حينما تم لعمرو بن العاص فتح مصر والإسكندرية لم يترك حدود مصر الجنوبية دون أن يؤمنها, فأرسل عبد الله بن سعد بن أبي سرح علي رأس حملة إلي النوبة عام20 ه/641 م إلا أنها لقيت مقاومة كبيرة فأمره عمرو بالعودة إلي مصر مرة أخري. ثم اتجه عبد الله بن أبي السرح إلي النوبة مرة ثانية عام31 ه/651 م حتي وصل إلي دنقلة, ثم تم عقد هدنة بين مصر وملك النوبة وقد سميت( بالبقط), وهي معاهدة بين مصر ومملكة النوبة المسيحية وبنودها تشمل الآتي: ألا يعتدي أحد الطرفين علي الآخر, ويدفع المسيحيون القادرون جزية سنوية. أن تقدم النوبة سنويا عددا معينا من الرقيق, وذلك لمصر. أن تقدم مصر مقابل ذلك إلي النوبة قدرا محددا من القح, والعدس وغيرهما من المحاصيل والمنتجات. وفي عهد الإمبراطور قنطانز الثاني( عام25 ه/645 م) عاد الروم مرة ثانية إلي الهجوم علي الإسكندرية بأسطول كبير لطرد العرب من مصر, وقد تمكن الرومان من الاستيلاء علي الإسكندرية ثم استمروا في الزحف إلي الداخل, وكان يتولي ولاية مصر في ذلك الوقت عبد الله بن سعد بن أبي السرح. ثم في عهد الخليفة عثمان بن عفان أرسل عمرو بن العاص إلي مصر حيث تمكن من فتح الإسكندرية عنوة, وصالح أهلها وقتل خلال المعركة القائد الرومي.