منذ رحيل الرئيس الامريكي الاسبق نيكسون ورجاله لم يتعرض نظام امريكي آخر للوصم بسبب ممارساته مثل نظام الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن. فهذا النظام مازال مثالا قائما علي توجيه سياسات الدولة العظمي في العالم وفقا لمصالح الطبقة الحاكمة التي شهدت زواجا غير شرعي كما يقول التعبير الدارج- بين راس المال والسلطة لهذا تأتي مذكرات وزير الدفاع الامريكي السابق( دونالد رامسفيلد) أحد ابرز صقور حكومة بوش, لتكون شاهدا مهما علي واحدة من احلك الفترات السياسية في تاريخ الولاياتالمتحدة والعالم, حيث مازالت تداعيات تلك الفترة وآثارها الموزعة بين العراق وافغانستان وتدخلات مباشرة في سياسات دول الشرق الاوسط قائمة ومستمرة حتي مع وجود ادارة اوباما الحالية. تاتي مذكرات رامسفيلد المعنونة بالمعلوم والمجهولTheknownandtheunknown لترصد رحلة ثلاثين عاما من الحياة في اروقة السياسة الامريكية في عهد عدة رؤساء متعاقبين. فحياة رجل الاعمال الامريكي دونالد رامسفيلد شهدت تألقها الاكبر عندما اختير وزيرا للدفاع في عهد الرئيس الامريكي الاسبق هنري فورد, بعد تصعيده الي منصبه بعد سنوات من عضويته في الكونجرس الامريكي نائبا للحزب الجمهوري اليميني ليدخل رامسفيلد الي بوابة الحكم عام1976, وعندما ابتعد عن منصبه بعدها بعام واحد1977 عاد اليه في عهد بوش ليكون من مهندسي عمليات غزو العراق وافغانستان ومنح عقود النفط والسلاح للشركات التي يملكها ويساهم فيها اصدقاؤه من رجال الاعمال الكبار في الولاياتالمتحدة. في كتابه يرصد رامسفيلد احداث تلك الفترة ساعيا لتبرئة ساحته من الاتهامات الموجهة اليه كصقر يميني تسبب في خسائر كثيرة في الارواح سواء من بين مواطني الولاياتالمتحدة او الدول التي جري غزوها تحت دعوي الحرب ضد الارهاب. يقول رامسفيلد: اعترف ان كثيرا من القرارات التي اتخذتها أو ساعدت علي اتخاذها كانت مبنية علي معلومات خاطئة او منقوصة. مستشهدا برفضه لزيادة عدد القوات الامريكية الموفدة الي العراق عام2006 في ظل توليه حقيبة الدفاع بالحكومة الامريكية خلفا لكولين باول وهو القرار الذي ادي الي اعفائه من منصبه. يطرح الكتاب عدة تساؤلات حول شخصيات كانت لها يد في صنع السياسة الامريكية في الحكومات الجمهورية( المنتمية للحزب الجمهوري) السابقة ومن بينها ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش حيث يعمد رامسفيلد في مذكراته الي ابراء ذمته من الحرب علي العراق قائلا كوندليزا رايس و كولن باول ورئيس موظفي البيت الابيض بول بريمر عاندوني كثيرا عندما قلت ان العراق عليه ان يعود للعراقيين وهو لا ينتمي لنا من هذه الجملة الصريحة يحاول رامسفيلد ان يتهم زملاءه السابقين في حكومة بوش الابن بالاصرار علي الاحتلال في الوقت الذي كان يسعي فيه لانهائه, وينسب رامسفيلد لوزيري الخارجية السابقين كولن باول و كوندليزا رايس كانا مع معاونيهما في الخارجية الامريكية متشككين في قدرة القوات المسلحة الامريكية علي الانتصار في حروبها المتزامنة ويقول رامسفيلد ان تشككهما كاد يصل الي درجة انعدام الولاء للدولة. قائلا ان باول كان شخصا غير واقعي وحالم باكثر مما يستدعي الامر. مذكرات رامسفيلد حافلة باسرار كواليس ادارة بوش وان كانت سيرة انتقامية كما تصفها محررة الواشنطن بوست. وينتظر من تلك المذكرات ان تفتح النار علي العديد من صقور الادارة الامريكية السابقة خاصة وان احد مهندسي الحروب الامريكية رامسفيلد ينفي بقلمه عبر مذكراته اي شرعية عن هذه الحروب التي مازالت تشكل بؤر اشتعال في منطقة الشرق الاوسط وجنوب آسيا.