علي وزن عنوان رواية جين اوستن الشهيرةprideandprejudice) الكبرياء والتحامل( صدرت في مطلع مارس الجاري بالولاياتالمتحدة مذكرات الصقر اليميني كارل روف تحت عنوان الشجاعة والعاقبةcourageandconsequenc وفور صدورها بدأت وسائل الاعلام الامريكية في الاهتمام بالمذكرات التي تكشف عن عقلية احد المستشارين المقربين من الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش, حيث شغل روف منصب المستشار الاول ونائب كبير موظفي البيت الابيض, لمدة ست سنوات من اصل ثمان قضاها الرئيس الامريكي في البيت الابيض حتي تقدم باستقالته في يوليو.2007 واعلن كارل روف قرب نشر مذكراته عقب فوز باراك اوباما بسباق انتخابات الرئاسة وبعد ايام من تسلمه لموقعه داخل بيت الحكم الامريكي خلفا لبوش الابن, وظل انتظار تلك المذكرات الشغل الشاغل لكثير من محرري الشئون السياسية في الولاياتالمتحدة لما يتمتع به صاحبها من اهمية خاصة لكونه اقرب مستشاري بوش اليه منذ عمل كحاكم لولاية تكساس وحتي شغل بوش منصب رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية حاكم العالم خاصة لما اشتهر عن كارل روف بكونه المايسترو الذي يعزف بوش نغمات قراراته وفقا لإشارته حسب وصف صحيفة الواشنطن بوست الامريكية, بلو كان روف هو الرأس الذي هندس معارك بوش الانتخابية منذ بدأ المنافسة علي منصب حاكم ولاية تكساس. ورغم ان مذكرات روف اتت لتركز علي حياته الشخصية باكثر مما تناولت رحلته السياسية التي استمرت حتي بعد استقالته من مناصبه الرسمية في البيت الابيض, الا ان تلك التفاصيل الشخصية التي حفل بها كتاب روف استند اليها المحللون للتعرف علي شخصية احد المهندسين الرئيسيين للسياسة الامريكية علي مدي السنوات العشر الماضية, ففي كتابه يذكر روف كيف بدأ ميله للجناح اليميني المحافظ في السياسة الامريكية منذ كان في التاسعة من العمر, فروف الذي ولد في عام1950 كان من اشد المتحمسين لحملة الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون مرشح الحزب الجمهوري ضد الرئيس الاسبق جون كينيدي عام1960 وعلق علي دراجته الصغيرة وهو بعد في التاسعة من العمر صور الحملة الرئاسية لنيكسون قبل ان يلقي الهزيمة علي يد كينيدي الذي اغتيل عام1963 كارل روف الذي سعي بقوة لتمرير قوانين ضد المثليين جنسيا وبل وحاول تمرير تشريع يقصيهم من مظلة التأمين الصحي ويرفض علاجهم من الامراض التي تصيبهم نتيجة لممارساتهم المثلية, كما كان من اهم الاصوات التي وقفت في وجه قانون اباحة الاجهاض. يكشف في كتابه عن معاناة اسرته من القضايا التي وقف في وجهها خلال صعوده السياسي, فزوج والدته الذي تولي تربيته مثلي وهو الامر الذي جاهد روف لاخفائه الا انه عاد ليكشف عنه في مذكراته بشكل اثار دهشة من تناولوها بالتحليل حيث ينطلق روف في تلك المذكرات في سرد تفاصيل شخصية عديدة جاهد لاخفائها طوال عمره, مما يثير الدهشة لكونه شغل مناصب جعلت منه صمام تحكم في الاخبار والمعلومات التي يجري تمريرها للساسة أو لرجال الاعلام, حتي انه خصص فصلا كاملا في كتابه تحت عنوان هل كان والدي مثليا. مثل هذه التفاصيل الشخصية التي يحفل بها كتاب الشجاعة والعاقبة لكارل روف جعلت كتابه يبدو كبيان اعترافي علني قد يكشف اذا ما تم تناوله بالتحليل عن الاسباب التي وقفت خلف استقالته الغامضة والمفاجئة من موقعه الحساس بالبيت الابيض قبل عامين من انتهاء ولاية بوش الثانية وبعد ان تم توريط الولاياتالمتحدة بمستنفعي العراق وافغانستان بالفعل, حيث استقال روف في وقت بلغت فيه فاتورة الحرب ثمانين مليون دولار امريكي في اليوم الواحد وتخطت التكلفة التي تحملها دافع الضرائب الامريكي للحرب علي العراق وحدها بعد عامين اثنين من اطلاقها126 مليار دولار امريكي, وهي الورطة التي كان لكارل روف يد قوية فيها باعتبارها الناصح الاول لبوش. ورغم محاولاته لمصالحة الجمهور عبر مذكراته الا ان كارل روف لا يفوت الفرصة لشن الهجوم علي اعدائه التقليديين من الليبراليين في الولاياتالمتحدة وابرزهم ال جور النائب الاسبق لرئيس الولاياتالمتحدة والمنافس الاول لجورج بوش الابن خلال انتخابات فترة ولايته الاولي عام2000, متهما اياه بالنفاق علي خلفية موقفه من ادعاءات روف وغيره من صقور البيت الابيض بشأن كذبة اسلحة الدمار بالعراق التي استندوا اليها لتبرير احتلال العراق والتي ادي كشف عدم صحتها لتقدم وزير الخارجية الامريكي وقتها كولن باول هو وثلاثة اخرين من حكومة بوش باستقالتهم, الا أن روف في مذكراته يصر علي صحة الكذبة التي نفتها تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبوها, مما جعل ستيفن ليفنجستون محرر باب عالم الكتب بالواشنطن بوست الامريكية يقطع خلال عرضه للكتاب بانه ما صدر الا سعيا لتبييض وجه روف وسواه من الصقور واظهارهم في صورة ادميين ابرياء يسعون لخير الولاياتالمتحدة والعالم ضد الليبراليين الاشرار الممارسين للالعاب السياسية القذرة. يذكر ان كتاب روف يحمل نفس العنوان الذي حمله كتاب صدر قبل ثلاث سنوات عن دار نشر بجنوب افريقيا يحوي قصصا من كفاح سيدات افريقيات يعشن في ظل ظروف الفقر والقهر لكنهن حققن نجاحات عدة في بلدانهن, وحقق الكتاب مبيعات ضخمة بالولاياتالمتحدة وبريطانيا وقدمت المذيعة الامريكية الشهيرة اوبرا وينفري فقرة خاصة عنه في برنامجها قبل عامين.