أما قطب الاعمال جورج سوروس, الذي اشتهر بعد تحقيقه ارباحا طائلة في مضاربات ضد الجنيه الاسترليني في1992 خلال ازمة العملات, فقد توقع ان يؤدي استفتاء يفوز فيه معسكر الخروج الي انهيار الاسترليني. ويتأرجح الجنيه الاسترليني مع اقتراب موعد الاستفتاء وتراجع مجددا أمس. وكان قد سجل قبل يوم اعلي نسبة له خلال ثلاثة اشهر فيما اشارت الاستطلاعات الي فوز معسكر البقاء بنسبة ضئيلة.